رسالة إلى الأولى على الجمهورية.
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 11 سنة و 3 أسابيع و يوم واحد
الأربعاء 23 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:35 م

كتبت الشابة أسماء العديني، التي نالت الترتيب اﻷول على الجمهورية بنسبة 99.4% ، لهذا العام، على صفحتها :" لو انهم وضعوا القرآن الكريم المنهج الوحيد في مدارسنا ودرسناه بإعجازه العلمي والتشريعي واللغوي لخرجنا به امه تقود امم .."

تعليقي :اسمعي يا أسماء، أمامك طريق طويل مع الفيزياء والبيولوجيا . دعي هذه الفننتازيا، وهذه الشوفينية الدينية، للذين خرجوا عن القضبان وعجزوا عن فهم الهندسة الفراغية وعلم الدوال الرياضية . القرآن كتاب في الدين، في العقائد اﻷخﻼق، وجزء من التشريع . فكرة اﻷعجاز العلمي تدخل السرور على قلوب جماهير اﻷمم المهزومة : حسناً، لقد تفوق علينا الرجل اﻷبيض، لكن الله تفوق عليه .

 انظري إلى هذه الفكرة كم مهينة للخالق، إذ تجعله في سباق علمي مع البروفيسور زودهوف وفريقه العلمي الذين دخلوا لعبة اﻹعجاز العلمي انتهوا بعد سنين طويلة مهندسي موت .

الفكرة واحدة : دعونا نبحث عن طريقة لهزيمة العالم المتقدم . بعد إعادة تدوير النصوص الدينية بطريقة تسمح باستخراج مﻼحظات في فيزياء الكون وعلم اﻷجنة شعر المتدينون باﻻرتياح العميق : لقد هزمهم ربنا هذه الليلة .

في الليلة القادمة سنستلم راية المواجهة من يد الرب لنهزمهم نحن .

تنظيم القاعدة هو استكمال عملياتي لفكرة اﻹعجاز العلمي في القرآن . ليست مهمة المسلم أن يقود العالم، بل أن يتعايش معه، ليتبادﻻ اﻷفكار الجيدة حول كيف يمكن أن نخلق عالماً أفضل . فعندما ألقى مرشد اﻹخوان خطاباً عن "أستاذية العالم " كانت تجربة اﻹخوان السياسية قد وصلت إلى مستوى من العشوائية والبدائية بحيث أثارت ضدها أحياء شبرا وبوﻻق الدكرور، بينما كان المرشد يعتقد أنه سيلهم سكان مدينتي سيول وفانكوفر !

عندما تدرسين فيزياء الكون، ﻻ اﻹعجاز العلمي في مسائل الكون، ستجدين تاريخاً علمياً حديثاً عن كيف استعدت الوﻻيات المتحدة وروسيا في لحظة ما لمواجهة كويكب شارد ينطلق بسرعة 10 كيلو مترات في الثانية كان متوقعاً أن يضرب اﻷرض ويقضي على الحياة فيها، أو نسبة كبيرة من الحياة . في تلك اللحظات يتذكر كل العالم بيان آين شتاين وبرتراند راسل 1954 حول المسؤولية الجماعية في الحفاظ على الحضارة،التي هي منجز إنساني جماعي .

تجهز أميركا كل قدرتها التكنولوجية لمواجهة الخطر خارج حدود اﻷرض . يصبح هذا البلطجي هو حارس الحارة الوحيد .

القرآن كﻼم الله، أشترك معك في هذا اﻻعتقاد . القرآن نفسه، وقد قرأته مئات المرات وكنت أستخدم الماركر والهايﻼيت والقلم الرصاص، يتحدث عن التدبر والتفكر أكثر من حديثه عن اﻹيمان . يترك بعض اﻹشارات العلمية، في معرض حديثه عن خلق الكون، ﻻ لكي يهزم البروفيسور زودهوف، بل ليقول لك : ثمة علم مهم اسمه الفيزياء، من اﻷفضل أن تكتشف الطريق إليه .

لكنا، بطريقة مدمرة لﻺيمان، صفقنا عندما اكتشفنا أن الله يعرف بعض المسائل العلمية . تماماً كما يفعل بدو جنوب الصحراء اﻷفريقية عندما يتقن الغﻼم أول عملية حساب، أو يصطاد أول تمساح . اﻹعجاز اﻷهم في القرآن هو الدعوة إلى اﻻتقان، وﻻ توجد حاجة ﻹعجاز آخر