هلال .. أسطورة الوهم
بقلم/ نبيل حيدر
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 25 يوماً
الخميس 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 10:08 م

قدر عبدالقادر هلال أمين العاصمة صنعاء أن يكون تحت الأضواء بفعل نشاطه و لنقل وبفعل الفرص المتوفرة له , و أتذكر الضوء الساطع عندما حاربت مراكز قوى معينة هلالاً الوسيط في حرب صعدة أواخر 2008 و كانت القشة التي استخدمت في القصم قصة صينية بنت الصحن الصنعانية أشيع أن هلالاً جلبها من صنعاء الى صعدة هدية لعبدالملك الحوثي زعيم جماعة " أنصار الله " فكانت ذريعة للدس بتعاطفه مع الحوثيين فقدم الرجل استقالته. و من قبلها لمع نجمه في حضرموت كمحافظ ثم وسيطاً في مفاوضات الرئيس السابق مع الحراك الجنوبي.

مؤخراً و عندما عُين هلال أمينا للعاصمة استبشر الناس خيراً ورغم ان هموم الناس في صنعاء تبدأ من المسألة الأمنية إلا أنهم تجاوزوا تحميل مهمتها على عاتقه كونها ملف لا يقع حالياً في اختصاصه و له حباله ذات العقد المتعددة.

قدم هلال نفسه في العاصمة من خلال تنفيذ حملة واسعة على بسطات الباعة الجائلين المسيطرين على الشوارع لدرجة إغلاق بعضها, و كانت الصدفة تحمل له مشكلة اخرى زامنت التعيين إلا أنها كانت قريبة من الحل .. مشكلة إضراب عمال النظافة .

عقب ذلك أطلق هلال تصريحاً شدّ الانتباه حول توجيهات رئاسية بإقامة مدينة طبية في صنعاء ثم انطلق في حملة ترميمات لأسفلت لشوارع وعندما تأخر إنجازها حرص هلال على الاعتذار للمواطنين عن التأخير بسبب وجود مشكلة في مصفاة عدن حيث منها تجلب مادة الاسفلت ثم استؤنفت .

حسناً.. أين المشكلة في فردوس تلك الانجازات ؟ سأقول أين المشكلة..

في قضية البسطات لُوحق أصحاب البسطات التجارية و الذين لا شك شكلوا مافيا استحوذت على أركان و زوايا و ارصفة الشوارع بل و الشوارع نفسها. لكن اللافت أن الملاحقة لم تَطل البسطات ذات العيون (المبهررة) و ظهر ذلك مع معارض السيارات التي تعرض سياراتها على الأرصفة والشوارع . ظهر ذلك أيضاً في سوق غثيم البديل الكائن غرب الملعب الرياضي بشمال العاصمة ,أيضاً لم يحرك هلال ساكناً تجاه الشركات و المعارض التي تستحوذ على مساحات من الشوارع تحت لافتة موقف خاص. فهل هي مشكلة أم لا ..أن لا تطال عصا هلال هذا النوع من الاستحواذ و السيطرة؟ هل هلال خائف من هؤلاء الكبار ؟ ! . لعل الإجابة لا تحتاج للاستعانة بصديق إلا ليمنع من الإفراط في لعنات الحال الأعوج المتجدد بمساحيق التنميق.

في قضية عمال النظافة اشترك هلال مع نقابة عمال النظافة في صنع مذاق حلو للحل بدون أي قيمة غذائية حقيقية لتثبيت وظيفي رسمي بمرتب لا يبل ريق عامل النظافة (متوسط خمسة و عشرين الف ريال شهريا ) . و لكل عقله ليحسب ماذا يفعل هذا الهزيل المسمى مرتبا للعامل الذي يغرف القمائم بيدين عاريتين و منظر بائس . وخلاصة النظافة المشكلة أنه لا حل يحترم إنسانية عامل النظافة ولا البيئة , بشكل آخر..الخيار دائما يبقى في صف الحلول الجاهزة المسلوقة .

ثالثة الأثافي الممطرة بها أقدار هلال هي حملة الترميمات و التحسينات التي قادها بعقود وصلت إلى مشارف المليار و المئتي مليون ريال بالتكليف المباشر و بدون إجراءات المناقصات المفترضة و بدون أن يدرك هلال أنه يحقق أحلامه بالصيت و سجل الانجازات على حساب أحلامنا بالتخفيف من الفساد الذي يمدد سيقانه في التعاقد بالأمر المباشر , مع يقيني أنه لم يدخل جيب هلال فلساً واحداً من تلك العقود فلا غبار على نظافة ذمته لكن رياح سوء التصرف و ازدواجية تنفيذ القانون -بافتراض تنفيذه- و سوء الإدارة تجلب أكوام الأتربة.

مطلوب من هلال أن يتعامل مع القضايا بما يتجاوز بروباجندا تصريحه بوجوب خلو المدن من المعسكرات عقب انفجار ذخيرة بمخزن تابع للفرقة الاولى و ليته وقتها تحدث عن مخازن الذخائر و السلاح في بيوت مشايخ و نافذين و تجار سلاح يستوطن موتهم الأحياء و الطرقات. وعلى هلال أن ينسى إلياذة السياسة ويكرس المهنية في أي تغييرات يجريها سواء كانت إدارية أو وظيفية لا أن ينكب مثلاً على زرع أعمدة إنارة في الشوارع فيما العاصمة تعاني من مشكلة توفر الكهرباء نفسها . و إلى الآن من غير الواضح إلى أي ملعب يقذف هلال بقضية عبث الدراجات النارية في الشوارع و ننتظر منه مؤتمراً صحافياً لا ينطق عن الهوى .