إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
سؤال: ما هو سبب المطالب الانفصالية في الجنوب؟
الجواب الذي نسمعه دوما لهكذا سؤال يقودنا لطرح نفس السؤال، مع اجراء تغيير طفيف يتعلق بالمجرور به في صيغة نفس السؤال الذي ينطبق على حالات عربية أخرى، لتجعلنا نسأل مجددا: ما هو سبب المطالب الانفصالية في الوطن العربي؟ الاكراد في شمال العراق، السودانيون الجنوبيون، سودانيو دارفور، الصحراويون الغربيون، قائمة هذه الحركات تطول وقد لا تاخذ مطالبها الانفصال بشكل صريح، وانما تاخذ اشكالا مثل الولاء للجماعات الدينية المتشددة، أو تلك ذات الولاء المشبوه أو تلك الشوفينية بمفهومها الضيق، يكاد القاسم المشترك الذي يجمع تناقضات هذه الحركات هو مسمياتها التي لا بد ان تشمل احدى الجهات الاربع، شمال – جنوب – شرق – غرب.
ما الذي يجعل مصر كدولة محورية في الوطن العربي التي كانت مفخرة العرب في الخمسينات والستينات تتقوقع لتتخلى عمليا عن لقبها المفضل "ام الدنيا" متخلية عن دور الام تجاه ابناءها؟ وعندما نرى ماذا حدث كنتيجة حتمية لهذا التفوقع، نجد ان الدول العربية اتجهت إلى مشاريع قطرية ما لبثت ان تحولت إلى مشاريع تعمل بها النخب الحاكمة للحفاظ على كراسيها، واهمال الهدف الحقيقي الذي يجب ان تعمل من اجله. مايثبت كلامي هو حالة العداء بين العراق وسوريا لأكثر من 30 سنة بالرغم ان حزب البعث الحاكم في البلدين يقوم على فكرة تحقيق الوحدة العربية، يا لسخرية القدر!
الجواب ببساطة هو غياب المشروع، ففي مصر لا توجد لدى النخبة الحاكمة اليوم مشروع يجعل من الوطن العربي القاعدة التي ينطلق منها والهدف الذي يسمو إلى تحقيقه. مشروع عبدالناصر انطلق من اساس تحرير الوطن العربي وتوحيدة وتنميته اقتصاديا وتكنلوجيا وعسكريا، باختصار كان مشروع بناء امبراطورية عربية كدولة عظمى بين الامم، تقوم على فكرة احياء القومية العربية كاطار ايدلوجي لا بد منه لبناء أي دولة عظمى، الايدلوجيا التي آمن بها الكثيرون وهتفت لها الملايين العربية عفويا، ولكن، لماذا فشل هذا المشروع العظيم رغم ذلك (وإن كان حقق بعض النجاحات في البداية)؟ الجواب هو غياب الآليات اللازمة لتحقيق هذا المشروع. في تركيا هناك نخبة حاكمة اليوم لديها مشروع تعمل على تحقيقه، مشروع مشابه لبناء تركيا العظمى، واقعية الاتراك جعلتهم قادرين على استيعاب الدروس من تجارب الاولين، ونضجهم فكريا مكنهم من تطوير اسلوبهم الفريد في امتلاك الاليات التي يتطلبها تنفيذ مشروعهم، هم ناجحون إلى الآن على الأقل، طالما اننا نراهم من بين اقوى 20 دولة اقتصاديا في العالم.
تلخيص ماسبق يتمثل بان غياب أي مشروع تحديثي حقيقي يقوم على الوطن العربي كقاعدة انطلاق، هو البيئة الخصبة لولادة المشاريع القطرية الفاشلة، والتي لا تلبث ان تتحول إلى مشاريع انفصالية داخل الاقطار هذه انفسها، وبالمقابل فان وجود هكذا مشروع يتجاوز الاطر القطرية الضيقة، كفيل بجعل الجماعات القطرية توحد صفوفها للعمل في تحقيق نجاح لهذا المشروع، حينها حتما سيختفي الحراك الجنوبي كما سيختفي غيره، ستذوب هذه الحركات في إطار المشروع الكبير، بدون الاخذ بهذا المعيار في التعاطي مع هذه الاشكالات، فان أي محاولة لحل هذه الحركات الانفصالية ستؤول حتما إلى الفشل الذريع، وطالما ان اوضاعنا كدول عربية تفتقد الحد الادنى من الديمقراطية الذي سمح للنخبة الحاكمة في تركيا ان تصل للحكم وتبدأ في تنفيذ مشروعها، فلا يسعني القول الا اننا كعرب نعيش حالة سبات شتوي طويل في انتظار ما قد يكون " صــلاح الـدين الأيــوبي رقم 2" !!