الاختبار الحقيقي لهادي والمبادرة الخليجية!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
الخميس 16 أغسطس-آب 2012 09:58 م

الرسائل التي يوجهها إليك أيها الأخ الرئيس بقايا النظام السابق المعيقين لعملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن تضعك في محك حقيقي يا ابن هادي فمن احتلال وزارة الداخلية والعبث بأوراق وملفات الدولة ونهب كل محتوياتها حتى الدولارات المزيفة لم تسلم من العبث ، ومرت هذه العملية بسلام . وهاهم يكررون العملية بوزارة الدفاع الوزارة السيادية الثانية ،وأنت في قمة مكة حيث قام من يسمون أنفسهم أفرادا من الحرس الجمهوري بالاعتداء على الوزارة ومحاولة احتلالها وهي رسالة الغرض منها اختبار رد الفعل منك ومن المجتمع الدولي ، فإذا مرت بسلام فإن ساعة الصفر آتية لا محالة للانقضاض على بقية المؤسسات السيادية !

الغريب بالأمر هو ما تمارسه اللجنة العسكرية من تبسيط مخل في توصيف المشكلة وكأنها فردية وإحالة الضحايا للمحاكمة العسكرية ، وكأن اللجنة قد صدقت رواية الحرس الجمهوري من أن هذا الفعل هو فعل مدان من قبله وان ما جرى هو حالة فردية ، وكذلك فإن المؤتمر أيضا هو الأخر يضلل الرأي العام ويصف ما جرى بأنه حقوق ،وهل الحقوق لا تنفذ إلا باستخدام السلاح واحتلال الوزارة والعبث بها كما تم العبث بسابقتها ؟!

الغريب كذلك أن وسائل الإعلام تناقلت أنك قد قررت قطع الزيارة والعودة الى صنعاء لإدارة الأزمة ، ولم يحصل شيء من هذا ، ولم نسمع عن موقف سيتخذ خلال ساعات كما حصل مثلا في مصر الشقيقة عندما لاحظ الرئيس القصور من قبل قيادة الجيش في التعامل مع حادثة سيناء كان له الموقف الواضح في ممارسة مهامه كرئيس، واتخذ قرارات حاسمة أرضت الغالبية العظمى من الشعب المصري .الموقف الايجابي جاء من الدول الأخرى من توجيه أصابع الاتهام الى بقايا النظام السابق في ممارسة إعاقة العملية السلمية في اليمن ، ولم يتسنى لنا معرفة هذا الموقف من مسئولينا ! ؛ فهل يا سيادة الرئيس وأنت المنتخب من الشعب قادر أن تحسم هذه المسألة وتتخذ قرارات كبرى تريح الشعب بها وتستريح أنت من هذا الوضع الشاذ ، إننا لمنتظرون!

أخر تقليعات بقايا النظام ما حصل في مطار عدن من اعتقال للسفير الحسني المعارض الذي ربما عاد لاختبار الجدية في قضية الحوار الذي بشرتمونا بتشكيلكم اللجنة الفنية للحوار الوطني منذ فترة وأشعرتمونا بان الحوار الوطني بات قاب قوسين أو أدنى ومن أن المشاكل سيغلق ملفها قريبا جداً ، وسيتجه المتحاورون باتجاه المستقبل وأنه لم يعد لكائن من كان أن يمارس الإقصاء أو الاستبعاد لأي فصيل سياسي .

إن هذه المشكلة بينت لنا أن النظام السابق مازال هو المسيطر على كل شيء في اليمن ، ولم يتم أي تغيير ، ولا يلوح في الأفق هذا التــــــغيير ما لم تؤمن بالتغيير أنت ! ؛ وتبدأ بإزالة كل من يعيق التغيير دون إبطاء ، ففرصتك صارت محدودة لأن المائة اليوم قد مرت التي عادةً يُقيم بها توجُهات أي رئيس ، ولم نلحظ أي شيء فيها ذا معنى تغييري ، فعليك أن تسرع في إحداث التغييرات المرغوبة قبل أن يَكتب عنك التاريخ من انه أتيحت لك فرصة لم تتاح لأي رئيس سابق وأنت لم تستغلها !

فالحوار الوطني هو صلب المبادرة الخليجية ومبادرتكم الخليجية التي تغنيتم بها طيلة الشهور السابقة تتعرض اليوم للاغتيال من أطراف موقعة عليها ، بينما الآخرون يبدو أنهم سلموا بها وجاءوا الى اليمن وهناك من قام باعتقال طلائعهم ، وهذا لن يشجع الآخرين للعودة الى الوطن ، طالما والوضع كما تم في يوم أمس ، فيا أصحاب المبادرة في الداخل والخارج اخرجوا من المنطقة الرمادية وبينوا موقفكم بوضوح وضعوا النقاط على الحروف ، وإلا فمبادرتكم لن تكون نموذج للتسويق بعد ذلك ، وصوما مقبول وخواتم مباركة وكل عام والجميع بخير!!

  alasaliali@yahoo.com