ماذا بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي؟ وما موقف اوروبا من أوكرانيا؟
قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة
الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة
عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة
السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب
قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل
منتخب إب يتوج بطلاً لبطولة الوفاء لمأرب بعد فوزه على منتخب الحديدة بركلات الترجيح مأرب -
شاهد الأضرعي في الحلقة الأولى من كش ملك وأغنية على انهيار محور إيران
العملة اليمنية تعاود التراجع أمام العملات الأجنبية.. إليكم أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء
فتحت الحالة التي يمر بها البلد شهية الحوثي لالتهام ما تسير من المحافظات القريبة لمحافظة صعدة، وإيفاد من يبشر بفكره إلى محافظات أخرى سيتفرغ لها بعد أن ينتهي مما حوله، متجاهلا رغبة وعدم رغبة الناس به وبمشروعه. وكل ما يقوم عليه مشروعه هو عتاد من الأسلحة استولى عليها في حروبه الست ضد الدولة، وأرض ومحافظ.
ومع أن الحوثي احتار في أولوياته، ولم يدر أي الفرص السانحة يستغل، وربما كان بحاجة إلى مختصين من مجمع تشخيص مصلحة النظام في جمهورية إيران لتشخيص مصلحة الجماعة وترتيب أولوياتها، إلا أنه قرر التجاوب مع كل الفرص دفعة واحدة، ربما لأن المدة التي احتضنت كل هذه الفـرص أقصر من العمـر المفترض لإنجاز المشروع أو من العمر الذي يحتاجه إنجاز مشروع كهذا في الظروف الطبيعية.
فمن حصار مركز دماج السني، إلى محاولة احتلال حجة، وقبل ذلك محافظة الجوف، إلى محاولة التوغل في عمران، إلى الانتشار بالقرب من حرض، إلى آخره.. وينقطع النفس قبل الانتهاء من تعداد ما قام به الحوثي في الفترة الأخيرة لأجل إقامة مشروعه الخاص على أكتاف مشروع الشعب اليمني العام الذي أعلن انضمامه إليه في بداية الثورة.
فحصاره لمركز دماج لم تقف وراءه أحقاد طائفية ولا أطماع توسعية، كما يزعم، وإنما لأن ما يصدر عن هذا المركز يسيء لثورة الشباب، ثورة الشباب التي أساء لها الحوثي بهذا التصرف أكثر، ناهيك عن تصرفاته الأخرى كمحاولة احتلاله للمحافظات جهارا نهارا، ضاربا بموقف أبنائها منه ومن مشروعـه عـرض حائـط سـوق الطلـح.
ليس بين الحوثي وبين ما يحلم به سوى استغلال فرصة الراهن فقط، والوقت لا ينتظـر، هكذا يفكـر، ومن منطلـق تفكيره هذا يتحرك في كل اتجاه، وليس المقصود هنا الحوثي عبد الملك، بل الحوثي المشروع، أو من يخطط له ممن يتفق معه في مشروعه أو يتخوف من مشاريع أخرى يرى أنها على وشك الظهـور ويريد إضعافها به.
وبهذا التفكير الذي صاحبه مثل ذاك التحرك متعدد الاتجاهات والوجهات، يريد الحوثي أن يبسط سيطرته على اليمن قبل أن يرتد إلى الثورة طرفها بحسم ثوري أو بمبادرة إقليمية وقرار أممي، حتى لا يعمل نجاح الثورة أو إنجاحها على إعادته إلى حجمه الطبيعي قبل الحروب الست.
فكل ما يريده الحوثي الآن ويفكر به هو الحفاظ على تلك القفزة الكبيرة التي قفزها في حربه ضد نظام صالح، ولن يتأتى له ذلك إلا حين يستغل الانشغال القائم بقفزة أكبر تكمل له المشوار، ولو أدى ذلك إلى التحالف مع نظام صالح نفسه، بشكل مباشر أو غيره. إن القفز إلى المراد بهذا الشكل هو قفز على كل الحقائق بكل شكل، وهو أيضا ضرب من التهور.
وبما أن الحوثي يرى الأمور بالسهولة التي يوحي بها تصرفه في الفترة الأخيرة، فإنه سيكتب النهاية في البداية، لهذا المشروع، ولن يختلف قيد أنملة عمن سبقوه ممن حكموا الناس بما امتلكوا من قوة لا بما ملكوا به قلوب وعقول الناس من مشاريع وبرامج.
ومع ذلك فلن يصل إلى حيث يريد، لا بقوته ولا بمشاريعه وبرامجه، وما توهمه به المرحلة الحالية، ستفاجئه بغيره مراحل قادمة مختلفة، في ظروفها وفي كل شـيء، وكما تفرغ هو للمرحلة التي انشغل فيها غيره، سيتفرغ غيره للمراحل التي تـورط الحوثي بالحضور فيها كمتسلط، حينما يتخلص الغير من تلك المرحلـة بكل مشاغلها.
إن محاولة إخضاع بلد فيه كل ألوان الطيف الحزبي والسياسي والمذهبي، للون واحد، عبر ما يزعم أنه استحقاق إلهي له ولسلالته، أمر جربه اليمنيون وكرهوه، وبرغم حالة الكره غير الطبيعية التي استقرت في قلوب اليمنيين للنظام الجمهوري بقيادة صالح، إلا أن ذلك لن يسهِّل على أسرة بدر الدين الحوثي إعادة إنتاج مشروع أسرة حميد الدين من جديد.
هذا ما يجب أن يعلمه الحوثي قبل أن يوهم نفسه بأضغاث فرص في مرحلة لم تكتمل دورتها بعد.