توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن
بوابة الانتصارات في الحروب، كل الحروب، لا تفتحها الصواريخ العبثية، ولا الاستهداف العشوائي للمدنيين الأبرياء، وبوابة الهزيمة أيضا لا تُكسر بفعل ارتكاب الجرائم وترويع الأطفال والنساء، فالنصر بابه الوحيد من "العقل"، مفتاحه "ثبات" الروح المتزنة، والهزيمة تكون بإنكسار "النفس" واضطراب السلوك، هكذا تقول قوانين الحروب عبر التاريخ.
عندما تهتز مدينة مكتظة بالبشر، بانفجار صاروخ مضطرب، يتصاعد الغبار، وتتلبد السماء بالدخان ودوي البالستي وقذائف الطيران المسير، وبعد وقت قصير يهدأ الغبار ويتم إسعاف الضحايا الذين من بينهم طفلة حولتها الصواريخ إلى جثة متفحمة، ثم يتساءل العقل بجدية واهتمام: لماذا يقوم العدو بتوجيه صاروخ بالستي شديد التدمير ،بعشوائية مجنونة نحو ملايين الأبرياء؟! السؤال يغرق في دماء الضحايا وفزع الأطفال والنساء، بحثا عن سبب منطقي وراء قتل الاطفال، وقصف أعيان مدنية ليست ميدان المعركة الذي يصنع التحولات؟!
بالفعل.. هذه أسئلة جدية ومنطقية، وإجاباتها تتجلى بوضوح في مأرب وغزة!، نعم الربط هنا مهم للغاية، ولا علاقة له بالمدينتين ذواتهما، (ومن أجل الموضوعية يفترض عدم استحضار حماس الآن أيضا، التنويه حرصا على تتبع السؤال والبحث عن جواب مقنع)، كان من الضرورة الاشارة إلى الحرب على مأرب وغزة، حيث يتطابق القصف الجنوني الهمجي الذي يقوم به العدو الحوثي، آخره ما حدث الليلة، يتطابق تماما مع سلوك العدو الصهيوني، وكلاهما يظن أن الصورايخ التي تحرق الأطفال يمكن أن يرقى إلى "تكتيك عسكري"!!، فهل كان تكتيكا أم فشلا وهزيمة؟!
الإجابة عن سبب هذا السلوك الهمجي، سأعيد التذكير بها في ثنايا المقال، وقبل سردها يجب التأكيد على أنها تأتي بعيدا عن التوصيف القانوني الذي يصنف هذا "الفشل العسكري" بأنها من أخطر جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية أيضا، وأن الإجابة أيضا لا تتعلق مطلقا باستعداد طرف ما بمراجعة معيار "التناسب" الذي يمكن تفسير ارتكاب مجزرة ما عن طريق "الخطأ"!، هذا نقطة مهمة للغاية، مهمة حد حمايتنا من الخديعة.
الأسئلة التي نريد اقتباس إجابتها هنا، تقتضي البحث عن أسباب منطقية تقف وراء هذا "القصد" بالفعل لقتل الأبرياء لمجرد القتل فحسب، هل يمكن اعتباره عامل قوة تحسب للطرف الأرعن؟ أم أن قدرات التسلح مهما كانت نوعيتها وقوتها وفعلها ونتيجتها، لا يمكن أن يفسر سبب توجيهها فوق الأبرياء، لأنها لا ترجح كفة عسكرية، كما انها لا تصنع نصرا ميدانيا يغير موازين المعركة!.
فما هو السبب الذي يفسر هذه الهمجية؟
الإجابة كانت سهلة للغاية، كانت عبارة عن كلمتين فقط، إجابة منطقية للغاية، تفسير حقيقي يؤكد كلما ذكرناه هنا، جاءت الإجابة على لسان طيار صهيوني قبل أيام عقب انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، سأله مذيع صهيوني: لماذا كنتم تدمرون الأبراج وتقتلون الأبرياء وهي لم تصنع لكم نصرا، فأجاب بسرعة: "للتنفيس عن الإحباط"!.
انا لا أحاول هنا رفع معنوية أحد، ولست في معرض الحديث عن بشاعة هذه الجرائم، وإنما نقلت تفسيرا حقيقيا يجيب عن سبب القتل الهمجي للمدنيين بهذه الطريقة، ولا يمكن أن يكون هناك سبب عسكري ولا ميداني ولا معنوي حتى، لا يمكن إلا أن يكون تصرف مضطرب، وسلوك أرعن مجنون، وانكسار فاضح في نفسية المجرم، انكسار عنوانه : التنفيس عن الإحباط!.
عندما يتنفس العدو بالصواريخ البالستية فهو يعيش حالة اختناق كبيرة، تستطيع أن تقيم مدى اختناقه بحجم الجريمة وعدد الصواريخ، وعداد الضحايا وشلالات الدماء البريئة، كلما توحش أكثر كلما عليك ان تتخيله يضطرب، ويلطم خده وينتف شعره ويشهق من شدة الاختتاق، ثم يلجأ إلى خطته القذرة، يطلق الصواريخ، الصواريخ التي يتنفس بها المحبطون.
بوابة النصر تفتحها العقول المتزنة، المفاتيح في صدور القادة الشجعان، والهزيمة انكسار يحدث في نفوس الحمقى، مفاتيحها في سلوك المحبطين، ذلك أن الإحباط يقودهم إلى الفوضى النفسية والذهنية، والفوضى تبدأ من صراخهم، والصراخ يسبب الاختناق، والصواريخ تتحول إلى جريمة يتنفس بها المحبطون.
مأرب تصنع الانتصارات كل يوم، وكل حي هنا صغيرا كان أم كبيرا هو صانع انتصار حقيقي يتجلى في سلوك العدو الذي كل يوم يضيق عليه الخناق.
رحم الله ليان وكل الضحايا الأماجد.