المؤتمر والمشترك للشباب اليمني .. شكر الله سعيكم 1
بقلم/ اكرم الثلايا
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 27 يوماً
الخميس 19 مايو 2011 06:47 م

بالشباب الذي خرج في حماسة الأسود إلى ساحات الإعتصامات في تعز وجامعة صنعاء وغيرهما , ليغيروا أسماءها لساحات التغيير , وعانوا الأمرين في سبيل أن يقولوا نحن موجودين , نحن عائشين , نحن لسنا أموات , كما ماتت التنظيمات السياسية والحزبية التي لم تستطع أن تغير شي على مدار واحد وعشرون عاماً من العمل السياسي الفاشل في ظل النظام التعددي السياسي بعد انتهاج الديمقراطية سبيلاً للسلطة والمعارضة للحكم في يمن الوحدة الخالد , وكان الشباب يعولون على نتائج ثورتي شباب تونس ومصر , غير مدركين أن المسئولين اليمنيين يؤمنون بأبدية مناصبهم وهم أدنى تعليم وأقل ثقافة وأكثر أنانية لدرجة الإفراط الشديد حتى على حساب وطن وشباب أمة عريقة وحتى على فلذات أكبادهم , وأعتمد الشباب على أن المسئولين في بلادنا , هم آباءنا وإخواننا وهم من علمونا , وأننا امتداد لهم وليس نهايتهم , ولسان الحال يقول زمننا غير زمنهم فدعونا نعيش أحرار كباقي الأمم , فنحن لا نقبل بالفساد ولا القهر والاستعباد والاستبداد والطبقية والتهميش , وكل ذلك على مرجعية ما قامت من اجله ثورة سبتمبر وأكتوبر ليسطرها أجدادنا في إيثار منقطع النظير كهدف من أهدافهم الثورية.

وظل الشباب في ساحات التغيير نحو عشرون يوماً منفردين ومؤثرين في نفوس أغلب الناس الذين التحقوا بشكل تلقائي وعفوي مع الشباب , وأدركت غريزيا المعارضة وعلى رأسها أحزاب اللقاء المشترك الخطر لو أن السلطة سقطت بفعل ثورة الشباب فالتحقت تلك الأحزاب بثورة الشباب من موقع استدراك أن المعارضة جزء من النظام التعددي السياسي القائم والوشيك على الانهيار فالمعارضة تعتبر حكومة ظل سياسي أن كانت معارضة مسووله لا انتهازية , ومعلوم لكل اليمنيين أن أحزاب المعارضة فعلت الكثير ولكنها لم تحقق شي على مدى واحد وعشرون عاماً أدى إلى تغيير حقيقي في واقع الحال اليمني , وبفعل خروج الشباب للشوارع كانت السلطة قاب قوسين أو أدنى من السقوط لتصبح المعارضة بانضمامها للشباب قصدت أم لم تقصد طوق نجاة للسلطة القائمة , وقالت أحزاب اللقاء المشترك حينها أنها جزء من الشباب في عدة تصريحات لقيادتها وأنهم يدعمون ثورة الشباب ومطالبهم الحقوقية , وتوالت الأحداث ... إلى أن وصلت للمبادرة الخليجية لحل الثورة التي تحولت بفضل المشترك إلى أزمة سياسية على الأقل وفق مفهوم الأوساط الخليجية والدولية بين المؤتمر كسلطة حاكمة وأحزاب اللقاء المشترك كمعارضة مفتعله , وحدد الشباب موقفهم بان لا علاقة لهم بما يدور في الأروقة السياسية ورفضوا المبادرة الخليجية من خلال حواراتي مع بعضهم وتصريح بعضهم لوسائل الإعلام بذلك , وحتى هذا الموقف الشجاع للشباب لم يخلوا من استغلال المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك , وفي صورة واضحة لتجمع الفرقاء السياسيين غريزيا , ولسان حالهم يهمس نقضي على ثورة الشباب أولاً , ثم نتسابق على مٌلك وتملك اليمن وكل حزب وشطارته وسرعته في خداع المواطنين البسطاء الباحثين عن الأمن والغذاء والكساء.

