كبير، ومعلم، يا باسندوة.
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 27 يوماً
الثلاثاء 19 فبراير-شباط 2013 08:33 م

رجل على مشارف الثمانين، يتحرك في زمن شديد اللزوجة، متداخل الدخان.. نعم،أنت لا تعرف ما يدور في البلد. لا أحد يعرف ولن يعرف أحد.

هناك بحر من الفوضى. كان بإمكانك أن تخمن كما يخمن جهاز الأمن القومي ورئاسة الجمهورية. لكن من قرأ كل تلك الأكوام من الكتب يعرف أن التخمين عمل حواة.

أنت لا تقدم نفسك كقائد يعرف كل شيء بل ثائر يحاول أن يفهم ما الذي يجري ومثقف يفكك البنية السياسية كقصيدة كلاسيكية.

لست رئيسا للوزراء، فلا وجود لهذا المنصب في نظامنا الرئاسي. أنت مثقف كبير جيء به ليلقي دروسا في الثقافة والأخلاق" على الوزراء كل ثلاثاء.

المشهد متداخل ومرعب. هناك من يريد تقديمك كبش فداء لكي تهدأ كل الدوامات التي في رأسه، ويتحرر من ألم ضميره. أنت تفهم هذه السيكولوجيا تماما. تعيش معزولاً.

الأحزاب جاءت بالوزراء، أما هادي فقد ورث صلاحيات المسخ صالح الإلهية. لم يتغير شيء، لأننا لم نتفق بعد على طبيعة النظام السياسي وشكل الدولة.

لا توجد قوة بعينها قادرة على شرح الذي يجري. لو كنت تعرف كل الإجابات لما احتجنا لمؤتمر حوار وطني، نجلب فيه أكثر من 560 شخصا ليقولوا لنا: ما الذي يجري.

كنت دقيقا كمثقف. أعني كمثقف كبير، لم يعتد على طرح إجابات نهائية ولا الحديث حول حتميات. لم تستحضر كهنة الساسة العرب:

في الحقيقة، آ آ آ.. بل الإمام علي: ما أبردها على حين أسأل فأقول لا أعرف. سيسخرون منك. طبيعي. قل لهم بلهجتك النقية: هيا زرقه. وسأصفق لك، وآخرون.

نحن لم ننتظر منك أن تمسك جبال اليمن أن تميد, شخصياً انتظرت منك شيئا واحدا وقد فعلته. فقد كنت الوحيد في تاريخ اليمن الذي تحدث لساعة كاملة لم يرتكب خطأ نحويا واحدا، وأعدت لي إمرؤ القيس: وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكرت الحب والثورة في نصف ابتسامة.

أنت لا توزع المصاري، لذا لن يتبرعوا للدفاع عنك. أما الكتب التي في رأسك فهي لا تهم أحدا أنت تعلم ذلك. محبتي لك قبعتي أيها المعلم.