إنتفاضة اللواء الثالث حرس.. تأمين مركز الدولة
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 5 أيام
الإثنين 11 يونيو-حزيران 2012 07:50 م

الحليلي يتسلم رسمياً اللواء الثالث أحد أهم ألوية الجيش في اليمن إعداداً وتسليحاً، ويتمركز في أهم المواقع العسكرية داخل العاصمة صنعاء.. لو كان في أحمد علي إحساس لسلم قيادة الحرس الجمهوري فوراً وفر بعيداً عن كوكب الأرض.. ما كان ضره لو أنه سلم قيادة اللواء سلمياً، ألم يؤمن بعد أن الجيش وعتاده وعدته من أملاك الشعب اليمني، فقط لا غير؟..

وصلت عائلة صالح إلى مرحلة من الأمان في السلطة جعلتها تطمئن إلى أن البلد بمن فيه ملك لها، وأن الشعب برجاله أضعف ما يكون من أن يحلموا مجرد الحلم بالتغيير.. مجرد أصوات يمكن إسكاتها وفقراء يمكن سحقهم، وجيش نقوم بتدميره بحروب في صعدة وزنجبار وجيش نبنيه على أسس عائلية بحته..

دارت الأيام وجاءت الثورة الشعبية وقد أصبحت العائلة شبه مسيطرة على الدولة، وانشق الجزء الجمهوري من جسدها وانضم إلى الثورة ليخوض الشعب معركته العظيمة لاسترداد وطنه الذي طالما حلم به.. وتضاءلت أملاك العائلة المتوهمة من مالك لكل شيء، إلى ممثل للشرعية الدستورية وميدان التحرير ، وصولاً إلى نصف الحكومة ثم الحرس الجمهوري..

أين الوطن الذي دافع عنه أحمد علي لأكثر من عام؟ هل كان يبحث إلا عن الحصانة له ولأبيه؟.. تصدر قرارات الرئيس الجديد عبدربه منصور وتنظر إليها العائلة كما لو أنها كوابيس، وترفض الامتثال لهذه القرارات حتى يأتي جمال بن عمر حاملاً سلطة المجتمع الدولي نراها تصغر أمامه، وقائد القوات الجوية لم يسلم إلا لبن عمر.. وطارق صالح سلم لبن عمر قيادة اللواء وبعد خروج بن عمر أشرف أحمد علي صالح على تمرد داخل اللواء ضد القائد العميد عبدالرحمن الحليلي ولم ينته هذا التمرد إلا بانتفاضة مدعومة من وزارة الدفاع واللجنة العسكرية (كما يبدو) أطاحت بالمتمردين الموالين لنجل صالح.

أتصور أن هذا الوطن فيه رجال هم خلاصة الوطن مهما فسد الزمان، وعاشوا طوال العهد الماضي مع نظام علي عبدالله صالح ولكنهم أنقياء ووطنيون بفطرتهم على الأقل بالحد الذي يجعلهم محصنين من العمل ضد مصالح الشعب والوطن.. والحليلي هذا يبدوا من رجال الدولة الذين لا نحتاج لأن نسأل عنهم..

ولقد دخل الحليلي دخول الأبطال الفاتحين وهو دخول أعظم من لو كان تم عبر المفاوضات والمراضاة لأحمد علي الذي اعلن استعداده لتسليم اللواء لأي قائد آخر غير الحليلي.. وهذا الحليلي الذي أحببناه ذكرنا بشيخ القرآن الكريم في اليمن يحيى الحليلي حفظه الله.. وننتظر من قائد اللواء الثالث الحليلي أن يؤمن لنا صنعاء، مركز الدولة التي على أساسها ستبني الأجيال أحلامها ويحدث الأمن والاستقرار الكفيل بتطبيق القانون وإنعاش الاستثمار.. وتحية عظيمة لأولئك الأبطال الذين أوفوا الشعب عهدهم وفرضوا قوة الدولة وقاموا بطرد المتمردين..

وماذا بقي لأحمد علي من إمكانية لخلط الأوراق من جديد بعد خروج اللواء الثالث من قوات الحرس الجمهوري؟،.. إن تأمين العاصمة من أهم التحديات الرئيسية التي كانت تواجه أي نظام جديد يريد أن يقوم من صنعاء.. وكانت الجبال مزروعة بالصواريخ والمدافع التي تعتقد العائلة أنها ملك خاص بها..

وقد رأينا بالأمس كيف تخبط الإعلام الموالي للعائلة وبدا مرعوباً من انتفاضة الضباط والجنود الأبطال الذين أثبتوا ولائهم للوطن.. حتى راح يقول إن عناصر "القاعدة" تنقل المعركة من أبين إلى العاصمة وتحاصر اللواء الثالث.. ويتحدث هؤلاء عن المنشق والمنشقين ولا أدري من هم المنشقين بعد سقوط صالح وصعود نظام جديد؟

ألم يئن لأحمد علي وبقية العائلة أن يدركوا أن وجودهم لم يعد إلا عبئاً على البلد ومسألة وقت؟.. وأن الحرس الجمهوري قوة وطنية ستدمج ببقية قوات الجيش لتحمي الوطن وتدافع عن أهله؟ والتعبئة العائلية لبعض أفراده مسألة وقت.. وقناة (اليمن اليوم) العائلية تغطي الأحداث من أبين وكأن الحرس الجمهوري ملك أبيهم وليس قوة عسكرية من أبناء الشعب ومال الشعب..؟

هل ينتظر أحمد علي إلا قراراً جمهورياً ينزل في وكالة سبأ وإلى جواره ينتصب النسر الجمهوري كأنه قضاء من الله وفي جناحيه تتعلق كل أحلام الشعب وأحقاده على الفاسدين.. ومفاد هذا القرار بأن هذه بلاد أهلها، وهذا الجيش ليس ملكاً لعائلة أو لفرد.. وإن سلم أحمد علي كان بها، وإلا إنه قد لا يكون حظه أفضل من حظ مقولة الذي خرج مدحوراً بعد تمرده لأسابيع.. انتهى عهدهم وكل شيء مسألة وقت..الانفلات الأمني والأوضاع الطاحنة جراء تمرد هؤلاء مسألة وقت وإن كانت تؤخذ كلفة في التضحيات..