شكر الله سعيكم يا شباب

عادة قديمة دأبت عليها السلطة والأحزاب السياسية في اليمن منذ العام 1990م , كلما انكشفت حقائق الأمور للشعب لتعري السياسة القذرة لهم , ردؤ جميعاً بنفس (الاسطوانة المشروخة (أنه يعبر عن نفسه ويمثل رائه الشخصي , ولا يمت لنا بصله برعم سريان صفته الرسمية أو الحزبية.

ويؤكد كل ذلك تصريح السيد حسن زيد رئيس حزب الحق وأحد أعضاء اللقاء المشترك , الذي قال فيه متسائلا ... عرفوا لنا من هم الشباب في حضور عدد من الزملاء الصحفيين .. الخ .. من التصريح الذي ختمه عن سبب وجود الشباب هو على حد قوله (إسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدا لله صالح) ونفى عن الشباب صفة الوطنية والمشاركة في بناء اليمن ناهيك عن السخرية العنصرية التي وردت في سياق تصريحه من خلال البنطلونات والعسوب ..الخ ,, وطبعاً تبرأ منه القادة السياسيين وأنكره السيد حسن زيد الشامي لأحقاً برغم انه بالألوان الطبيعية وبحضور إعلاميين , والواجب علينا كشباب أن نصدق ذلك فرض عين , وخاصة مع واقع قبول المشترك التفاوض وصولاً إلى توقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية , لا استحقاق لثورة الشباب اليمني العظيم.

- وظهر رئيس الجمهورية ليقول هو أيضا , في سياق مقابلة مع قناة روسيا اليوم ضمنا ... أن لا علاقة للشباب فيما يحدث على الساحة اليمنية , ومن خلال دعوته للمشترك للحوار متجاهلا الشباب تماما والحزب الذي دعاهم لإنشائه . في وقت سابق

من كلا التصريحين للسلطة و المشترك , نقرأ من بين السطور التي لا يتقن قراءتها الشباب العشريني ليس - قصورا فيهم ولكن لعدم خبرتهم بالسياسة - اتفاق غريزي ولعله قبلي للمؤتمر والمشترك مفاده ,القول للشباب شكر الله سعيكم لقد اتفقنا ووقعنا على مصيركم نحن السلطة والمعارضة الوصي السياسي لكم شاتم أن أبيتم.

- الخلاصة ... إن المؤتمر والمشترك قد استخدما الشباب في تصفية حساباتهما المتراكمة منذ واحد عشرون عاماً, وعلى محمل شخصي في اغلب الحالات , وأتمنى أن أكون مخطئ في تحليلي, ونصيحة لأخواتي الشباب في ساحات التغيير على مستوى اليمن , إدراك واقع المشهد الذي صنعته السلطة والمعارضة معاً ممثلا بالمؤتمر والمشترك , لحصر الملعب السياسي لمصلحتهم وإقصاء جيل الشباب وفقا لفكرهم الحزبي الشمولي وأنانيتهم التاريخية المفرطة بإقصاء كل ماهو جديد قد ينحيهم جميعا من الملعب السياسي لصالح قوى شبابية جديدة سوف تصنع حزب سياسي وطني يبني وفق رؤية علمية وعمل وطني حقيقي على الأرض ترجمة لأهداف قابلة للتنفيذ النزيه والعادل بين أفراد الشعب ...

