هادي ومفهوم الهيكلة
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 27 يوماً
الجمعة 21 ديسمبر-كانون الأول 2012 08:50 م
قرارات الرئيــس عبد ربه منصور هــادي رئيس الجمهورية الانتقالي المتضمنة هيكــلة الجيش اليمني وإعادة ترتيب وضعه على أسس وطنية وعلمية خطوة رائدة وانطلاقة في الإتجاة الصحيح لبناء جيش وطني يتجسد ولاؤه للوطن في قدسية المهام الموكلة إليه بالدفاع عن اليمن ومنجزاته والحفاظ على سيادته هذا هو مفهوم الهيكلة بإختصـار .!؟

قرارات الرئيس هادي لاقت تأييد كبير من الشباب الثوري ومباركة جماهيرية وشعبية واسعة نظراً لأهميتها في تصحيح مسار المؤسسة العسكرية والتي تحمل صفة مقدسة ومهام قدسية هي في مقدمة المهام الوطنية وعامل أساس في الإستقرار والتنمية الإجتماعية والبشرية والأمن والسلم الإجتماعي للأوطان للشعوب ..الشاهد هنا ..!!؟

في فترة ليست ببعيدة ناقش مجلس العموم البريطاني قضية الفساد التي بدأت تدب في مفاصل المؤسسات الحكومية وأثناء المناقشة تحدث أحد البرلمانيين متسائلاً هل وصلت ظاهرة الفساد إلى المؤسستين التربوية والعسكرية .؟ فكانت الإجابة بــ لا .!؟ حينها إبتسم النائب في مجلس العموم وقال إذاً ما تزال بريطانيا بخير .. وهذا يعني قدسية هاتان المؤسستان في حماية المواطن وتحصينه من الفساد والوطن والدولة من الإنهيار

إذا الكل في الوطن مؤيد ومبارك قرارات الرئيس هادي بخصوص هيكلة القوات المسلحة بما فيهم المهيكلين ، السؤال هنا هل منطلق هذه القرارات المصلحة الوطنية ؟ أم هي معلبة بقوالب الإستهلاك للمبادرة الخليجية ؟

نتمنى إن لا تكون الأخيرة الاستهلاكية حيث أن الغاية التي تتحقق بوسائل مقولبة ومشبوهة تتهشم في واقع الممارسة والتطبيق .. كل مواطن يمني يعلم جيداً وإن كانت الحقيقة مُـرة فالأمر منها عدم الإعتراف بها أن جيشنا اليمني يتكون من ثلاث مكونات أساسية هي .. الفرقة الأولى مدرع ومنتسبيها من الحضور والمنازل , الحرس الجمهوري ومنتسبيه أيضاً من العسكر وأبناء الذوات لفظاً من الضباط في المنازل , أما المكون الثالث والأخطر الموسوم تخلفاً بالمليشيات القبلية والحزبية وهذا مرافق للجيش منذُ فترة ما بعد الشهيد الحمدي وليس كما يعتقد البعض أنه نتاج للأحداث وإنتاج الثورة الشبابية ..؟

وكل هذا المكونات في الحقيقة تدين للأفراد وتوالي الأحزاب وتعمل بتوجيهات الزعيم والشيخ والجنرال ومن هذا المنطلق يجب أن تكون قرارات الرئيس هادي مستوعبة لحضور هذا المكونات ومدركة حضورها في تصنيفات القوات المسلحة في وطننا الحبيب .

إذاً يحب أن تكون الهيكلة للجيش ومكوناته وليس للأفراد وتدوير المناصب والمهام والإبعاد وفي المقدمة هيكلة الضمائر على أساس مصلحة الوطن

كلنا أمل أن تكون قرارات الرئيس هادي منطلقة من هذا المفهوم هنا فقط يمكن أن نطلق عليها قرارات وطنية شجاعة تعيد لمؤسستنا العسكرية هيبتها الوطنية وتعمل على تحييدها من التبعية والولاءات الضيقة وما يهم في مفهوم الهيكلة هو إعادة المسرحين قصراً من الضباط والصف من أبناء المحافظات الجنوبية من ذوي الخبرات والكفاءات العسكرية العلمية والأكاديمية وبالمقابل تسريح الرتب والمناصب الوهمية الغير مؤهلة التي تسللت إلى صفوف القوات المسلحة والأمن على أساس الانتماء وبالوساطات والدفع المسبق وباتت فيروسات بشرية تنخر في جسد الجيش وتسيء لسمعته الوطنية المقدسة.

فلتكن الهيكلة منهجية وغير قابلة للمداهنة والمراوحة واعتقد بأن المهمة ستكون سهلة وسريعة في حال تجسدت الإرادة القوية وتحمل المسؤولية من موقع القرار فليس هناك ثائر وعميل , زعيم ولئيم يجب أن يتمتع الجيش بسلطة ومهام وطنية مستقلة تجسيداً لمفهوم الهيكلة .. ما لم يكن هذا هو المعيار والأساس والرغبة من الجميع في تحمل المسؤولية بقناعة تامة ومغادرة الواقع المؤلم في مواجهة تحديات المرحلة وما يرافقها من مسميات ومفاهيم فأن الهيكلة ستكون قرارات ورقية صادرة مع وقف التنفيذ . وإن لم نعمل جميع على هيكلة ضمائرنا من  الاستتار خلف الولاءات الضيقة أولاً فأن رعاة المبادرة من أجل مصالحهم سوف يتوافقوا ويتفقوا على أن تكون الهيكلة من نوع آخر وليس هذا بغريب عنهم .. فلنبشــر لا قدرا الله بهيكلة الوطن ..!!؟