إتفاقات الحوثيين مع المشترك مجرد تقية وتكتيك مرحلي
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 19 يوماً
الأربعاء 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 07:21 م

وقعت قبل أيام أحزاب اللقاء المشترك والحوثيين اتفاق يقضي برفض لغة التخريب والتعبئة الطائفية والمذهبية باعتبارها لغة كراهية لا تخدم مصلحة اليمن بل تحاول جرها إلى مربع الصراع والفوضى والفتنة.

واتفق الطرفان على تشكيل لجنة تنسيق وتواصل لحل الخلافات ومتابعة القضايا العالقة والمستجدات على مستوى المركز والمحافظات وتشكيل لجنة من المشترك والحوثيين بالتحقيق العاجل في أحداث تعز واقتراح معالجات.

كما أكد الطرفان على مواصلة الجهود والتنسيق المستمر لمناقشة القضايا الوطنية وصولا إلى وضع إستراتيجية شاملة للشراكة الوطنية من خلال إعداد ورقتي تصور تهدف إلى إنجاز صيغة سياسية للتعاون والتنسيق كما أدان الطرفان حادثة صالة زهرة المدائن وأحداث تعز وإب وعدن ويدعو كافة الأطراف إلى وقف التصعيد، كما يدعو طرفا الخلاف في منطقة المراشي بالجوف إلى الالتزام بالتهدئة ووضع خلافاتهما أمام قيادة المشترك وأنصار الله في الجوف أو أي منطقة أخرى.

وقضى الاتفاق بتشكيل لجنة تنسيق وتواصل لحل الخلافات ومواصلة الجهود والتنسيق المستمر لمناقشة القضايا الوطنية وصولا إلى وضع إستراتيجية شاملة للشراكة الوطنية من خلال إعداد ورقتي تصور تهدف إلى إنجاز صيغة سياسية للتعاون والتنسيق.

الاتفاق يهدف تهيئة مناخات وطنية للحوار وإزالة العوائق أمام المشاركة الفاعلة لقوى الحراك السلمي وحضور القضية الجنوبية على طاولة الحوار الوطني.

فشل اتفاقات سابقة

ومؤخرا أبرم المشترك والحوثيين اتفاق يركّز على وقف "التعبئة والتحريض الإعلامي بينهما وقد وقعت أحزاب اللقاء المشترك وجماعة الحوثيين اتفاقات سابقة للعمل المشترك يقضي بتوحيد جهودهما لتحقيق أهداف الثورة السلمية، وتعزيز الفعل الثوري والسياسي وبناء الدولة المدنية.

وبحسب بنود الاتفاق، فإنه يؤكد على التزام الطرفين بمتطلبات الشراكة الوطنية وتجنيب الساحات لأي خلافات ولمناقشة عدد من النقاط تتعلق بساحات التغيير، والمحافظات، القضايا الوطنية العامة والموقف منها، وكذا وقف التحريض الإعلامي، وبشأن الأعمال المسلحة, ومراجعة الاتفاقات السابقة مع حزب الإصلاح.

الاتفاقات لم تمنع الحوثيين ممارسة العنف

هذه الاتفاقات ليست جديدة على المشهد السياسي فقد عقدت بين الطرفين في السنوات الأخيرة عدة اتفاقات ولكن هذه الاتفاقات لم تؤدي إلى وقف التحريض الإعلامي ولا هي عززت جهود السلام ومنعت عودة ممارسات العنف من قبل جماعة الحوثي في صعدة ولا عملت في نفس الوقت على تسريع وتيرة إعمارها ولا أعادت أبناء صعدة المشردين ولم يتحول الحوثيين وقياداتهم بموجب هذه الاتفاقات إلى مواطنين سلميين يمارسون العمل السياسي من خلال حزب سياسي سلمي وليس كعصابة مسلحة تتوسع بقوة السلاح وتهدد الوحدة الوطنية وتضربها في مقتل وتعمل على اقتطاع مساحات من البلد لصالح دويلة مذهبية تسعى للانفصال والتوسع وتشجع وتشرعن في الواقع العملي لمثل هذه التجزئات والانقسامات الطائفية والمذهبية بقوة السلاح وبمساعدة ظروف طارئة في البلاد.

من يقنع الحوثيين بتنفيذ اتفاقاتهم ؟!!

الجميع يدرك الثمن الفادح للحرب في صعدة على مدى ستة حروب سابقة مع النظام وكذلك المواجهات مع القبائل في حجة وعمران والجوف فهناك ألاف الأسر ما تزال نازحة منذ أيام الحرب بين مليشيات الحوثي والدولة وما تزال تعيش ظروفاً في غاية المأساوية والصعوبة دون حصولها على الإغاثة والإيواء العاجل ولكن السؤال الهام من وجهة نظري هو : من يقنع الحوثيين بالسلام ؟!! وأي جهة تستطيع إلزامهم بتنفيذ إتفاقياتهم؟!!.

