رأس سماره.. لا نقطة الشريجى علم الإنفصال!!
بقلم/ طالب ناجي القردعي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 26 يوماً
الثلاثاء 21 أغسطس-آب 2012 08:06 م

عدم الاكتراث بتحقيق مطالب الثوار والشعب من القيادات السياسية في العاصمة صنعاء وبدون وعى منها يقود إلى كوارث محققه على مستوى الوطن كاملاً ممثلاً ذالك بخروج مجاميع غاضبه منتقمة من الجميع وسوف يؤدي خروجها ويأسها إلى التحاق تلك المجاميع الى الفصائل الإرهابية او اللجوء الى مد يد العمالة إلى الغير وفي ذالك أم المصائب على الوطن وأمنه واستقراره .

القيادات السياسية الحاكمة بصنعاء لم تعي إلى الآن ان ثقافة الإقصاء والتهميش والإبعاد والإستعلاء والغرور من المسببات الرئيسة لانطلاق هذه الثورة ولم تدرك أن جل مطلبها هو المساواة بين أفراد الشعب في الحقوق والواجبات بغض النظر عن مكان مولد هذا المواطن ومن أي مدينة أتى .

هذه الحقائق تغيب عن صناع السياسة في الوطن جميعاً وكذالك لم تدرك جل تلك القيادات أن الثاني عشر من فبراير يختلف جملةً وتفصيلاً عما قبله .

انطلاق الوعي الثوري بين أبناء الشعب تجاوز بمراحل عده تلك القيادات وهي لازالت تعول على أعناق الحقائق للوصول إلى مشتهاها وليس ما خرج الشعب من اجله .

ثقافة الاستعلاء الذي غرست في عقول القيادات السياسية ولمدة عقود مضت تقضي لا محالة ومع مرور الوقت على الحب بين أبناء الوطن الواحد وتقود جميع مناطق اليمن الخارجة عن هذا الفكر والمنهج إلى التفكير ملياً في بناء حلمها وامستقبلها بعيداً عن ذالك المنهج الذي أعيا كثيراً من مثقفي الوطن.

عندما يا نادي الأخوة في المحافظات الجنوبية بفك الارتباط والعودة إلى الماضي فذالك ناتجاً عن ظلم عاشوه كما عاشته كثيراً من مناطق اليمن وانطلاق الثورة كان الأمل الوحيد لردم هذه الفجوة التي وجدت بين أبناء الشعب الواحد نتيجة سياسة اعتمدها النظام السابق وذالك لأهداف تتعلق بتسهيل عملية التوريث في الحكم وعمل على إثارة النعرات الطائفية والمناطقية على امتداد ربوع الوطن من اجل اللعب على أوتارها للوصول إلى مبتغاه .

مع انطلاق الثورة ضاعت كل تلك النغمات والدعوات وكادت ان تذوب بين أفراد الشعب ودخول قيادات الثورة في تفاوض أثناء هذه الثورة مع قتلة الشعب أعاد أو خلق كثيراً من الشكوك حول أهداف تلك القيادات ولها في ذالك اليد الطولى بإخفائها ما تم التوقيع عليه وعدم الإيضاح للشعب كل ذالك الاتفاق الذي تم التوصل إليه .

اعتمدت في تمريره ذالك الاتفاق مع الأسرة الحاكمة على المجتمع الإقليمي والدولي ولم تأخذ الضمانات الكافية للوفاء من قبل الرعاة على ما تم توقيعه وكان من الأحرى بها التعويل على جماهير الشعب اليمني وتحقيق أهداف ثورته للوصول بالبلد إلى بر الأمان ، لم يفد النظام السوري التجائه لبعض الدول برغم تأخير نجاح ثورة الشعب السوري ولكنه في نهاية المشوار وكما قدم الشعب من التضحيات سوف يكتمل المشوار وينزاح نظام القتل والقمع في سوريا وهذا دليل ان الرهان على غير الشعب لن تجنى ثماره لا سلماً ولا حربا .

وعندما نجعل من ثقافة الماضي امتداد للحاضر بما في ذالك عدم الاعتراف بالأخطاء فسوف نجد لا محاله نتائج ذالك مراً ووبالاً على الوطن وأمنه واستقراره وسوف ندفع وتدفع الأجيال القادمة ثمن تلك الأخطاء .

كما أن ذالك سوف يدفع كثير من أبناء الشعب للتفكير مليا في مخارج قد لا تروق كثيراً للسياسيين في العاصمة صنعاء في نفس الوقت ليس بمقدورهم إيقاف ما سينتج بسبب أفعالهم .

الوطن يمر في منعطف خطير ومنحدرات شديدة الانحدار وعلى القيادات السياسية السرعة والعمل على تلبية دعوات أبنائه بما في ذالك تحقيق مطالب الثوار في التغيير الشامل تحقيقا كاملاً غير منقوص ولا تسويف وعلى الرئيس هادي ان يتحمل مسئولياته التاريخية للخروج بالوطن من هذا الوضع لكي يتسنى رفع الساحات وعودة الحياة الطبيعية ومع معرفتي أن ذالك لن يحدث والدليل على ذالك النغمات التي تصدر من هنا وهناك حول قضية التمديد لهادي وهذه في حد ذاته دليل قاطع على أن أبعاد أفراد العائلية من أوساط القوات المسلحة والأمن لا تزال بعيده ، وإن طريق تحقيق التغيير المنشود لا تزال طويلة وعلى كل ذالك لا نلوم من نراه يطالب بالعودة إلى ما قبل عام ١٩٩٠م ولن يلغي تلك المطالب إقفال أذاننا عن سماعها كما أنني لن أستغرب إن سمعت مستقبلاً مطالب لإنطلاق حراك حقوقي صحراوي أو تهامي ساحلي .

وأخيراً أقول إن دعاة فك الارتباط لن يجدوا أنفسهم وحيدين في طلب الذهاب بعيداً عن صنعاء وسياستها وقياداتها ولن أستغرب أن يطلب مواطنو مأرب أن تكون نقطة فك الارتباط في رأس فرضه نهم عابراً ذالك الخط الدولي الحدودي الجديد شمال رداع إلى أن تحل نقطة الشريجى الجديدة برأس سماره ومن هناك غرباً إلى البحر الأحمر .