واهم من يعتقد أن الفوضى وإرهاب الناس سيعيد صنعاء الى بيت الطاعة سواء أكان جمهوريا أو إماميا، عجلة التغيير دارت وإعادة دورانها بشكل عكسي ضرب من الانتحار.. هي ثورة ياخبرة مش لعبة كراسي.
أشد وهماً من هؤلاء من يعتقد أن الثورات تنجح بمجرد خلو المقاعد.. الثورة حالة زلزال، عنيف له ارتدادات قد تحمل هزات أقوى، وعملية تدمير اكبر، وفي علم الجيولوجيا إذا هدأت الثورة البركانية لا تعطي ظهرك للإرشادات وتسرع الى غرفة نومك، انتظر هبوط مؤشرات ريختر فقد يعاود النشاط البركاني ثورته ويهدمها على رأسك.. هي ثورة يا الربع مش مؤتمر مانحين لإعادة الإعمار.
صنعاء أصبحت "منطقة قتل" لا أحد فيها آمن.. الرئيس والمرؤوس، الطيب والبطال، الكل مشروع قتل بقصد او بالغلط، ويبدو ان في المقدمة ضيوفها من الزوار والمعتمدين الاجانب، هكذا هي الحالة الامنية في العاصمة وفق معطيات كافية، في مقدمتها مشهد رياح الموت التي هبت على هذه المدينة المنكوبة على ظهور الدراجات النارية ومن أفواه المدافع الرشاشة وكاتمات الصوت وعواصف الاختطافات القادمة المتجولة، على ظهور الفيتار أو الجيوب التي خرجت من الخدمه من سنين.
في صنعاء الاسبوع الماضي بدا لي ان حلقات مسلسل وادي الذئاب يجري الاستفادة منها بحرفية عالية - ومالم تحدث معجزة – فقطار المدينة ينطلق بسرعة في اتجاه رسم مشهد "مقديشو /٢" لا سمح الله.. أصبت بالدهشة لأن صديقا ومسؤولا كبيرا يمتطي سيارة حكومية، ولديه حراسات من المسلحين اتصل بي قائلاً: انه كان يريد أن يمر للمقيل معا، لكن الوقت متأخر، الوضع غير مريح، كان يبعد عنا بشارعين فقط.. يا إلهي هل اصبح الرعب هنا الى هذا الحد..ترى ما حال المواطن الذي ينزل للشارع لجلب خبز لإطفاله ويدرك انه قد يجلبه حظه العاثر ليصادف كمينا متحركا لضابط شريف يجري تصفيته بدم بارد فيطحس معه المواطن بالغلط.
اجزم أن الاخ الرئيس بحاجة الى أن يعيد الأمن الى صنعاء اولاً قبل ان يفكر في حوار وطني، وحل للقضايا الكبيرة، وأهمها قضية الجنوب، "كيف للجنوبي ان يكبح جماح رغبته في الانفصال، وهو يسمع ويري ما يحدث في صنعاء، وأبشع منه يحدث في عدن وحضرموت منذ زمن.
دعم الخارج وسلاح العقوبات لن تكون عصى سحرية تضمنوا بها حكم اليمن.. صدقوني مهما تكن نوايا وعزيمة المحيط الاقليمي والدولي اليمن يحتاج خبرا آخر، ٩٩% ممن يعبثون الآن لا يملكون دولارا واحدا في الخارج، ولا يعرفون طرق المطارات، يعدون انفسهم الآن للفوضى، ولسان حالهم يقول: "طز في مجلس الأمن والعقوبات الدولية".
اخيراً رسالتي اوجهها بدافع الحب لأهل صنعاء التاريخيين: صبرتم كثيراً وعرفناكم أهل اناة وحكمة وزهد في العنف، والآن تتصرفون بعقلية قبائل متهورة ومنفلتة.. ما الذي يحدث، ماذا جرى لكم.. إياكم والمغامرة ستندمون إذا سايرتم هذا التهور، الذي يعتمل في حاراتكم ومقايلكم، لاتجعلوا مدينتكم كبش فداء.. ارجوكم لا تحرقوا مدينتكم ستلعنكم الاجيال إن سكتم على اجتياحها من قبل التتار القادمين عليكم من باب اليمن وباب شعوب..!!