آخر الاخبار

صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل

إبرة التخدير الحوثية للإصلاح
بقلم/ د . بلال حميد الروحاني
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أسابيع
السبت 06 ديسمبر-كانون الأول 2014 07:18 ص

أثار جدل واسع في لقاء قيادات إصلاحية بعبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين, وخصوصاً في الوسط الإصلاحي بين مؤيد ومعارض؛ وبين من رأى أنها ضربة معلم ومن رأى أنها نكبة من النكبات.

وللوقوف مع هذا التصرف لابد من النظر إلى أربعة أمور مهمة:

الأول: الواقع المفروض بقوة السلاح في الداخل, الثاني: الدعم والتواطؤ الخارجي لهذا الواقع, الثالث: تاريخ الحركة الحوثية وأبجدياتها المعروفة, والثالث: معرفة قيادة الإصلاح والطبيعة السيكولوجية لها.

فالواقع الذي نشاهده أمامنا والمفروض علينا يتحتم على قيادة الإصلاح التعامل معه كأمر واقع, خصوصاً والخارج بأكمله والمتمثل في الدول العشر الراعية للشر في اليمن تتواطأ إن لم نقل تدعم هذا الواقع.

أما الحركة الحوثية وتاريخها وتاريخ أجدادها فمعروف للقاصي والداني لا تعيش إلا على الدماء, ولا تحكم إلا على الأشلاء, لا تفي بوعد ولا تلتزم بميثاق, تستحل الحرمات وتبيح نهب الممتلكات, من خالفها عقدياً فلا حرمة له ولا عهد.

أما قيادة الإصلاح فطبيعتها السيكولوجية الهدوء والسكينة والرفق والليونة, تفضل العمل في الخفاء وتتوارى عن الأنظار قدر المستطاع, تجنح للسلم ولو جنح الآخرون للقوة, تحبذ الشراكة مع الخصوم وإن خاصمها الشركاء, يصفها المحب بالحكمة والغيور بالضعف والخصم بالمرحلة.

قيادة تحرص على الصدق في زمن الذئاب, واللين في زمن القوة والافتراس, تحرص وتصرّ على الشراكة ومقاربة الخصوم ولو ضحت ببعض أفرادها كما عملت مع أمين الاشتراكي د. ياسين نعمان فسارعت إلى التبرؤ من بعض عناصرها المناوئين له حينها لترضي شريكها ولو لم يحرص هو على ذلك, ثم تبين لها صحة ما طرح عنه.

عبد الملك الحوثي وداعموه يعرفون جيداً قيادة الإصلاح, فطلب أو طُلِب منه أن يعقد صلحاً إن صح التعبير مع هذه القيادة, فبادرت دون تردد لعقده, وأرسلت الوفد الّلطيف إليه, ويبدو أنها رأت أنها ستحقق الآتي:

تغيض الخصوم وتفوت عليهم الفرصة, وخصوصاً علي صالح والسعودية وأمريكا والإمارات الداعمين للحوثي لضرب الإصلاح ليدخل في حرب استنزاف فينتهي الطرفان.

ونعم الهدفان.

لكن هل هذا ما يريده الحوثي؟

الجواب: بالطبع لا.

فالحوثي ليس من أبجدياته حقن الدماء, بل هو لا يقدر على النوم يوماً واحداً إلا حين يصل إليه خبر مقتل عدد من اليمنيين الأمريكيين في نظره, فلا يهمه القتلى لا في صفه ولا صف الخصوم.

لكن ما الذي يريده الحوثي؟

المتتبع للأربعة الأمور السالفة الذكر يستشف أن الحوثي يلعب السياسة باحترافية, فبعد سيطرته بقوة السلاح على كثير من المحافظات ومنها العاصمة, وبعد سيطرته على مفاصل الدولة ( وحيوثتها ان صح التعبير ) وبعد عملية النهب والسطو التي قام بها, وبعد عملية القتل وسفك الدماء لليمنيين الأبرياء, رأى دعماً من كل الأطراف الداخلية والخارجية, ولم يجد خصماً حقيقياً قادراً على مواجهته وفضحه وفضح جرائمه وتصوير أعماله المشينة وتعريتها أمام الداخل والخارج إلا الإصلاح ورجالاته, وحين درس الطبيعة السيكولوجية لقيادة الإصلاح التي ذكرناها سالفاً رأى أنه من الأفضل عمل إبرة تخدير لقيادة الإصلاح ( الّليِّنَة في زمن الذئاب ) كي تسكت عن جرائمه, فلا يكون أمامه وأمام بلطجته أحد, فما كان بالقوة بالقوة, وما كان بالسلم كان بالسلم.

وقد أوتي أُكلَه هذا الهدف, فقد بدأت قيادة الإصلاح تغض الطرف عن أعمال الحوثيين إلى حدٍّ ما, ( بحجة تهدئة الأجواء وعدم استفزاز الخصم ) فصار يلتهم المؤسسات رسمياً, يدخل أفراده بالمؤسسات الأمنية والعسكرية ويصدر التعيينات في كل مؤسسات الدولة ولا معارض له, وحين يكمل عمليته ينقلب كعادته ويكشر عن أنيابه وحينها لا ينفع الندم ولا المراجعة.