قهروكِ يا أمـي وقالوا إصفـحي

وتسامحي فالصفحُ عند المقدرةٌ

سحقوكِ يا أرضَ السعيدةَ ويلهمٌ

لمٌ يعلموا أن الشعوبَ مزمـجرةٌ

أن الحجارةَ فيكِ رغمَ سـكونـها

قدٌ تسحقَ الظلمَ الغشومَ وتقـهرهٌ

أن البراكيـنَ التي قـدٌ أخـمـدوا

تجتاح نبتـهمُ الخبيثَ وتسـعرهٌ

أن المكاحلَ في عيـونِ نسـائكِ

صارتٌ أعاصـيراً تهبُ مدمـرةٌ

أن البراءةَ في عيونِ صـغاركِ

أضحت كالآفِ الخناجرِ مشهرةٌ

ظلـموكِ يا أمـي فعـفواً إننـي

أعلـمٌ بإني ليـس لي منٌ مـعـذرةٌ

ما جاءَ في ظني بإنكِ تصرخي

وتلالكِ الخضراءُ صارتٌ مقفرةٌ

أوبعدَ ما سالَ الظـلومُ دماءكِ

نعطـيهِ جـائزةً ونسمـعُ منكـرهٌ

ماذا بقي حتى نصونَ حـبيبتي

لا لـمٌ يعدٌ شيئاً يهـمُ لنخـسرهٌ

فلتمسحي تلكَ الدموعَ وتعلمـي

أنَ الثعالبَ سوف ترحلُ مجبـرةٌ

وتزيني في يوم ِعزكِ ما تري

تلكَ الجموعَ أتتٌ إليكِ مبـشرهٌ

هـبوا شبـابا كـالورود تفتـحاً

يصلونَ باغيهمٌ بنـارٍ ممـطرةٌ

رفضـوا بإن تحيي حيـاةً مرةً

وبإنٌ تظلي تحتَ حكمِ العسكرةٌ

جاءوا إليكِ جميعهمٌ في غضبةٍ

حتى الذي مـاتوا بقاعِ المقـبرةٌ

أعرفت ما مقدارُ حبكِ عندهمٌ ؟

لا لـيس ترنيماً وليسـت ثرثـرةٌ

إنٌ قدٌ تناسيناكِ من قبلُ اصفحي

عنـا فإنا نـرجو منـكِ المـغفرةٌ

ولتـرسلي من قلبي ألفَ تحـيةٍ

لـكلِ منٌ مـاتوا لـمدَ القـنطرةٌ

في جنةِ الفردوسِ كانَ قرارهمٌ

يسـقونَ من نهرٍ يسمى كـوثرةٌ