الحراك السعودي في الجنوب أيضاً
بقلم/ علي الجرادي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 15 يوماً
الأحد 03 مارس - آذار 2013 04:48 م
منذ عام 2007م بداية الحراك السلمي في الجنوب كقضية عادلة نتيجة تحويل الرئيس السابق صالح، الجنوب وكل اليمن إلى ضيعة خاصة، منذ ذلك التاريخ حينما بدأ الحراك يثير مشاعر الكراهية (الجغرافية) ضد ابناء الشمال، علّق بعض السياسيين بالقول: "قضية عادلة بيد محامٍ فاشل".
وها نحن نشهد الآن موجة الكراهية على أشدها توجت بالحرق والقتل على أساس جغرافي. وهو الإفراز الذي قد يصيب القضية الجنوبية في عمق عدالتها ونقائها الاخلاقي.
كما أن الصراع الذي يتلبس بالبعد الجغرافي، يخفي وراءه صراعا إقليميا محموما بين إيران والسعودية، إذ تقوم إيران بدعم جناح علي سالم البيض كحراك مسلح يطالب بالانفصال، وتقوم السعودية بدعم الحراك المؤيد والمطالب بالفيدرالية كخيار سلمي، إيران تركز على خليج عدن كممر استراتيجي دولي. في ذات الوقت فإن عين المملكة السعودية على حضرموت كمنفذ بري لتصدير النفط وتقوم عن طريق بعض أثرياء حضرموت بالعمل على نار هادئة لتهيئة مشروعها ليرى النور.
إيران تدعم بالمال والسلاح خيار الانفصال ومن ثم يسهل لها ابتلاع الممر الدولي"خليج عدن"، وهو ما لن تسمح به اليمن ومعها المجتمع الدولي.
تقوم السعودية بدعم "اللجان الشعبية" المسلحة لمكافحة القاعدة وأنصار الشريعة في محور أبين شبوة، وربما سيساهم ظهور المجاميع المسلحة "جناح البيض" في توسيع الدعم السعودي لمحور أبين شبوة ليشمل بقية محافظات الجنوب.
وربما يقود التسابق المحموم بين إيران والسعودية إلى استقطاب (فصيلي الصراع في 86م) وإعادة انتاجه من جديد مع تغيير نسبي في مواقع بعض الأشخاص وانتقالهم بين الطرفين طبقاً للمستجدات وحجم الغنائم.
يلاحظ أن وكلاء السعودية يقومون بتحويل معظم الأموال إلى حساباتهم، بينما وكلاء إيران يغدقون على انصارهم بالمال والسلاح.
القضية الجنوبية وأبناء الجنوب واليمنيون عموماً أمام خيارين إما الذهاب إلى مؤتمر الحوار الوطني والاتفاق على هوية وطبيعة النظام السياسي والاقتصادي والإداري والتحليق نحو المستقبل، أو التمسك بخيارات الماضي، وإعادة إنتاج الصراعات المسلحة تبعاً للممولين وأهدافهم.