يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟
من يتابع خطابات الحكام العرب هذه الأيام الذين سقطوا أو الذين يصارعون السقوط يدرك أن جميعهم يمثلون نموذجاً واحداً في طريقة تفكيرهم وان كان بدرجات متفاوتة. فالحاكم العربي غالباً يعاني من أزمة في الفهم حتى وان أعلن أمام شعبه أنه "فهمهم" و"يعي تطلعاتهم" فان ذلك يستغرق منه عشرات سنين حتى يصل لهذه النتيجة وعندها يكون الوقت قد فات. وبمراجعة لخطابات الحكام العرب الأخيرة يمكن أن ندرك أنهم في غالبهم يعانون مرضاً نفسياً يتمثل في انفصامهم عن الواقع وعدم قدرتهم علي فهم ما يجري حولهم فضلاً عن التفاعل معه والقدرة علي مسايرته. فالحاكم العربي يظن في قرارة نفسه أنه صانع المعجزات وحامي حمى الوطن بل هو الوطن نفسه، بفضله يعيش الناس وبوجوده تستمر حياتهم ومن غيره فلا حياة وانما خراب وتقاتل بين ابناء الوطن من شارع لشارع ومن بيت لبيت.
ينظر الحاكم العربي لنفسه باعتباره أحد عظماء التاريخ الذين سيذكرهم مثله مثل عمر بن الخطاب و صلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز. ولذلك يشعر الحاكم العربي أنه الوحيد القادر وغيره عاجزون عن الفعل أو رد الفعل و يوقن في قرارة نفسه أنه هو وحده بين كل الشعب من يفهم ويدرك ويحلل ويستطيع أن يقود أما غيره فلا يفهمون الواقع ولا يستطيعون أن يقودوا البلاد حتى ولو يوم واحد أو اسبوع. عندما يعيش الحاكم العربي عشرات السنين وهو يسمع كلمات النفاق والمدح ويخرج ويرى صوره تملى البلاد ويسمع هتافات الفداء بالروح والدم يتولد لديه قناعة أن الشعب كله يذوب في حبه وهو مستعد لفدائه بالنفس والمال والعيال وعندما يعرف أن هناك من يعارض أو يتظاهر فان عقله لا يتقبل ذلك ويصاب بنوبة من الهستيريا ويعلل لنفسه أن هؤلاء مجرد حفنة من المخربين المتآمرين علي حضارة ومجد الوطن ترتبط مصالحهم بمصالح الخارج فهم عملاء امريكا أو اسرائيل أو القاعدة فبحسب فهمه من يعترض عليه هو يعترض على الوطن والأمن والحياة الكريمة وهذا إما متامر في نظره أو أنه فاقد لعقله مغيب عن وعيه. بينما يدرك الحاكم في الغرب أنه موظف لدى الشعب يتسلم راتبه من دافعي الضرائب يعتقد الحاكم العربي أن البلاد بمن عليها مزرعته يفعل بها هو وأولاده ما يشاؤون وما اعطي للشعب فهو كرماً منهم ومنة، كيف لا وهو يقارن حياة شعبه بما كان عليه قبل أربعين سنة فيجد أن الشعب اليوم لديهم سيارات يركبوها بدل الحمير والجمال ولديهم الجوال والتلفزيون وغيرها مما لم يتوفر لأباءهم فليحمد الشعب ربه وليحافظ على حاكمه ولا يرفع بصره أكثر من ذلك وإلا فان ما ينتظره أسوء مما هو عليه الحال الآن.
طريقة التفكير هذه التي وصل لها الحكام العرب هي نتيجة طبيعية لطول الأمد عليهم في كراسي السلطة والتي جعلتهم يشعرون أنه لولا تفردهم على غيرهم وتميزهم لما بقوا كل هذا الوقت وبالتالي فهم أفضل ما أخرجته هذه الأمة. هذه الطريقة في التفكير تغذيها البطانة المنافقة المحيطة بالحاكم التي لا تسمعه سوى تسابيح المجد والتقديس والعظمة والتميز وغالباً ما تفسر له الأمور علي غير حقيقتها فتكون سبباً في هلاكه. وذلك لأن هذه البطانة التي جمعها حوله غالباً ما تشمل المتردية والنطيحة بين الناس فيشعر الحاكم بالفوقية بالنسبة لهم ويعتقد أن عامة شعبه أمثال هؤلاء لا يعرفون سوى التودد والتزلف والنفاق و لا يدرك أو لا يحب أن يدرك أن هناك الكثيرين من هم أفضل منه. تتحمل الشعوب جزءاً كبيراً من ذلك المسخ في تفكير الحاكم العربي فالشعوب التي تستكين وتخنع وهي تلهث وراء لقمة العيش الأساسية تتيح فرصة للحاكم أن يزداد طغيانه وتكبره حتي يري نفسه الوحيد المستحق للانتفاع بخيرات الوطن دون سواه ويظن الاخرين قانعين بحياتهم بل ويشكرون له ذلك الخير. ولو أن هذه الأمم قومت حكامها عند أبسط انحراف لما وصل الحال لما وصل اليه ولما دفعت لذلك ثمناً باهظاً تمثل في ضياع حياة أجيال كاملة وتأخر عشرات السنين عن ركب التقدم.
لن يستطيع الحاكم العربي أن يغير طريقة تفكيره لأن أزمة الانفصام بينه وبين شعبه كبيره فهو بجانب الانفصام عن الشعب يعيش انفصام مع الزمن فيفكر خارج الزمن والتغيير الذي حدث خلال العقود الاخيرة ذلك أنه لم يستطع أن يجار هذه الفترة الزمنية وهو لا يريد أن يفهم أن غالبية شعبه اليوم ولدوا في وكبروا في زمان غير زمانه فهم لا يفهموه وهو لم يستطع أن "يفهمهم" أو "يعي تطلعاتهم" ولذلك تجاوزت هذه الشعوب مطالب الإصلاح والترقيع الى التغيير الشامل.