إيران تعبث باليمن والسلطة ما تزال تدرس الرد !!!
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 7 أيام
الخميس 11 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:38 م

مؤخرا أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال جولته في أمريكا وأوربا عن اكتشاف ست خلايا إيرانية في اليمن وقبل أيام أعلنت الجهات الأمنية عن اكتشاف خلايا تجسس جديدة  فقلنا : هذا موسم اكتشاف خلايا التجسس الإيرانية في اليمن إلا أن الأمر تجاوز خلايا التجسس إلى اكتشاف سفن محملة بمصانع أسلحة متطورة كالصواريخ وأخرى محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى الحوثيين إنها إذن حرب عسكرية مفتوحة ضد اليمن وضد أمنه واستقراره والغريب والعجيب أن السلطات اليمنية لم تتخذ حتى اللحظة أي موقف تجاه طهران سوى بعض التصريحات من الرئيس وبعض المسئولين رغم كل هذه المساعي والجهود التخريبية التي نكتشف كل يوم فصل من فصول قصتها المريرة.

رغم شبكات التجسس العديدة وسفن الأسلحة التي كانت متجهة للحوثيين ورغم المليارات التي تقدم كدعم وتمويل لجهات يمنية تعمل ليل نهار ضد الأمن والاستقرار ما تزال السفارة الإيرانية مفتوحة وتعمل ليل نهار كوكر تخريبي ولا كأن في الأمر شيء .!! 

سألت بالأمس أحد المسئولين الكبار عن الموقف الرسمي تجاه هذه السياسة الإيرانية العدائية فقال : نحن ندرس الرد 

التيار الإيراني التخريبي يعمل منذ سنوات وفي مجالات عديدة وله أيدي كثيرة وبعضها مقربة من رأس النظام السابق الذي تحالف مؤخرا مع الحوثيين بشكل مخزي لكن هذا التيار ضاعف نشاطه منذ بداية الثورة الشبابية السلمية مستغلا انشغال السلطة وغياب الدولة ورغم كل هذا ما تزال السلطة (( تدرس )) الرد على التدخلات الإيرانية ولو حدث لأي دولة أخرى 10% مما يحدث لبلادنا من الجانب الإيراني لأقامت الدنيا ولم تقعدها ولطردت السفير وسحبت سفيرها وقطعت العلاقات واتخذت من أول يوم موقف يحفظ لها سيادتها وكرامتها ولكن السلطات في بلادنا ما تزال ( تدرس ) الرد ويبدو أننا سنحتاج سنوات لما تخلص الدراسة وتتخرج .!!

قارنوا بين موقف كندا التي طردت الدبلوماسيين الإيرانيين وأغلقت سفارتها في طهران احتجاجا على المساعدات العسكرية لنظام بشار الأسد ولأنها من أسوأ الدول التي تنتهك حقوق الإنسان في العالم وبين موقف بلادنا التي لم تجرؤ حتى اللحظة على طرد السفير الإيراني لتدركوا كم هو الفرق بين من يحترم إرادة شعبه وبين من لا يعير شعبه أي اهتمام ولا يضع له أي اعتبار ولتدركوا حجم ومدى التخاذل الرسمي المخل بالسيادة والكرامة الوطنية.  

لو كان ملالي إيران والمسئولين في طهران والآيات في حوزات مشهد وقم يدركون أن السلطات اليمنية لن تسمح بهذا العبث الإيراني بالشأن اليمني وستتخذ منهم موقفا صارما ما قاموا بكل ما قاموا به من ممارسات وتدخلات سافرة ومخزية ومعيبة بحق اليمن ولكنهم علموا أن المجال مفتوح لمن هب ودب والسلطات اليمنية "فاتحاها ع البحري" كما يقول إخواننا المصريين فدخلوا بحمارهم السوق وتسوقوا كما يريدون .

نحن ما نزال نأمل أن تتخذ السلطات الرسمية موقف وطني مشرف من هذه التدخلات الإيرانية السافرة والممارسات العدائية وتطرد السفير الإيراني وتستدعي الدبلوماسيين اليمنيين في طهران وتقطع العلاقات وتنتبه للمخططات والممارسات التي يمارسها التيار الإيراني بأدواته المحلية وعملائه الكثيرون من أبناء اليمن ممن يتلقون تمويلا من إيران وينفذون مخططاتها وأجندتها وفي مقدمتهم جماعة الحوثي المسلحة والمتمردة في صعدة وبعض المناطق التي سيطرت عليها بقوة السلاح والتي صعدت مؤخرا من وتيرة استهدافها للمواطنين الذين يخالفونها في المناطق التي تسيطر عليها كما نطالب السلطات بان تتصدى للمساعي والمخططات الحوثية للتوسع بقوة السلاح وللاستيلاء على ميناء ميدي وأن تقف وقفة وطنية جادة أمام ما ترتكبه هذه الجماعة الإرهابية من جرائم يندى لها الجبين وتذكرنا بجرائم الصهاينة ومجازرهم أثناء احتلال فلسطين في عام 1948م ، فهل تتخذ السلطة الموقف الوطني المطلوب من التدخلات الإيرانية ومن ممارسات أدواتها وعملائها في الداخل ؟!!

نأمل ذلك .

مشاهدة المزيد