آخر الاخبار

محمد علي الحوثي يهدد السعودية والإمارات بالصواريخ والمسيرات مليشيا الحوثي تهدد الأمم المتحدة والسعودية وتهاجم المبعوث الأممي قبيل دخول قرار تصنيفهم جماعة إرهابية أجنبية وقفة احتجاجية لموظفي شركة بترومسيلة للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة ونقابة الموظفين تحذر من المماطلة السلطات المحلية بمحافظة مأرب توجه دعوة خاصة لمنظمة المساعدات الألمانية وزير الدفاع يبلغ الحكومة البريطانية أن تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن مرهون بدعم قدرات القوات المسلحة سفراء الاتحاد الأوروبي يبلغون عيدروس الزبيدي عن دعمهم للمجلس الرئاسي والحكومة فقط ويشددون على وحده الرئاسة .. تفاصيل وزير الدفاع الفريق محسن الداعري: الحرب قادمة لا محالة ونحن جاهزون لها إنهيار العملة الوطنية تخرج حزب الإصلاح بمحافظة تعز عن صمته ويوجه رسائله للمجلس الرئاسي والحكومة وزارة الأوقاف تتفقد سير العمل في مكتب أوقاف الشحر وتشيد بالمشاريع الوقفية والطوعية السلطة المحلية تدشين مشروع غرس 5000 شجرة بمدينة مأرب.

صالح في قبضة عزرائيل
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 9 سنوات و 5 أشهر و 15 يوماً
السبت 12 سبتمبر-أيلول 2015 04:24 م
"من كان يعبدُ "صالحاً" فإن "صالحاً" قد مات، ومن كان يعبدُ الله فإن الله حيٌ لا يموت"، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها اليوم كل أولئك الذين لا زالوا يتشبثون بالوهم، ويتعلَّقون بالسراب، ولم يفيقوا من هول الصدمة بعد، فباتوا يعملون كطواحين الهواء، ويحرثون في البحر، كما يقاتلون في الفراغ من أجل لا شيء، فيُهلكون الحرث والنسل، "واللهُ لا يحبُّ الفساد".
على أولئك الذين كان قد صنعهم صالح بعينه، وربَّاهم ليُصبحوا حُماةَ عرينه، كما درَّبهم ليكونوا القوة المانعة لتحصينه، أن يدركوا أن صانعهم قد أفسد صناعتهم، وأن مُربيهم قد أساء تربيتهم، وأن مُدربهم قد أخطأهم الأهداف، فها هو ذا يستخدمهم اليوم وقوداً لإرضاء شهوته الجامحة والمريضة، بالانتقام من كل شيء جميل في هذا البلد.
لقد آن الأوان لجميع الضُّباط والأفراد، الذين كان صالح قد استخدمهم حرساً لشخصه على حساب الشعب، تحت مسميات "الحرس الخاص"، و"الجمهوري"، أن يعُوا اليوم حقيقة واحدة مفادها، أن صالحَ قد مات وانتهى، وأصبح قصة تُحكى من الماضي، وأن رمزهم ذاك، الذي ظلوا يقدسونه حد العبودية، ويفدونه بأرواحهم ودمائهم، كما ويحرسون كرسيه طوال العقود الماضية، لم يكن سوى أكذوبة كُبرى، خُدِع بها شعب اليمن الطيب، مثله مثل باقي الشعوب العربية المخدوعة بحكامها.
علي عبد الله صالح مات وشبع موتاً، حقيقة أضحت اليوم لا تُخطئها عين، وروحُه غدت في قبضة عزرائيل، يُغرغرها كي تلفظ آخر أنفاسه، وهو بأي حال لم يمت بفعل ضربات تحالف الحزم، وإنما بفعل الحرب التي أعلنها هو على نفسه، كما وبفعل النار التي أضرمها في كامل الوطن، فكان أول المحترقين بها.
نعم لقد مات صالح يوم أضمر في نفسه الشرَّ وقرّر الانتقام، لا أقول من خصومه وحسب، ولكن حتى من حلفائه، الذين ظلوا يسبِّحون بحمده ويقدسُونه طوال ثلاثة عقود لا يفتُرون، ولم يَغفِر لهم كل ذلك، بل والانتقام من الوطن بأسره، حين قرَّر بيعه لإيران، العدو اللدود لأمة العرب، والمتربِّص بدول الإقليم وبمقدمتها اليمن، في أقذر صفقة عرفها تاريخ اليمن المعاصر، لحاكم ليس ثمة ما يوحي بأنه قد أحب وطنه يوماً، وهو الذي لطالما أدعى بُهتاناً بأنه ولده البار. 
آن الأوان لمن لازالوا يقاتلون في صف كائن قد مات، كما ولأولئك المتشبثين بخرافة السُّلالة وأضحوكة آل البيت، من أفراد الحرس الجمهوري والخاص، وعَبِيد السيد، أن يعودوا إلى جادة الصواب، ويدركوا أن مكانهم الصحيح الذي يليق بهم، هو في حراسة الوطن وجمهورية الشعب، وليس جمهورية فرد أو عائلة، ولا عِرق أو سلالة، كما وقد آن الأوان لكل أصحاب "الهنْجَمات" الفارغة و "المَشْيَخَات" الزائفة، الذين ظلوا يحلبون الشعب، وينهبون خيراته طيلة العقود الماضية، تحت لافتة ولائهم للفندم وعائلته وسلالته، أن يدركوا حقيقة أن ذاك الزمن قد ولَّى إلى غير رجعة، وأن يُعلنوا ولائهم للوطن، والتخلي عن الولاء للوثَن، ثم ليلتحقوا بقطار الشعب قبل أن يغادرهم. 
كان يمكن لـ علي عبد الله صالح أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه في العام 2006م، حينما أعلن تخليه عن السلطة طواعية، كأول زعيم عربي يفعل ذلك في حينه، أو كان بالحد الأدنى سيتعظ من حادثة احتراقه في جامع النهدين، إذ كتب الله له عُمراً جديداً، وقد كان في عِداد الميتين، ولكنه سوء التوفيق وسوء الخاتمة، مُتجلياً في أبهى صوره، لكل ذي عين مبصرة.
علي عبد الله صالح لم يحبَّ وطنه مُطلقاً، كما لم يكن متسامحاً مع شعبه أو خصومه يوماً، مثله مثل باقي الزعامات العربية، التي على شاكلته، الواصلة إلى كراسي الحكم في غفلة من التاريخ وتواطؤ من الجغرافيا، وقبل ذلك سُبات عميق مُنيتْ به الأمة، فاغتصبوا الأوطان كما تُغتصب الشياه في البراري، وفعلوا بها كل ما نشاهده اليوم من قتل ودمار، وقبل ذلك ظُلماً وسياسات إفقار، ولكن ها هي الأمة قد أفاقت بعد طول سُبات، لتقول لهؤلاء الأوغاد، كفى عبثاً بالأوطان، وبمستقبل الأمة والإنسان.
عبدالرحمن الدعيساليأس والكفر المطلوب
عبدالرحمن الدعيس
مشاهدة المزيد