|
وقع الرئيس عبدربه منصور واللجنة الفنية في مستنقع الاسترضاء العائلي على حساب الشعب الذي لا يزال غائبا في وعي المكلفين بالإعداد للحوار والمستأمنين على البلاد والعباد.. هكذا يبدو المشهد قبيحا.
من ينظر إلى أسماء المشاركين في الحوار، يجد عجبا، ويخرج منصدما لمدى تكريس الفئوية العائلية وكأنه ارث برجوازي طبقي قبلي بحاجة إلى ثورة أخرى لهدم بنيانه.
كان صادما حين ترى الآتي، بكل تأكيد:
1.رجل وزوجته وابنه أعضاء في مؤتمر الحوار.
2.رجل وبناته أيضا.
3.رجل وزوجته وعمه وابنة عمه.
4.أربعة أخوة دفعة واحدة أعضاء في مؤتمر الحوار.
5.أعضاء مجلس نواب ذو سمعة سيئة لا يستحقون إلا أن يكونوا خلف القضبان بتهمة الخيانة العظمى.
6.عجائز أكل الدهر عليها وشرب.
7.شباب من بلاطجة علي صالح يمثلون الشباب. البلاطجة في الحوار باستثناء الشرفاء.
إنها لعنة النظام السابق الذي كرس حقيقة العائلة على حساب الشعب تلاحقنا وكأن ثورة لم تحصل، فقد ورث لنا الآتي:
فهناك الرأسمال العائلي، والجيش العائلي، والأمن العائلي، والسلطة العائلية، والنفوذ العائلي، والمناصب العائلية، والسلك الدبلوماسي العائلي، وأخيرا الشعب العائلي..
السؤال دوما أين الشعب إذاً؟ وما الغرض من قيام الثورة الشعبية إذا كانت الديمة وغيّرنا بابها؟
أريد أن اسأل اللجنة الفنية غير المعتبرة وغير المحترمة؟.. أريد أن اسأل رئيس الجمهورية الذي يعيد ممارسة سياسة سلفه وأبشع منها في إقرار مثل هذه المهازل وفي العبث المحيق في المال العام لكسب الولاءات واسترضاء المؤسسات العائلية والقبلية والبلطجية.
أريد أن اسأل الجميع الذين تسنموا السلطة بفضل شباب الثورة والثوار الأحرار المرابطين في الساحات لمدة تربو على العامين:
كم عدد أقرباء الشهداء في مؤتمر الحوار: أخو الشهيد، زوجة الشهيد، ابن الشهيد، أبو الشهيد؟.. كم عدد أقرباء الجرحى في مؤتمر الحوار؟ الجريح المتعافي، أخو الجريح، وزوج الجريح، ابن الجريح، وأبو الجريح؟
كم عدد قيادة الثورة الشعبية من الشباب والثوار الأحرار في الساحات الثورية في الجمهورية اليمنية المنضمون المتحدثون الخطباء وأرباب الشعارات والقيادات الميدانية ومن فقد حناجره من الهتافات؟.. أين الأكاديميون والخبراء الذين ستؤول إليهم الصياغات المهنية للقرارات والقوانين والدستور؟ والمهندسون لآليات الحوار وخرائطه المبعثرة..؟!
في الأحد 24 مارس - آذار 2013 05:07:17 م