وعليه لابد من ممثلين للشباب معروفين بالاستقلال السياسي التام عن الأحزاب تماماً من قبل قيام الثورة , والانخراط في مفاوضات المؤتمر والمشترك لفرض المطالب الحقوقية والسياسية , والعمل على تضمين أي اتفاق بين المؤتمر والمشترك وألياته المقترحة في الرياض , والتاكيد على نشوء كيان رسمي يمثل الحركة الشبابية كنواة لحزب سياسي جديد ملزم للدولة اليمنية قانونا ودستورا , قائم على المساواة والعدالة والتنمية لتحقيق دولة مدنية حديثة , وخاصة بعد ما دمرت أحزاب السلطة والمعارضة مقدرات اليمن وحصر رجالها ثرواته بأيديهم , فا تفرق الشباب في عدة كيانات صغيرة بعضها مفتعلة ومموله ومسيرة وبعضها تم تحويرها عن مسارها الثوري وفق تكتيكات وابتكارات حزبية وسياسية شهدتها ساحات التغيير والتي كان أخرها وفقا للسيدة توكل كرمان في مقالها (إلا الغدر) أن الشباب تعرضوا للخيانة والغدر في تحركهم الأخير نحو الزحف صوب رئاسة الوزراء من قبل اللجنة التنظيمية لساحة التغيير التي يسيطر على مكوناتها الانتماء الحزبي وخاصة بعد انسحاب المستقلين ومنظمات المجتمع المدني من ساحة التغيير بصنعاء , ومن أمثلة هذه التكتيكات والمناورات بين الفرقاء , مكنت المؤتمر والمشترك من تحويل الثورة إلى أزمة سياسية من خلال تجميع أنصار الفريقين والزج بهم إلى الشوارع والساحات , واستطاع الفريقين توزيع الطلاب والشباب على مجالس ومنظمات وحركات وتجمعات وشبة كيانات فقاعية داخل الساحات الاحتجاجية في خدعة سياسية , توحي أن للشباب دور فاعل ومؤثر ومباشر والحقيقة أن أغلب هذه التجمعات الشبابية مجرد سراب سرعان ما سينقشع بمجرد غلق مصادر التمويل المالي عن هذه المجالس ومنظمات وحركات الشباب والتوقيع على أي اتفاقية بين المؤتمر والمشترك كالمبادرة الخليجية القائمة , كما أن هذه الكيانات التي تنشأ داخل ساحات الإعتصامات لا تحظ بأي اعتراف قانوني محلي أو دولي ولن تحظ لمخالفتها القوانين النافذة في اليمن .

توضيح للشباب عن حقيقة بعض أعضاء مجلس النواب

أود أن يتفهم أخواني الشباب , أن الشرعية الثورية لا تلغي قوانين سارية ولا تصغ قوانين جديدة من تلقاء نفسها , وإنما يكون ذلك من خلال المجلس التشريعي لأي دولة في العالم حتى وان كانت أعظم الدول فسادا وظلماً وقتلا للشعب , فهذا هو مفهوم الأعراف والنصوص القانونية المتعارف عليه بين الدول , ونواب الشعب اليمني للأسف ولاءهم للأحزاب السياسية وليس للشعب من واقع حالهم هذه الأيام وتواجدهم في الشوارع ومقرات أحزابهم , وإعلان أعضاء مجلس النواب تكتل أحزاب اللقاء المشترك بان شرعية المجلس منتهية بتاريخ 27-4-2011 م وفق تفسيرهم لقوانينهم وتمديداتهم لأنفسهم حسب مصالحهم , والذي يطرح سؤالا كبيرا .. هل سيعود النواب المقاطعين للجلسات النيابية , للانعقاد مرة أخرى بغرض إقرار المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية بعد أن يوقعها ممثلي أحزاب اللقاء المشترك وممثلي المؤتمر وتنتهي بتوقيع ومصادقة رئيس الجمهورية في 22 مايو افترضا, وبعدها بشهر يقدم رئيس الجمهورية استقالته لمجلس النواب وفقا لشروط المبادرة ان تمت , وهل يتجرءا الأعضاء المقاطعين على ذلك وهل هذا الانعقاد شرعي وقانوني أم حزبي بعد المقاطعة ؟؟؟

أضنكم إخواني الشباب والشابات تعرفون الإجابة قطعاً , لأننا أصبحنا نعرف من هم أعضاء مجلس النواب اليمني من خلال أداءهم على مر تسع سنوات والذين يمثلون افتراضاً أصواتنا ورغبتنا الانتخابية.

* مرجع توضيحي تشريعي (مقالنا) : الدستور وتشريع مجلس النواب يعيقان محاكمة وزراء مفسدين - 1 - 2

althulaia72@gmail.com