نصر الله الجواب ما ترى لا ما تسمع ..المبادأة والمفاجأة
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 18 سنة و 4 أشهر
الثلاثاء 18 يوليو-تموز 2006 09:05 ص

  (خاص –مأرب برس)

عقدة الحكومات العربية الدائمة والمزمنة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي تتمثل في مقولة (ميزان القوى ) المختل لصالح الكيان الإسرائيلي ,في كافة مفرداته أهمها الفاعل العسكري ,والذي زاد من تنامي وحضور هذه العقدة الدائم في كل مشاهد المسرح الإقليمي وتفاعلاته هو ذلك التضخيم المفرط لهذا الخلل من قبل بعض القيادات العربية التي تدعي المحورية في المنطقة ,وصولا إلى مزيد من الارتخاء والتفريط حتى بالحدود الدنيا من المسلمات والثوابت ,وإدخال أطراف المنطقة في سلسلة من المعاهدات والاتفاقيات المكبلة والمستسلمة لصالح الكيان الصهيوني ,

اليوم حزب الله أتى على هذه العقبة الكؤود وغير المعادلة تماما ,سقطت نظرية النحس والمنحوس ,وتجلت أخرى بنت أبيها الحدث (توازن الرعب ) (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )

المبادأة والمفاجأة أبدعها حزب الله وأذهل الكون معها ,منذ عقود وعقود ونحن نرى الخراب والدمار والبكاء والعويل في كل ارض فلسطين ولبنان ,والعدو ينتشي ويتمايل طربا ,وحكامنا يزيدوننا استسلاما وخنوعا ,ويقومون بدور الوسيط لصالح الطرف الآخر ضغطا على المقاومة إن ناله من العدو في بعض المواقف .

بفطرتنا نكره الدمار والقتل والدماء في أي مكان في العالم وتصيبنا لهولها الكآبة والتأزم النفسي ,غير أن الأمر اليوم وهنا مختلف تماما ,ليس هناك في هذه اللحظة ما هو اطرب ولا أشجى ولا أندى من وقع صواريخ حزب الله وهي تدندن على رؤوس الصهاينة ,وليست هناك صورة ابلغ في الجمال تبعث الأريحية والنشوة من مناظر الخراب والدمار والسنة اللهب وهي تشتعل في معاقل ومراتع بني صهيون ,وبكاء وصراخ رجالهم ونساءهم .

ليست هي مشاعر المتوحشين ,إنما هو عدل الميزان منذ سنين الفتح ورجالنا تقتل بل وتغتصب ,ونساؤنا عويل وثكالى ,وأطفالنا فجائع ,وديارنا خراب وغبار

الجواب ما ترى لا ما تسمع ........أخيرا فعلها نصر الله بعد سنوات من الانتظار ,عبارة تاريخية حيا بها بني صهيون في خطابه ,واحده من مفاجاءته ,انظروا الآن إلى بارجتكم في شواطئ بيروت وهي تحترق ,الجواب يا كلب صهيون ماترى لا ما تسمع .

يبدو أن خطة حزب الله متدرجة ,وتقوم على رد الفعل وخلق الفعل وعى قاعدة الباديء اظلم ,وحيثما تريدون سنذهب معكم تريدونها مفتوحة فلتكن ,إلى حيفا وبعد بعد حيفا ,الواضح أن أدوات الردع بيد حزب الله في مواجهة إسرائيل حتى نهاية المشهد .

يقولون بالخشية من أن تثمر الأحداث بظهور الهلال الشيعي في المنطقة وحضور الدور الإيراني على حساب أدوارهم ,فليكن ذلك ومرحبا بهذا الهلال والدور الإيراني ,لتأخذ إيران هي الأخرى دورها في إطار التداول وتحريك الأسباب ,ولعل هذا الهلال وان أوجعنا فانه اقرب إلينا من الهلال الصهيو امريكي ,على الأقل هم إخوتنا في الإسلام والجغرافيا ,تعايشنا معهم حقبا وأزمنة في أخوة وجوار وتعايش لم يكدرها علينا اليوم في العراق إلا الاحتلال ومجاميع الموساد ,

ثم أين كانت هذه الدول التي تدعي المحورية والدور السني ,لم لم تكن مثلثا فاعل ,اوحتى نقطة ,أين حيويتها ؟أين نجدتها لأهلنا في فلسطين ؟

ماذا صنع حكام السعودية لدولتهم وللمنطقة ؟وماذا صنع آيات إيران لدولتهم وللمنطقة ؟وما هي فترة هؤلاء وهؤلاء في الحكم والمقدرات المادية ؟

في أوائل الثمانينات من القرن الماضي خرجت الثورة الإيرانية بدولة منهكة جدا في صراعها مع الشاه,ثم لم تلبث أن وجدت نفسها مجبرة على دخول حرب مع العراق لم ترتسمها او تستعد لها ,أتت هذه الحرب على الأخضر واليابس خرجت منها متداعية وشبه حطام ,

الا أنها تمالكت على نفسها وانطلقت واتت بأبنية مؤسسية وهيئت لمناخ ديمقراطي فعال ,تغير فيه الرؤساء والنخب مرارا في وضع غير مواتي وأحوال أزمة ,لم يتشبث حكامهم با لسلطة تحت ذريعة أوضاع ملتهبة والثورة في خطر ,رغم التآمر الجاد والمستمر من قوى الاستكبار على ثورتهم .

