الكشف عن شروط جديدة أمريكية لأردوغان مقابل سحب القوات الأمريكية من سوريا من أمام منزل السنوار… حماس تطلق سراح 3 أسرى مفاجأة كبيرة..الكشف عن راتب نيمار في سانتوس البرازيلي أول زعيم عربي يصل سوريا بعد سقوط الأسد قرارات ثورية جديدة في سوريا ... منها حل البرلمان والجيش والأجهزة الأمنية وإلغاء العمل بدستور2012 الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين تكسر القيد خلال ساعات الشرع رئيساً انتقالياً لسوريا... وإلغاء الدستور وحل مجلس الشعب السفير السعودي يناقش مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن جهود السلام الحوثيون يخضعون مشايخ آل مسعود بقوة الحديد والنار لحضور دورات طائفية قسرية في صنعاء لماذا تصر المنظمات الأممية على العمل في مناطق الحوثي؟.
مأرب برس – خاص
هذه دعوة للتأمل في إحدى الثنائيات التي نلمسها اليوم في شخصية المواطن العربي، فمن ثلاثة أحرف متجانسة، تتكون كلمتان قد لا تعرفان للتجانس طريقاً هما الأمل والألم.
فمسيرة لا متناهية من الألم والأمل معاً هي حياة البشر. ومن أحرف ثلاثة تنتج جدلية الحياة في أغرب صورها. فالألم هو الأمل لأنه إحساس دائم بالحياة، فلا ألم لميّت ولا أمل إلاّ لحيّ. غير أن الإنسان منا يسهب في سرد آلامه، ونثر أحزانه على الملأ، وعلى ضفاف الأنهار، وسواحل البحار، مالئاً بها جنبات الفضاء، وناسياً أو متناسياً أن الأمل يعيش في مساحات أكثر خصوبة وسعة من مساحات الألم.
فلماذا تتغلب دائماً آلامنا على آمالنا ؟.
ربما يكون عنوان الإجابة في اعتقادنا كما أشرنا سابقا، "أن الألم دليل الحياة، وهل لجرحٍ ميّتٍ إيلامُ؟"، لكنه قطعاً ليس الإجابة برمّتها. فإذا كان الإنسان يظل قادرا على العيش فاقداً الأمل في أمر ما، فإنه قد يعجز عن إزالة الألم الذي قد ينتابه حتى وهو في قمة السعادة والحبور مثلاً، فالخوف من فقدان السعادة قد يكون ألما معنويا لا يرحم، لأن الألم المادي لا يكون عادة بالفظاعة ذاتها التي يتصف بها الألم المعنوي، ولذا قال العرب قديماً وقد صدقوا: إن جرح اللّسان أنكى من جرح السّنان.
إن فلسفة الألم لديّ ربما تكون مغرقة في الرّمز، فالندم مثلاً ألم نبيل دال على الرغبة في الإحسان بعد الإساءة، وتأنيب النفس قد يكون مؤشراً على صحوة قريبة للضمير، والحزن - وهو شعور- هو ألم ناتج عن رقة المشاعر ورفاهية الأحاسيس.
والألم أيضاً قد يولد من المعاناة والشقاء والبؤس وهذا ألم الضعفاء والفقراء، وقد يولد كذلك من رحم السعادة نفسها ومن الحب وهذا ألم البشرية جمعاء .
فلا زلنا نسمع عن دموع الفرح، وعن معاناة المحبين بأصنافهم في ألمهم السرمدي. فالألم جزء أساسي ومكون ثابت من مكونات الطبيعة الإنسانية بصفة خاصة، والكائنات الحية بصفة عامة.
ولولا الألم لما عرفنا قيمة كثير من النعم والمشاعر الجميلة المبثوثة في الكون، فالصحة قال عنها الأقدمون:تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. وما عرف لذة العدل من لم يذق مرارة الظلم. ولولا آلامنا وتجرعنا لها لما شعرنا بآلام الغير وأحزانهم. فالآلام من منظورنا هذا قد غلبت الآمال لأنها أصبحت العامل المشترك بين البشر، فنجحت حيث فشلت آمالهم في توحيدهم!!.
* مدرب وخبير إعلامي
n.sumairi@gmail.com