عاجل: اغتيال قيادي كبير في حزب الله و رويترز تؤكد الخبر تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة'' رئيس حزب الإصلاح اليدومي: ''الأيام القادمة تشير إلى انفراجة ونصر'' اجبار عناصر حوثية على الفرار في جبهة الكدحة غرب تعز بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة الوطنية وقفة احتجاجية أمام قصر معاشيق في عدن لملتقى الموظفين النازحين ترفع 6 مطالب تركيا تمنع مرور طائرة رئيس الإحتلال في أجوائها وتجبره على الغاء الرحلة طفل يموت بحكم قضائي.. سحبوا عنه أجهزة التنفس رغم معارضة أمه نقابة الصحفيين اليمنيين: نواجه حربًا واستهدافًا ممنهجًا من أطراف الصراع محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار
مر عامان أو تزيد قليلا على اندلاع شرارة الثورة في الحادي عشر من فبراير 2011م, والتي خرج فيها شباب الثورة معلنين ثورتهم وتمردهم على الأوضاع المأساوية التي كانت تعيشه اليمن حينذاك ومازالت من الظلم, والفساد, والتوريث, خرجوا يحدوهم الأمل الكبير بتغيير الأوضاع وانتقال اليمن من عهد إلى عهد جديد فيه العدالة , والمساواة, والحرية , والديمقراطية, والرفاهية, والعيش بأمان واستقرار ورخاء اقتصادي للفرد, وتحسن جودة التعليم, والصحة, وإنهاء مظاهر الفساد , والرشوة, والمحسوبية, وسيادة القانون, والبحث عن الكفاءات في كل مكونات الشعب اليمني, وخلق شراكة حقيقة لبناء اليمن الجديد, وتجاوز إرث الماضي البغيض, لكن كل ذلك لم يتحقق منه شيء حتى اليوم, أو ما تحقق لا يرقى إلى طموحات وآمال الشباب وتضحياتهم.
صحيح أن كل تلك الأهداف لا يمكن تحقيقها بيوم أو ليلة, أو بجرة قلم في ضل وجود كوابح ومعيقات والتي من أهمها المبادرة الخليجية التي جعلت التغيير بالتقسيط, أو بالتدرج البطيء, لكن ذلك لا يعني الرضوخ والاستسلام لهذه الكوابح, والمعيقات, والتذرع بها, واستخدماها للتمويه في بناء تحالفات وقوى جديدة لهذا الطرف أو ذاك بما فيهم الرئيس هادي , والتي بدأت مؤشرات تلك التحالفات تلوح بالأفق, وتبعث مخاوف كبيرة لدى كل شباب الثورة الذين يحلمون من أول يوم خرجوا فيه في بناء دولة العدالة, والمساواة, والمواطنة المتساوية, بناء دولة مدنية يسود فيها تطبيق القانون والقانون وحده هو الحكم.
وهنا نقول للرئيس هادي ورئيس حكومته باسندوة متى سيرى الشعب فعليكما؟ سنة ونصف أو تزيد قليلا منذ تشكلت حكومة الوفاق الوطني وحتى اليوم, وعاما كاملا أو يزيد قليلا منذ أن تم انتخاب الرئيس هادي وممارسة مهامه وأعماله رسميا, وبعد التفويض الشعبي والجماهيري الكبير, والذين كان يحدوهم الامل كثيرا وخاصة منذ اندلاع شرارة الثورة اليمنية في الحادي عشر من فبراير المجيد بالخروج من الحالة السوداوية التي تعيشها اليمن واليمنيون منذ ثلاثة عقود أو أكثر من ذلك , لكن شيئا من ذلك لم يحدث, وكانت هذه الثورة أمل المقهورين ورجاء المغلوبين والمضطهدين, إلا أن الأوضاع زادت سوءا, وبقي الحال على ما كان عليه لم يتغير شيء سوى ذهاب الرئيس المخلوع, ومجيء الرئيس عبد ربه منصور هادي, وذهاب على محمد مجور, ومجيء محمد سالم باسندوة, أما الأوضاع المأساوية السوداوية التي رسمت صورة سيئة عن اليمن وعن اليمنيين أمام دول العالم في العقود الماضية وجعلتهم فقراء شحاتين رغم الثروات التي يمتلكونها أكثر من غيرهم لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر, ولا زالت الأوضاع المأساوية السوداوية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها هي الحاضر الوحيد في المشهد اليمني, وهي الكابوس المخيف للمواطن اليمني, وكأنها لم تكن هناك ثورة, ولم تسقط دماء زكية في سبيل الثورة والوطن, ولم يسقط شهداء مطالبين بالتغيير الجذري الشامل لكل الأوضاع المأساوية.
