روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة
لقد كان من نتائج ثورات الربيع العربي يقظة الكثير من أبناء الشعوب ومنها الجماعة السلفية ذات النطاق العريض الواسع و ذات المرجع الإسلامي وحقيقة لا ينكرها إلا جاحد .السلفيون يتميزون بالالتزام والتمسك بالدين وإن حدث بعض القصور فالعامل لا بد وأن يقع في الخطأ ، وقد توجه السلفيون في الفترة الأخيرة توجهاً صحيحاً حيث أدركوا الخطورة التي يمر بها العالم الإسلامي وتمر بها المنطقة فهناك اليوم الطائفية المقيتة التي هي فكر دخيل علي اليمن والمناطقية البغيضة التي من أسبابها الجهل بمصالح الأمة ، إضافة إلي التحديات الخارجية والهيمنة الأمريكية علي العالم العربي والإسلامي ، كل هذا جعل العقلاء من السلفيين يفكرون التفكير المسئول الذي يدل علي نضوج الفكر السياسي وذلك بالإعلان عن إنشاء كيان سياسي يساهم في الحياة السياسية وخدمة المجتمع وتثقيفه والعمل على زيادة الوعي والمشاركة الفاعلة مع الأحزاب السياسية الأخرى فيما فيه مصلحة البلاد وتجنيبها ويلات الشر والفساد ، وباعتقادي إن هذه الخطوة المباركة ستكون ثمارها طيبة على البلد بأكمله وكذلك على الحزب نفسه والأحزاب الأخرى.
العالم الإسلامي اليوم يمر بتحديات كبيرة وخطيرة وذات بعد استراتيجي خطير ، لابد أن يفهم الإسلاميون هذه التحديات التي تمر بها الأمة وأن يكون هناك التفكير الإستراتيجي والنظرة البعيدة لصياغة هذه الأمة الخالدة وفق المنهج الصحيح الذي رضيه لنا ربنا ولن يكون هذا إلا بأن تكون هناك قنوات التواصل مفتوحة ومتواصلة بين الإسلاميين أنفسهم من مختلف التيارات الإسلامية وكل التيارات الفكرية الموجودة في الميدان بمختلف توجهاتها .
إن بناء الواقع المنشود الذي تحلم به الأمة يحتاج إلي مؤسسات جماعية وبمساندة كل فئات المجتمع في تجنيب البلاد والعباد ويلات الشرور والمحن والفتن وإعادة الصياغة لجيل النصر المنشود وتحقيق العزة للمسلمين والعمل على وحدة الأمة العربية لتكون رائدة لقيادة العالم في الفترة القادمة.
أخطر شيء علي الأمة الإسلامية هو التفرق بين الجماعات الإسلامية وتناحرها وتمزقها وانطوائها علي نفسها ، الجماعات اليوم بحاجة إلي دراسة الواقع دراسة فقهية متأنية والخروج برؤية موحدة في عملية الرقي بالأمة في مختلف الجوانب وشتى المجالات والعمل بكل عزيمة وإصرار للتخلص من تبعات الماضي وبناء المستقبل المنشود الذي تحلم به الأمة .
الأمة اليوم بحاجة إلي القدوات أصحاب العزائم الذين يتسلحون بالأفعال قبل الأقوال ويتسابقون لخدمة الناس ويتنافسون في العطاء والإصلاح والبناء .
أتمنى من كل غيور علي هذه الأمة والدين والوطن أن يسعى جاهداً في عملية التطوير والبناء ورفض الانعزالية والتقوقع واتهام الآخر والتسرع في إلقاء الأحكام وتوسيع دوائر الخلاف ، والعمل الجاد على حل كل المشاكل وإزالة كل العراقيل التي تقف في طريق نهضة الأمة وتقدمها .
من التحديات التي ستواجهها الجماعة السلفية هي مسألة إقناع إخوانهم من الجماعة وضمان مساندتهم لهم فما زال الكثير من السلفيين لم يستسيغوا معطيات الواقع وما تتطلبه هذه المرحلة .
ومن أهم التحديات أنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية في العمل الشعبي والحزبي ولذا هم بحاجة إلي أن يستفيدوا من خبرات من سبقهم .
لكن إن هذا العمل السياسي والقيام بإنشاء كيان لهم ضربة قاصمة للقاعدة والمتشددين ، حيث إن كثير من ضربات القاعدة وتفجيراتها كان ينسب كما يقال في وسائل الإعلام ( السلفيون المتشددون ) فمع هذا العمل السياسي يتحدد موقف الجماعة من هذه الأعمال التي لا تخدم المسلمين وإنما تخدم الأعداء .
أنا على ثقة أن هذا الحزب سيكون له دور فاعل ومؤثر في اليمن وسيساهم مساهمة فعالة في التئام الجراح كيف لا وهو فيه الكثير من أهل العلم والتقوى والرأي السديد .
في الختام مبروك لليمن وإن دل فإنما يدل علي الحكمة التي وصفنا بها الرسول صلي الله عليه وسلم ولا تنهض الأمة إلا بوحدة القلوب وتراص الصفوف ونبذ الفرقة والشقاق والتخلف والعمل جماعياً لنهضة الأمة واسترداد مجدها المسلوب .