الرئيس صالح والمبادرة الخليجية
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 23 يوماً
الإثنين 23 مايو 2011 08:20 م

إبان مجزرة جمعة الكرامة التي حدثت في 18 مارس الماضي، وعندما شاهد الرئيس صالح أصدقائه وزملاء مشواره السياسي والعسكري يتبرؤون منه ويَنْفَضُّوا من حوله؛ كاد أن يُصاب بالانهيار أمام خصومه وكان مستعداً لقبول أي حل يفضي للخروج الآمن.

وعندما خرج أنصاره في أول جمعة لهم بميدان السبعين، لاحظ الجميع تأثره وهو يلقي خطابه أمامهم، بل إن البعض قال إنه كاد يبكي في تلك اللحظة أمام تلك الحشود، ثم كانت تلك الجمعة كفيلة بأن تعيد صياغة أحداث وتوقعات الأيام التي تلتها وصولاً إلى اليوم. فبعدما كان الرئيس – في الأيام الأولى من ثورة التغيير- قد قبل الرحيل شريطة أن يرحل زميلة علي محسن الأحمر فقط؛ أصبح اليوم يفاوض خصومة على طاولة واحدة مع فرض حزبه كشريك أساسي للمرحلة القادمة.

باختصار.. تفضّل الله –عز وجل- على الرئيس صالح بما منعه على مُبارك وزين العابدين.. فهل يُثمّن ويُقدّر هذه المكرمة وهذا الفضل؟ أم أنه سينجر خلف رغبات من أغووه طيلة 33 عاماً ويفشل المُبادرة الخليجية نهائياً وهي – المبادرة- الحل الأمثل التوافقي للمشكلة اليمنية؟

هل سيتأثر صالح بمن حوله من وصفهم مؤخرا في أحد خطاباته بـ الأوفياء، بالرغم انه يعلم بأنه لولا أخطاء هؤلاء -الأوفياء على حد وصفه- لما خرج الناس إلى الساحات ليقولوا له: ارحل؟ 

هل سينصاع لهم بالرغم من معرفته بأنهم في الحقيقة ليسو أوفياء إلا لأنفسهم؟ فهم يعرفون بأنه لو سقط فإنهم ساقطون، حيث تسقط مصالحهم ومظلتهم فيحترقون بحرارة الحساب والعقاب..!

هل يعرف فخامته بأن من يخرجون لميدان السبعين كل جمعة ليؤيدوه، يخرجون بهدف مساعدته على خروج آمن ومشرّف وليس إيمانا منهم بأنه رجل المرحلة الراهنة والقادمة؟

هل يعي بأنه في حال افترضنا أن المعتصمين غادروا الساحات وتخلوا عن مطلب الرحيل، فإنه غير قادر على إدارة البلاد كما كان يديرها قبل أربعة أشهر كون وجوده أصبح مشكلة وليس حلاً وبالتالي لن يستمر حكمه إلى 2013م؟

هناك من يقول بأن صالح يسعى لإفشال المبادرة الخليجية، وهذا لعمري إن صح، فهو يعني أننا قد خُدعنا كثيراً بذكاء وحكمة هذا الرجل التي قيلت عنه..

نعم.. ليس من مصلحة اليمن ولا حتى الرئيس صالح إفشال المبادرة الخليجية، وعليه أن يعض عليها بنواجذه، حتى لو حدثت أحداثا قد تجعل من وجوده على سدة الحكم أمرا ضرورياً.. حتى لو خرج أنصاره رافضين تنحيه.. حتى لو رفض المعتصمون إخلاء الساحات. عليه أن يتمسك بهذا الاتفاق لأجل اليمن أولاً، ولأجله ثانياً.

وناصحاً أقول له: أن تخرج وهناك من يناشدك البقاء من مركز قوّة؛ خير لك من أن يلفظك الناس لفظا..

أن تخرج بشكل حضاري يحفظ لك اسمك، خير لك من أن تخرج كمجرم حرب إذا ما اشتعلت الحرب الأهلية التي تهدد بها.. فمهما بررت وتحدثت عن الشرعية الدستورية، فسوف يسجلك التاريخ مجرماً اختار البقاء على حساب دماء اليمنيين والله المستعان..!

Hamdan_alaly@hotmail.com