إتفاقات في مهب الريح

هذه الاتفاقات يبقى مصيرها في مهب الريح لعدم وجود ضمانات كافية وجهات ضاغطة على الحوثيين لتنفيذها ويرى العمراني بأن قيادات المشترك التي وقعت هذه الاتفاقات لم تستطع ترجمتها إلى واقع عملي يثمر السلام ووقف الانتهاكات التي تحدث من جانب الحوثيين ويوقف توسعهم ويسمح بإعمار صعدة وعودة النازحين ووقف التحريض وكذلك إيقاف المعسكرات السرية للحوثي وإيقاف الاعتداءات في ساحات التغيير غيرها من الأهداف التي وقعت من أجلها هذه الاتفاقات .

الحوثي وحده يستفيد من هذه الاتفاقات

الحوثيين يستفيدون من هذه الاتفاقات التي ينالون بموجبها شرعية وحضورا في المشهد السياسي فهذه الاتفاقات تمثل من وجهة نظري اعتراف من أهم التيارات السياسية الفاعلة بالمشهد السياسي بقوة الحوثي ووجوده المؤثر والفاعل والذي يدفع أحزاب المشترك بكل ثقلها لخطب وده والتوقيع على اتفاقات معه يوقعها من جانبه شباب بعضهم لم يبلغوا الحلم كما أن هذه الاتفاقات هي رضا ولو مؤقت علن بقاء جماعة الحوثي كمليشيات مسلحة تمتلك السلاح الثقيل وتسيطر على أجزاء من البلاد وتعمل خارج نطاق الدولة كدويلة شبه مستقلة تبرم اتفاقات ومعاهدات مع الأطراف السياسية وتتعامل معها على أنها مجرد تقية وتكتيك مرحلي تفرضه عوامل داخلية وضغوط خارجية ليس إلا وتنتهكه فور صدوره بدليل أن جماعة الحوثي المتمردة أثناء التوقيع شنت حملة مداهمات واعتقالات حيث جاءت الأخبار من صعدة على النحو التالي :

أقدمت مليشيات الحوثي في مديرية رازح بمحافظة صعدة شمالي اليمن على اعتقال خمسة أفراد من شباب الثورة في طريق رازح خلال رجوعهم من عاصمة المحافظة صعدة وفي مديرية ساقين، بحسب مصادر محلية، اعتقل مسلحو الحوثي الشاب فهد حسين احمد الخالدي منذ و أيام على خلفية انه قام بترميم احد المساجد في المنطقة والذي لا يزال محتجزاً لديهم إلى تاريخ كتابة هذا الخبر .

وفي مديرية حيدان لا يزال مسلحو الحوثي يحتجزون الشاب فاضل سالم البدوي منذ أكثر من عشرين يوم "بتهمة الوهابية بدليل أنه صلى بالناس كإمام في جامع السبيل بحيدان وكان يضم أثناء الصلاة و ترفض إطلاقه إلا بتعهد أن يترك الضم والتأمين و يكتب استقالة خطية من التجمع اليمني للإصلاح".

وفي نفس السياق يواصل مسلحو الحوثي بحيدان اعتقال محمد حسن عامر وصادق احمد الكلي من أبناء منطقة عريمة بحيدان منذ أسبوع ذهبوا بهم إلى جهة مجهولة .

وفي مديرية مجز أقدم مسلحو الحوثي بقيادة المدعو/ أبو عبد الملك بمنطقة صارة على اقتحام منزل المواطن/علي سالم شويه من أبناء منطقة صارة يوم أمس في عرسه بحجة أنه قام بتشغيل أناشيد إصلاحية و قاموا باعتقال عدد من الحاضرين .

كما قاموا باقتحام القسم المخصص للنساء في العرس رغم أنهن غير محجبات وقاموا بتهديدهن .

وفي نفس المديرية مجز أفرج مسلحو الحوثي يوم الأربعاء الماضي عن ــ احمد سواد سالم المعروفي ويحي محمد أبو شيحه ومحمد عيظة حوتان من أبناء عزلة المعاريف بعد اعتقال دام أكثر من أربعة أيام وتم إلزامهم بدفع جباية مالية تقدر بثلاثين ألف ريال.

وفي مديريه غمر منطقه تشدان بمحافظه صعدة أفصحت مصادر محلية عن السجن الذي يتواجد فيه عبد الله دمنان سليمان طلحان المخطوف من قبل الحوثيين منذ أكثر من أربعة أشهر وقالت المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها خوفا من بطش الحوثيين أنه في احد سجون الحوثيين في مديرية باقم وأنها بعد البحث لأشهر تمكنت من معرفة مكانه.