إن الرئيس هادي ورئيس حكومة الوفاق الوطني, ومنذ استلامهما مهامهما, وهما يسيران ببطء شديد جدا لا تتناسب وحجم خطورة الأوضاع وبقائها على ما كانت عليه في العهد السابق نرى منهما أقوال وتصريحات على الفضائيات, ومختلف الوسائل الإعلامية , ولم نر منهما أفعالا تترجم على أرض الواقع لتحقيق أهداف الثورة, وتخفيف الاحتقان المتزايد, والذي يتزايد يوما بعد آخر بسبب تردي الأوضاع المعيشية, والأمنية والاقتصادية, والإدارية, إلا بعد أن ندفع ثمنا باهظا لذلك التغيير, وما حدث للأسطول الجوي خير دليل على ذلك إن جاز لنا استخدام هذا المصطلح وإن كان لنا فعلا أسطول رغم أني أشك بذلك, وكذلك ما يحدث اليوم لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط, وهما ما يزالان يحومان حول الحمى, ولم يمتلكا الجرأة في الغوص في أعماق التغيير, فمتى سيمتلكان الجرأة, والقدرة على التغيير الحقيقي؟ ومتى ستكون أفعالها معبرة فعلا عن رغبة الناس وملبية لمطالب الشعب؟.
إن الإرادة الشعبية يا سيادة الرئيسان تريد تغييرات جذرية وحقيقية في بنية النظام , وفي عمق المؤسسة العسكرية التي نطمح لأن تصبح مؤسسة وطنية بعيدة عن الانتماءات الفردية, والأسرية, والعائلية, والحزبية والمناطقية, والطائفية, والسلالية, لا أن تبقى رهينة فلان من الناس, أو زعطان من الخلق ويبقى الشعب يحمل الخوف باستمرار من تفجر الأوضاع في أي لحظة وفي أي زمن.
إن الإرادة القوية تصنع دولة قوية, وتحقق مستقبلا أقوى وأنتما يا هادي و يا باسندوة أمام مسئولية تاريخية ووطنية تستلزم عليكما التوجه نحو إعادة فعلية لا قولية لهيكلة الجيش والنظام معا وبالتزامن, لأنه من غير المقبول أن يضل قادة النظام السابق وأركانه في مراكزهم وقد خرج الشعب يطالب بإقالتهم وتغيير النظام وليس تدوير النظام , وعليكما أن تدركا هذه الحقيقة أن الشعب خرج يريد التغيير وإسقاط النظام لا التدوير وإبقاء النظام, وهذه هي نتائج الثورات على مر التأريخ , فلا يوجد ثورة في العالم أبقت على النظام السابق وعودوا للتأريخ.
إن الناس يريدون دولة مدنية تبدأ ملامحها من اليوم وتوضع مداميكها من الآن في المساواة القانونية, والمواطنة المتساوية بين ابن حاشد, وابن بكيل, وابن مأرب, بابن تعز, والحديدة, أو عدن, أو ابن المهرة وفرض هيبة الدولة وبسط نفوذ الجيش في سنحان, وخمر, وعمران, ومأرب, والحدا, وبني ضبيان كما يفرض نفوذه في إب, وتعز, والضالع, وحضرموت, والحديدة, وتهامة, وإلا فإن الثورة في حل منكما.
إن على الرئيس هادي وبا سندوة المنوط بهما إنقاذ اليمن والسير به إلى بر الأمان البدء بمعالجة الجروح المؤلمة, وإجراء العمليات الجراحية اللازمة التي من خلالها سيتعافى الجسد اليمني وسيخرج من أمراضه التي عانى منها طيلة "33" عاما , وهي عمليات قيصرية ضرورية قد تكون مكلفة ومؤلمة لكنها لا بد منها, لان هذه فرصة تأريخية بين يديهما, والفرص لا تتكرر, والتأريخ لا يرحم.