استفادت إيران من مقدراتها النفطية ومقوماتها الأخرى ,فأقامت دولة عملاقة ذات مؤسسات ,ومؤسسة عسكرية ذات شوكة ويد ممتدة وطولى ,وقيادات وكوادر متخصصة في كل الألوان وكوادر تملا الساحات أفقيا وراسيا ,فضلا عن مؤسسة استخباراتية تفوقت على أجهزة الموساد والمخابرات الأمريكية نفسها ,حتى أوصلت نفسها اليوم إلى هذا الدور الإقليمي وربما الدولي غدا.

 اليوم إيران وبعد ان أحسنت تكبيلا للأمريكان في العراق وأفغانستان ,وأوجدت لها ذراعا ضاربا في لبنان في مواجهة التهديدات الصهيونية ,أوجدت الفرصة السانحة في مواجهة وصفع إسرائيل في وقت لا تتجرا إسرائيل او حتى الأمريكان على رد الصفعة ,هو حال خططت له إيران تماما ومن ثم كانت المبادأة لها ,قبل ان تصبح فريسة ذات يوم لأعدائها في مخطط حتمي ...

اليوم إيران ومعها حزب الله هي اليد العليا والكريمة والموقف النبيل والمشرف تجاه إخواننا في فلسطين الذين يصطرخون كل يوم ولا من مجيب باستثناء الوساطات الحسنية المباركية بالضغط على كل الأطراف العربية والفلسطينية تحت ضغط (دي اسرائيل ومش حتلحقوا )

لكن في المقابل أين الدور السعودي طوال هذه الفترة ,والذي يتباكى اليوم خشية الدور الإيراني .

ما لذي صنعته السعودية طوال هذه الفترة في مجال بناء دولة ذات مقومات حقيقية ودور ريادي ,وهي التي تمتلك أعظم الممكنات والمقدرات الاقتصادية والجيوسياسية ,فضلا عن نفوذها الديني .؟.

مادام والشعب قطيعا لا زال يتجه بنصف قامة ليقبل يد الملك او الأمير وكيل المدائح شعرا ونثرا جراء هذه المكرمة ,فانه يستحيل ان تستوي القامات ويكون هناك ثمة دور إقليمي سني ,

ثم أين تلك الأموال التي يمكن ان تبنى بها إمبراطوريات أو قارات ,الم يكن بالإمكان طوال هذه الفترة أن تبنى قواعد صناعية وتقنية وعسكرية ,وقيادات وقواعد وكوادر ومتخصصين ,وزراعة ونهضة في نموذج يتجاوز كل النماذج الإقليمية الأخرى ,بهدوء ودون ضجيج في مواجهة الغرب المحتكر وكما فعلت إيران ؟

رأس المال الخليجي اتجه إلى الاستهلاك والاستهلاك الرخيص المبتذل ,إلى الاصطياف الرخيص بمقدرات مالية يمكن بها أن نبني نهضة ونسترد فلسطين ,إيران تبني منشاتها الاقتصادية والعسكرية ,وفي المقابل تبني السعودية عشرات من القنوات الاباحية تمطر بها فضاءات المعمورة خنوعا وابتذال ,إيران تطلق تجاربها الصواريخيه شهاب الاول والثاني ودول الخليج تطلق قنوات النجوم .. الاولى والثانية.

هذا هو الفرق وهذه هي الهوة وهذا هو الدور الإقليمي لكلا الطرفين ..

وأخيرا تأتي التصريحات السعودية لتحمل حزب الله تبعات ما يجري وكذلك حماس ضمنا لينتشي الطاغوت الإسرائيلي وليمدد ولا يبالي ,

مرحبا بحزب الله ,وبنجاد إيران ,والدور الإقليمي الإيراني على أية حال ومهما خوفونا منها أو قالوا او كالوا ,يكفي اننا شعرنا باستواء قاماتنا وبعودة كرامتنا وبفرحة لم نجدها منذ امد .

ارمي نصر الله فداك ابي وامي وللعاهر الحجر.

مشاهدة المزيد