من المهجر.. اقتراح ثائر لرسم المشهد الأخير لنجاح ثورة اليمن
بقلم/ محمد حسن أمين
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 3 أيام
الثلاثاء 28 يونيو-حزيران 2011 07:19 م

اقتراح من ثائر في المهجر إلى ثوار اليمن الكرام. اقتراح بإذن الله إن كتب له النجاح فسينجح الثورة وسيقلب الطاولة على جميع المتحاورين والمتآمرين (من بعض) رؤساء المعارضة ومن بقايا أركان النظام الفاسدين.

أحبتي وإخواني في وطني الحبيب

اعلموا أنه لا هم لنا هنا في الغربة سوى الثورة ونجاحها، فقد علم الله أننا لا نفكر في سواها وبالطبع طغت حتى على تفكيرنا في أمورنا الخاصة، ولمَ لا؟ فهي مستقبلنا جميعا، فنحن نتحرق شوقا ليوم نعود فيه إلى يمن جديد له موقع من الإعراب في جملة الدول المتقدمة في عالم الحرية والكرامة والازدهار. وليس غريبًا عليه, فهو الحضاري والسعيد قديمًا, ومطلوب منه العودة إلى سابق عهده من السعادة والقيادة والريادة في إقليمنا ومحيطنا وفي العالم كله.

وبذلك نفشل عمل من عملوا لعقود خلت كي يجهلوه ويخلفوه بين الأمم ثم يروجون علنًا دونما خجل على أنه مجتمع من الجهلة والقبائل المتعصبة (فكذبتهم ثورة الشعب العظيمة) مع اعترافهم بماضيه الحضاري.

فنقول إن كان ذاك فببركة حكمهم الرشيد أوصلوه إلى وصل إليه من أجل مصالحهم الضيقة المتمثلة ببقائهم ليحكمونا بخبثهم ومكرهم وفسادهم وإجرامهم وتنفيذًا لمآرب غيرهم من أعداء اليمن واليمنيين ممن لا يخفى على أحد معرفتهم، وها هي الثورة المباركة تظهر عكس ما يروجون له وتحبط عليهم كل مخططاتهم وتخرجهم قسرّا من المشهد اليمني بفضل الله لا بفضل سواه.

وبما إننا, إخواني, نفكر كما تفكرون بطريق الخلاص من المفسدين والنجاح لثورة الأحرار الميامين، فمن خلال متابعتنا للأحداث الجارية أولا بأول وخاصة تلك التي تتعلق بكثرة الحوارات من طرف خونة الدماء والثورة من حيث قصدوا أو من حيث لم يقصدوا.. وذلك بحواراتهم التي لا تجدي نفعا وإنما تجلب ضرا..

فعلينا أحبتي الثوار أن نعلم جميعا بأن العالم في زمننا هذا خاصة وحتى في أزمنة من سبقنا يحترم الأفعال لا الأقوال ويحترم من يحترم نفسه، ومن يحترم نفسه يفعل أكثر مما يقول في مثل هذه الثورات والانتفاضات الشعبية.

فلا يرتهن لغريب متسولا فتاتا أو اعترافا ولا يستجدي حوارا مع فاسد محنط لا يستطيع قولا ولا يقدر فعلا، ولا مع أشباه رجال أحداث بيدهم شيء من السلاح لا يملكون به سوى الفوضى إن مكناهم من ذلك, أما إن تصدى لهم رجال حازمون من الجيش الأشاوس المنظمين للثورة فسرعان ما سيتم إيقافهم لأنهم أجبن من الجبن وأخوف من الخوف والسيطرة عليهم لن تكون طال الزمن أو قصر إلا باللغة التي يفهمونها وسيلفظهم الشعب بعون الله كما لفظ أسلافهم وآباءهم من قبلهم.

وحتى لا أطيل عليكم فإن اقتراحي لا يتعلق بالثورة على أولئك, فقد قامت عليهم منذ أشهر وإنما ثورة من أجل الثورة يا شباب على أولئك الكهول الشيوخ العجزة وآسف لهذه التسمية لكنها حقيقتهم.. فسمهم ما شئت ولا حرج، فهم الذين باعوا الثورة ولهثوا وراء سراب مكاسب الحوارات, فتركوا الداخل وارتهنوا للخارج لأغراض في نفوسهم وما أكثرها!!! ولا تعنينا إن صحت نيات البعض منهم إلا أن حقيقة أمرهم أنهم قد هرموا على مثل هذه الثورات العظيمة. وكنا نتمنى لو ختموا حياتهم بتبعيتهم لأبنائهم الثوار بدلا من تقدمهم الصفوف لكان أشرف لهم وأطهر لو كانوا يعلمون.

