أأأأأأه يا شلنجي
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 10 أيام
الثلاثاء 03 أغسطس-آب 2010 05:56 م

في مثل هذه الشهر قبل عام تم نشر أول مقال لي في عالم الصحافة الالكترونية على صفحات مارب برس بعد تشجيع وتزكية من مدير منتديات مارب السيد أبي تركي علي الشهير ( بهيلان ) وكان بعنوان رمضان للتصالح أيها الرئيس الصالح , واليوم بعد عام وقراءة جديدة للمقال السابق كان لزاما من عودة إلى ما فيه .. وإذا كان أخيرا ( حسب ما يبدو ) قد تحقق جزء مما طلبناه وتمنيناه من التقارب والتصالح بتوقيع الاتفاقية الأخيرة بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك بينما بقي الحراك على النقيض لم يحدد غايته وهدفه لسبب بسيط انه كما قلت سابقا ليس له رأس ولا قيادة تفكر عنه أو تخطط له .. فهو مد شعبي وعاطفة جماهيرية رعية بلا رعاية و غضب بلا راية .. جسد بلا رأس وقلب بلا شرايين , وربما لا يخرج عن كونه خليط مخترق من الفصائل الموقعة على الاتفاق وسيتلقى أوامره بالعودة وسيعود إليها كقيادات , وسيبقى المد الشعبي الذي كان يخرج ويصرخ ويقدم الجهد ويبذل الدم وحيدا في ميدان بلا رموز مما يفتته ويذهب به يمنة ويسرة , ولقد تعلمنا من حركة التاريخ ودورة الزمان أن الشعب والتغني بحقوقه المنهوبة ومصالحه المسلوبة هو الكرت الرابح وبطاقة المرور إلى مصالح مميزة وامتيازات خاصة للقيادات المتخمة بالنعمة في الخارج والداخل , فإذا تحققت لهم كان الشعب بألف خير وفي أحسن عيشة وأرقى مكانة وما لم يتحقق من ذلك شي لهم فالشعب مقهور ومظلوم ولا بد من النضال حتى ينال حقوقه , فهم عنوان نعيم الشعب أو تعاسته !!

ولذا أقول لفخامته : إن كنت قد تصالحت مع تلك الهيئات والمؤسسات السياسية في البلاد مصالحة ( كضلع على ورك ) فانه قد بقيت لك المصالحة الأقوى التي بها حقا ستحقق خيرا للبلاد والعباد بعيدا عن المكايدات السياسية العقيمة والمذكرات التفسيرية لبنود الاتفاقات الجديدة والقديمة .. وهي كلها لا حاجة للشعب بها فكل ما يهمه عيشة هنية وأسعارا مخفضة وأمنا وعدلا .. فبقى عليك أيها القائد بقرب شهر الخير أن تتصالح مع شعبك الكريم .. الصابر على الضيم .. وذلك بتحقيق أماله وتوفير متطلباته !!

فماذا يحتاج شعبك ؟ يحتاج إلى أن توفر له ثلاثي الاستقرار وعيشة الهناء وبعدها لا يهمه أن حكمته 100 عام أو وليت بعدك احمد أو حمزة أو احد الأحفاد .. وهذا الثلاثي هو : الأمن والعدل والرخاء .. ولكني أكاد اجزم انك تعجز عن توفير شي منها لأنك يا ( نور عيني ) منذ زمن بعيد قد فرطت فيها وسلمت زمامها إلى غيرك وامسك بأطرافها من يستطيع أن يزيحك .. ليس هذا كلام المجانين ولكنه كلام الواثقين .. فأثبت لي عكس ذلك بتحقيق الثلاثية من حكمك ومالك ـ أتتك راغمة في 90م وكنت حينها رجل الساعة وفارس الساحة وتستطيع مع إخوانك القادمين إليك أن تحقق تجربة وحدوية رائعة ودولة نظام وقانون تتسع لكل الأطياف والتوجهات بكل عدل وحرية ولكنك أبيت إلا دولة الفئة الواحدة والفرد الواحد .. ثم جاءتك بعد حرب 94 وكنت حينها الظافر المنتصر وبدلا من تحقيق أمال الشعب في دولة قوية متمكنة ذهبت تؤلف قلوب الجبابرة بتوزيع ارض الجنوب على من لم يقدموا له إلا الشر والفتن ومكنت السماسرة والمتنفذين ورجال الأمن والعسكريين من استغلال اسم الدولة وهيبتها في تحقيق دولة الظلم والانكسار .. فبدأت حينها محبتك في القلوب بالانحسار .. فصرت مجرد صورة تعلق على الجدران وأعمدة الإنارة وكان الشعب يأمل منك أن تكون تاريخا يحفظه جيلنا القادم بكل جدارة .. هذا محقق وحدتنا .. هذا صانع مجد دولتنا .. هذا محرر عبوديتنا من عفن الفاسدين وظلم المسئولين وجبروت المشايخ المتسلطين .. كان يأمل وما زال لديه بصيص أمل قد ينطفئ بنسمة من هواء الشعب يريد : كسر الجرع و تخفيض الأسعار فيأمن أن راتبه سيكفيه وزيادة فلا يسرق ويرتشي ـ يريد أمنا وأمانا واستقرارا فيأمن على روحه وماله من الغدر والثار فيرمي بندقيته التي تعب من حملها كل ليل ونهار ـ يريد عدلا ومساواة وازدهارا فيأمن أن حقوقه محفوظة وكرامته مصانة وأن القاتل يقتل وقاطع الطريق يصلب والمسيء يعاقب ويسجن , فينظر للمستقبل بأمل وتفاؤل فيعمل من اجل البناء والتطوير بكل قوة واقتدار .

الشعب يريد باختصار دولة حقيقية لا وهمية .. دولة حديدية لا كرتونية .. دولة تخدمه لا يخدمها .. دولة تسعده لا تشقيه .. دولة ترفع قدره بين الدول لا تذله في وطنه أو ترسله كعمالة فائضة إلى دول الجوار .. يريدها الشعب واقعا لا خطبا ومزايدات .. صدقا لا برامج كاذبة في الانتخابات وهذه كلها أماني وأحلام ولكنها ليست مستحيلة لمن أرادها وسعى لها , أما إن لم تردها فهي كما سبق من كثير غيرها .. دعايات ,, شعارات ,, هتافات ,, ولا بد أن يأتي يوم تذهب كلها وسيعيد المنتصر كتابة التاريخ وفق رؤيته , وكما دونتم أنتم تعريف حكم من سبقكم في الكتب والصحف والمجلات : فترة حكم الإمام الطاغية أو فترة حكم الانفصاليين الغاشمة !! فحتما سيضعون تحت اسمك وفترة حكمك الميمون ما لا يسرك ولا يرضيك .. وكان خاتمة مقالي الأول إن كنت ترضاه لنفسك فلا نرضاه لك .. ولكن بعد عام كامل أخشى أن نجد أنفسنا نردد بل نرضاه نرضاه !!

وسبب عنوان المقال : يوجد في عدن أحد الصاغة وكلما رأى شيئا لا يعجبه من التصرفات أو الأفعال الغير مسئولة بعد الوحدة قال صارخا : أأأأأأأه يا شلنجي .. يتحسر على دولة قوية متمكنة تمثلت في قوة عملتها التي ظلت طوال 27 عاما مستقرة .. وسيظل الجنوبي يتحسر على أيام عملته المعدنية كلما رأى ظلما أو عاين منكرا متمنيا عودة أيام شلنجه والسنتات ..

أما أنا ... فأرى زمان الشلن قد ولى وفات !!