من الريادة الى ضم الوسادة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 8 أيام
الجمعة 18 يونيو-حزيران 2010 07:05 م

أمة الإسلام .. دولة العرب .. صارت لقمة للغرب ولمن هب ودب ..عرب .. عرب .. لماذا يقولون جرب .. جرب .. لأننا تركنا السيادة والقيادة .. وذهبنا نبتغي الريادة في ضم الوسادة .. والعجيب أن لدينا قدرات وطاقات .. فاروق الباز .. احمد زويل .. مريم شديد المغربية والهندي المسلم صابر باتيا والتونسي فخر الدين الكراي ولليمن حظ ونصيب .. الطبيب الجراح الحاصل على وسام (فارس) الدكتور خالد نشوان والمهندسان عبد الله عبد الكريم فارس وغمدان الآنسي وغيرهم كثير .. وكلهم هامات .. وفي تخصصاتهم آيات لم يجدوا من يأخذ بأيديهم من أهلهم فتلقفهم الغرب فصنع بهم مجدا وعزا .. نحن أضعناه وضيعناه .. ففي دراسة لـ"مؤسسة فلسطين الدولية للأبحاث" :( أن عشرة آلاف عربي من العلماء ذوي المهارات العالية يهاجرون سنوياً إلى الغرب وأنهم يقدمون لأمريكا دخلاً لا يقل عن 40 بليون دولار سنويا وهو ما يعادل نصف دخل الوطن العربي من النفط ) وتشير الإحصائيات إلى أن 54 % من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى وطنهم الأم .. فحينما يكون المناخ العام في إسرائيل مناخ "جذب" للعقول اليهودية فإنه مناخ "طرد" في البلاد العربية .. بل في الوقت الذي تبذل فيه المؤسسات والسلطات الإسرائيلية الجهود المتواصلة لإغراء العلماء اليهود بالقدوم إليها فنحن لا نحرك شيئاً باتجاه معالجة مرض "الهجرة" من بلادنا بل لعل بعض القيادات تعتبر هذه العقول المبدعة بمثابة خطر عليها !!

ولدينا أموال جمة مكدسة في بنوك الغرب أو في الخزنات الحديدية تقبع بحسرة وتستجدي بأسى : حرروني من سجني لأسعد الملايين منكم .. ولتصنعوا بي مجدا وعزا تليدا !!

ويسخر منا عدونا .. يضحك ملئ شدقيه .. أحقا هؤلاء هم أهل العروبة والإسلام أحقا هؤلاء منهم خالد والقعقاع والمثنى .. ومنهم صلاح الدين والمختار وحسن البنا

وينتمون لقتيبة وطارق والداخل ولهم نسب بسيد قطب والقسام وخطاب ذي الجدائل

فمالهم استبدلوا نسبهم اليوم فصاروا يفخرون بأنهم من أحفاد ابن زيدون وولاده وزرياب .. وصار قدوتهم اللمبي ودياب وفيفي ورباب وتزينت جدراننا بصور توم كروز وشعبان وكاظم وجاكي شان .. فينام أبناء الإسلام وهم يحلمون بان يكونوا يوما كهؤلاء الرموز الفنية .. ليرفعوا رأس الأمة في المحافل الدولية .. قربا درة عمر مني .. فقد بلغ السيل الزبى ( ليس من مات فاستراح بميت .... إنّما الميت ميت الأحياء )

يسخر الغرب منا وهو ينظر إلى حالنا اليوم ... وما صرنا إليه .. شتات .. تمزق .. ضعف .. تفرق .. خلافات داخلية .. فاستراح منا .. وتركنا نتصارع فيما بيننا .. ونفخ في الكير فطار الرماد واشتعل كل جمر قد خبا وتأججت نار ليس لها دفء ولا انطفاء ...

يضحك على امة الله غايتها والرسول قدوتها والقرآن دستورها والجهاد سبيلها والموت في سبيل الله أسمى أمانيها ..يضحك من امة خرجت جيوشها في امرأة كشف اليهود وجهها ولم يخرج جنودها وقد اغتصبت فتياتنا أبكارا وحملن سفاحا من أحفاد القردة والخنازير يضحك على امة دحرت أعدائها إلى خلف المحيط ... ووقف قائدها على الشاطئ قائلا :

لو أني اعلم أن خلفك أقواما لأجتزتك .. واليوم استدعى حكامها أعدائها إلى أرضها لينتقموا من تاريخ مضى .. يا لثارات خيبر .. ويا لهزيمة قيصر .. ها قد عدنا صلاح الدين !!!

واستحالت العزة مذلة والمنعة استجداء .. والقوة ضعفا والأخوة عِداء .. والوحدة فرقة والحب بغضاء .. وبأسنا بيننا شديد أسود على أخوننا نعام على عدونا .. ولكل مسجد أذان .. حي على الصلاة و حي على خير العمل .. اليمن يريد أن يعود يمنين .. والسودان سيقتلعون دارفور منه .. ولبنان اختلط عجينه وطينه .. وفتح وحماس انشغلا ببعضهما .. ومعبر رفح مغلق على شعب غزة المكافح .. والعراق دويلات وطوائف .. انشغلنا بأسامة والظواهري ونسينا الخطر اليهودي والتتري .. وصار همنا القاعدة وتركنا قوات الناتو الواعدة تفتك بنا وتنهب خيراتنا .. وباخرة الحرية صارت أسيرة .. وأخرجت إسرائيل لسانها للعالم ( طز ) فيكم وعلى عين كبيركم قبل صغيركم والشاطر فيكم يتكلم والشجاع فيكم يتقدم .. والذي لم يعلم سيتعلم !! ويحترق المسلم الغيور وهو يردد مقهورا : ( ألا إن باطن الأرض خير من ظاهرها ) 

ومازال عدونا يسخر منا ويضحك علينا !!!!!!

فمتى نتحرر من كل القيود ؟ !وينطلق جيل النصر المنشود ؟!