الوحدة اليمنية بين الخط الأحمر والأبيض
بقلم/ د.انور معزب
نشر منذ: 12 سنة و 4 أيام
الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 04:05 م

صرح أحدهم وقال الوحدة اليمنية خطا ابيض ولم تعد خطا احمر كما كانت من قبل والآخر صرح وقال الوحدة اليمنية لم تعد من الثوابت الوطنية كما كانت في السابق فالتصريح الأول قاله البرلماني إنصاف مايو بينما التصريح الأخر قاله الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني بينما جاء الوضع مختلف من قبل الرئيس السابق إذ يصرح دائما وفي أكثر من خطاب بان الوحدة اليمنية من الثوابت الوطنية وأنها خطا احمر وهو الحال أيضا للشيخ صادق الأحمر إذ يؤكد وفي أكثر من للقاء بان الوحدة خطا احمر ولا يحلم احد بالانفصال فهل مازالت الوحدة اليمنية من الثوابت الوطنية السيادية التي لا يمكن التفريط بها بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف ؟ وهل مازالت الوحدة اليمنية خطا احمر لايمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال وتحت اي ظرف من الظروف كما صرح بذلك الرئيس السابق في أكثر من خطاب وكما يصرح بذلك دائما الشيخ صادق الأحمر ؟ أم أنها كما قال الدكتور ياسين وإنصاف مايو لم تعد من الثوابت الوطنية كما أنها لم تعد خطا احمر وبالتالي يمكن تجاوزها والتفريط بها ؟ 

ندرك حقيقة أن هناك أخطاء قد حصلت من النظام السابق وألحقت أضرارا فادحة للوطن والمواطن حيث شكلت نتائج تلك الأخطاء انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلد وتضرر منها جميع أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا إذ لم تكن تلك الأخطاء ضررا على الإخوة في جنوب الوطن دون شماله كما يدعي البعض ولو أن نتائجها الكارثية زادت حدتها قليلا في الجنوب نتيجة نهب الأراضي إلا أن من قاموا بنهب تلك الأراضي وحسب التقرير الشهير للدكتور باصرة وهلال هم أشخاص نافذين من شمال الوطن وجنوبه وليسوا من شمال الوطن فقط كما يتصور البعض أو كما يريد البعض ان يصور ذلك  

الأخطاء السابقة التي حصلت إبان النظام السابق وتضرر منها جميع أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا شرقا وغربا ومهما كان حجمها يمكن النظر فيها والقضاء على أسبابها وبالتالي حلها حلا جذريا عادلا وهو الأمر الذي جعل من اهم بنود المبادرة الخليجية الحوار الوطني والذي من خلاله سوف تناقش جميع القضايا والمشاكل العالقة منذ زمن ولكي يتم إنصاف الإخوة في الجنوب ولكي تمضي سفينة الوطن إلى بر الأمان وبعيدا عن المشاريع الهدامة الداعية للانفصال جعل الحوار الوطني من أهم أولوياته مناقشة القضية الجنوبية للنظر فيها وفي مسبباتها بهدف القضاء على أسبابها وحالها أي القضية الجنوبية حلا جذريا عادلا يعيد الحق لأصحابه وهو الأمر الذي جعل القضية الجنوبية تحتل المرتبة الأولى والأهمية القصوى خلال المؤتمر الوطني الذي سوف ينعقد خلال الأيام القليلة القادة .

الوحدة اليمنية ليس لها ذنب في الأخطاء التي ارتكبها البعض ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نحمل الوحدة اليمنية الأخطاء التي ارتكبها البعض ولا يجب أن تدفع الوحدة اليمنية نتيجة الأخطاء التي مورست كما لايجب بأي حال من الأحوال أيضا أن يتحمل نتيجة تلك الأخطاء المواطن اليمني ومن يجب ان يتحمل نتيجة الأخطاء ويدفع ثمنها ويحاسب عليها هم الأشخاص أنفسهم الذين ارتكبوا تلك الأخطاء. 

الوحدة اليمنية موضوع لايقبل الجدل ولا يقبل القسمة بين إثنين فالوحدة اليمنية كانت ومازالت وستظل من الثوابت الوطنية التي لايمكننا بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف أن نفرط بها كما أنها أي الوحدة اليمنية كانت ومازالت وستظل خطا احمر شديد الاحمرار يحرق كل من يحاول الاقتراب منه او المساس به ولاتغرنكم تلك الشعارات التي نجدها هنا وهناك او الأعلام التشطيرية التي ترفع هنا وهناك او التصريحات التي نسمعها بين الحينة والأخرى هنا وهناك .