إن طول زمن ثورتنا جعلها تتميز عن سواها بتمييز الخبيث من الطيب من أعداء شعبنا داخليًا وخارجيًا.. وربنا عز في علاه, قال في كتابه الكريم (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب). هذه حكمة الله لا اعتراض عليها. ولا أحسب الخبيث يوجد عند غيرنا فحسب!! وأنا هنا لا أقصد أحدا وإنما أقول قراءناً, ولن يتحسس من هذا إلا من علم يقينا أن الله يقصده لا سواه.

وعلى ذلك يا شباب, فخلاصة مقترحي هو سحب البساط من تحت أقدام أولئك الكهول الراكدين، الراكضين وراء أغراض لو كانت سليمة لعلمناها.

ولكن الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.

(فلب الاقتراح هو التوكل على الله من قبل المنتسبين لأحزاب ما يسمى باللقاء المشترك عامة و حزب الإصلاح خاصة, وأخصصه هنا لأنه الأكثر شعبية بين الجماهير لا لشيء إلا لفطرة اليمنيين على الالتزام بالدين الحنيف).

أقول يتوكلون على الله المنتسبين للأحزاب الآنفة الذكر ويصعدون على منصات الثورة في مختلف ساحات الحرية والتغيير في عموم محافظات الجمهورية فيقدمون استقالاتهم من أحزابهم جماعات ووحدانا، ويعلنون تجديد الانضمام الخالص المحض لثورة الشباب الشعبية وعدم تمثيلهم لأحزابهم كل من موقعه.

فإن قال قائل هذا شق للصف فأقول إنه لا يساورني شك بأن مقترحي هذا يدور في خلد وذهن كل ثائر منتسب لتلك الأحزاب مهما كان منصبه، باستثناء قادة الصف الأول فقط وحتى هم فقد يوافقني الرأي بعضا منهم غير أنه لا يجرؤ على المخالفة خوفا من فزاعة شق الصف!! وهو لم للصف لا شق له لو كانوا يفقهون, بل إنها ثورة على من لا بد للثورة أن تقوم عليهم إن عاجلا أو آجلا فلتكن عاجلة فخير البر في مثل هذه المواطن عاجله. واعتقد انه استبان للجميع أنهم الآن باتوا هم حجر العثرة الرئيسية في طريق الثورة فلنزلها من طريقنا يا شباب ولنتحرر فاليمن أغلى وأعلى من أي رمز أو اسم.

وهنا أهيب بالسادة أعضاء البرلمان المنتسبين للأحزاب الآنفة الذكر. نهيب بهم جميعًا أن يكونوا في مقدمة صفوف المستقيلين من أحزابهم لتجديد انضمامهم للثورة والوقوف هذا الموقف الشجاع الثوري من أجل الوطن الحبيب فهو يستحق ذلك كله وأكثر لأنه أغلى وأعلى وأسمى من كل قيادة أو رمز أو حزب، وفي مقدمة من أطالبهم هنا الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بافضل والشيخ محمد الحزمي وهزاع المسوري وفؤاد دحابه وعلي العنسي وكل ممثل للمشترك في البرلمان من مختلف الأحزاب ولهم في المستقيلين الاحرار الشرفاء من الحزب الحاكم مثلا يحتذى به فليسوا بأخير منهم ولا أفضل ولا أحرص على هذا الوطن ، ونهيب أيضا بكل الكوادر المهمة المؤثرة من رؤساء دوائر وفروع لهذه الأحزاب في عموم الوطن ،وكذلك أعضاء هيئات عليا أو مجالس شورى كالأخت الفاضلة الثائرة توكل كرمان وغيرها ممن لهم شأن في هذه الأحزاب قواعد وقادة من مختلف الصفوف ، وحينها سيكون لهم بذلك فضل رسم المشهد الاخير لإنجاح هذه الثورة كما كان الفضل لمن رسم المشاهد الأولى والوسطى، ثم إن الشرف كل الشرف سيكون في تبعية المستقيلين من أحزابهم لشباب الثورة المضحين بأوقاتهم وأقواتهم وأرواحهم.. المرابطين في الميادين والمفترشين الأرض والملتحفين السماء، المضحين بكل ما يملكون من أجل مستقبل يمن جديد يكرم ويشرف الجميع .

وهنا آمل من شباب المنسقية العليا للثورة واللجنة التنظيمية للثورة وغيرها من المسميات الفاعلة في الساحة تبني هذا المقترح والعمل على إنجاحه من أجل إنجاح الثورة.

وبذلك يشكلون معهم ومع النواب الأحرار المستقيلين من الحزب الحاكم ومع العسكر الأبطال الذين لهم قصب السبق، (وموقفهم باعتقادي واضح بأنه متقدم على كهول المعارضة)، وبالتعاون مع كل مختلف ألوان الطيف اليمني يشكلون جميعا مجلسا ثوريا انتقاليا يكون نواة اليمن الجديد بعيدا عن الاعتبار والتبعية للخارج المتربص بنا شرا،فمثله كلص بصورة ناصح أمين يشير عليك في بناء بيتك بعمل ثغرات فيه على أنها لمسات فنية!! كي يتمكن من النفوذ إاليه من خلالها متى شاء فيعبث وينهب ويفسد وينجو بجلده من تلك الثغرات فإن تعذرت له بعدم وجود ميزانية للمساته الفنية قال لك هي على حسابي ومن دراهمي ودنانيري كرما مني لأنك جاري !! وهيهات أن يصير اللص كريما إلا إذا علم أنه سيربح أضعاف ما غرم ، فلنترك اللصوص جانبا باختلاف أشكالهم وأجناسهم ونرتب بيتنا كما يحلوا لنا، ويؤمننا من مكر غيرنا ، وحينها لا يسع الداخل اليها بأي صفة كان إلا أن يحترم ما بنيناه لأنه يعلم في الحقيقة أن لنا كامل الحرية في ترتيب بيتنا الداخلي كما نحب وحينها سيعترف بنا كما نحن وكما نريد لا كما يريد.

ولا تخشوا من عدم الاعتراف، فليحكم المجلس أمره على البلد وليصنع واقعا ثم أبشركم بأن الاعتراف سيكون تحصيل حاصل؛ لأن المعترفين بنا هم على أقسام ثلاثة.

1. القسم الأول منهم, سيكون أول المعترفين بنا وهم المحبون لليمن خاصة وللحرية والعدالة عامة وعلى رأسهم تركيا حكومة وشعبا وكذلك قطر المباركة حكومة وشعبا وأميرا ، وأمثالهم من المحبين للكرامة والتحرر.

2. والقسم الثاني, سيكون تالي المعترفين بنا وهم المتحررون من طواغيتهم حديثا كمصر وتونس.

3. وثالثهم الأمريكان والغرب عموما، فشأنهم الاعتراف بكل قوي مسيطر وإن كان دكتاتوريا فكيف بكم! وبالطبع هذا من حقهم لأنهم يحسبون مصالح شعوبهم فهذا ذكاء منهم وفطنة وخبث في آن واحد.

وهنالك الأسهل اعترافا بنا والأصعب, ومصيرهما أيضا الاعتراف بنا.

• أما الأسهل اعترافا بنا فمن حالهم حالنا وشأنهم في الثورة شأننا ، فما اعترافهم بنا إلا رغبة باعترافنا بهم فالأمر سهل ومتبادل.

• وأما الأصعب فهي أنظمة العربان المزمنة حكمًا وقهرًا واستعبادا لشعوبهم، فهؤلاء أطمئنكم بأنه وبمجرد اعتراف أسيادهم من القسم الثالث آنف الذكر سيعترفون بنا، فهم المنتظرون مصيرهم المحتوم لا محالة، لأنه ومن سوء طالعهم أنهم (أكلوا يوم أكل الثور الأبرك والأزين)؛ مبارك وزين.

وبما سبق أحبتي الثوار من شرح لمقترحي إن كتب الله له التطبيق سنكون قد أوصلنا سفينة اليمن بكل من عليها إلى شاطئ الراحة وبر الآمان سالمة وغانمة حرية وكرامة وطيب معاش، وقطعنا الطريق على أولئك الشيوخ العجزة الذين يتسولون فتات مصالح لا نعلم كلها ولا تخفى على الكل جلها، فهم منتهو الصلاحية وإذا بالغنا بحسن الظن بهم فهم أبدًا ليسوا بحال من الأحوال رجال هذه المرحلة السامية.

*مغترب يمني في "الإمارات العربية المتحدة".