مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية الامين العام لمؤتمر مأرب الجامع: مأرب لن تقبل ان تهمش كما همشت من قبل ونتطلع لمستقبل يحقق لمارب مكانتها ووضعها الصحيح قيادي حوثي استولى على مدرسة اهلية في إب يهدد ثلاث معلمات بإرسال ''زينبيات'' لاختطافهن الهيئة العليا لـ مؤتمر مأرب الجامع تعلن عن قيادة المؤتمر الجديدة.. مارب برس ينشر قائمة بالأسماء والمناصب الذهب يرتفع بعد خسائر حادة سجلها الأسبوع الماضي رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور ويبدأ بهيكلة رئاسة الوزراء.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران انفجاران بالقرب من سفن تجارية قبالة سواحل اليمن محكمة في عدن تستدعي وزير موالي للإنتقالي استخدم نفوذه ومنصبه في ظلم مواطن العليمي يضع الإمارات أمام ما تعانيه اليمن من أزمة اقتصادية
مأرب برس – خاص
أكد المؤرخ الإسلامي الكبير الدكتور عبدالحليم عويس، تأييده للنتيجة التي توصل إليها الباحث في تاريخ القاهرة ـ حفيد الجبرتي ـ بعد دراسة استمرت 25 عاماً بأن ضريح السيدة زينب هو قبر وهمي، رغم أن الملايين ظلوا يتوافدون عليه منذ عدة قرون، وحتى الآن اعتقادا بأنها مدفونة فيه.
وقال أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر لموقع "العربية.نت": هناك شكوك قديمة في وجود رأس الحسين وجسد السيدة زينب ـ بنت السيدة فاطمة الزهراء و
علي بن أبي طالب ـ في ضريحيهما بالقاهرة، وما توصل إليه الباحث بخصوص السيدة زينب وأنها لم تدخل مصر في حياتها وبعد مماتها، أكثر قبولاً عندي.
وأشار إلى أن الحديث عن وجود أضرحة لبعض آل البيت في القاهرة، هو من فتنة الدولة الفاطمية التي حكمت مصر، موضحا أن احجام الباحثين في التاريخ عن تحري الحقيقة بالبحث العلمي الدقيق، سببه الضغوط الصوفية الواقعة عليهم.
وكان الباحث في تاريخ القاهرة أحمد حافظ الحديدي، وحفيد المؤرخ الكبير الجبرتي، قد أصدر دراسة أعلن فيها أنه "بعد مراجعة تاريخية موضوعية ونزيهة استغرقت بضع سنوات، تبين له أنه حتى القرن العاشر الهجري الموافق السادس عشر الميلادي لم يكن يوجد مدفن للسيدة زينب في القاهرة.
وقال إن الضريح المعروف حاليا في وسط العاصمة المصرية لم يكن أرضا عند وفاة السيدة زينب عام 62 هجرية، بل كان جزءا من نهر النيل، وهذا ثابت تاريخيا في المراجع المتخصصة، وبعد ان انتقل نهر النيل منه، ظل مليئا بالبرك والمستنقعات لمدة 300 سنة، وأن المكان الحالي لمسجد السيدة زينب، كان في عصر الدولة الأموية جزءا من بركة قارون التي أخذت بعد ذلك في التقلص لكن بقيتها ظلت موجودة حتى نهاية القرن التاسع عشر.
ومن جهته، قال الباحث الشيعي المصري د.أحمد راسم النفيس : إنه ليس هناك شيئا يقينيا بوجود أضرحة آل البيت في مصر، ما عدا ضريح السيدة نفيسة، مادحا نزاهة الباحث والمؤرخ حافظ الحديدي.
وقال الدكتور عويس: الشكوك كثيرة جداً حول ما يتصل بضريح الحسين أولاً لأنه موجود في عدد من البلدان، وكذلك ما يتصل ببعض آل البيت الآخرين ومنهم السيدة زينب.
وتابع: في رأيي أن الشك حول ضريح السيدة زينب قد يكون الأقرب إلى القبول من موضوع الامام الحسين، وهناك بالتأكيد تاريخ يتواتر وهو الفيصل في الكثير من التفسيرات.
وقال عويس: لا شك إطلاقا أن ابن خلدون مدفون في القاهرة، وكذلك الامام الشافعي وقبره ومسجده معروفان، بل يوجد قبر أستاذه "وكيع" قبل قبر الشافعي بعدة أمتار، فعندنا أدبيات وعلماء أثار وطرق كثيرة للبحث العلمي تميل إلى رفض كثير مما يعزى إلى آل البيت بالذات.
واعتبر أن الحديث التاريخي عن وجود أضرحة لآل البيت في مصر "من فتنة الدولة الفاطمية، فقد ضخم الفاطميون (الشيعة) أشياء كثيرة وكبروها، بل واخترعوها اختراعا، لكن في الحقيقة المؤرخ والكاتب المصري محكوم بقوى ضاغطة من بعض جماعات التصوف والتي لا ترى ضرورة البحث العلمي الموضوعي، فإذا حدثتها بأن هناك شكا في قبر الحسين أو قبر السيدة زينب أو كذا، كان الرد عنيفا.
وقال: لعل هذا دفع الكثيرين إلى البعد عن هذا المجال. على أننا نجد في المقابل أن الآخرين كتبوا كتبا يؤكدون فيها وجهة نظرهم، ومنهم أساتذة الجامعة الأزهرية المنتسبين إلى التصوف. فنائب رئيس الجامعة الآن كتب كتابا يتحدث فيه بطلاقة عن السيد البدوي الموجود ضريحه في مدينة طنطا (شمال القاهرة). وأوضح "أن تاريخ هؤلاء في مصر تحيط به الشكوك من كل جانب، فلا استبعد اطلاقا ما ذهب إليه الباحث.
وأضاف عويس: هذه الأمور تدعونا إلى نقرأ التاريخ الصوفي المنسوب لآل البيت قراءة جديدة. فالدولة الفاطمية لم تقصر في انتحال كثير من هذه الأشياء والتدليس بها، وكان لديها قافلة من الكتاب تخصصوا في مثل هذه الأعمال، وبعضهم اعترف بأنه مأجور وباع دينه من أجل أن يكسب حلوى وأموال الفاطميين.
وذهب إلى اعتبار أن "نسب الفاطميين نفسه مشكوك فيه بدرجة كبيرة، فكيف يمكن أن نصدقهم في كثير مما اخترعوه وابتدعوه من أشياء سودوا بها وجه الحياة في مصر، وجعلونا نعيش في خرافات لا زالت تقع عندنا في المولد النبوي والموالد الأخرى مثل السيدة زينب والحسين، مما يندى له جبين الاسلام.
أما الباحث أحمد النفيس، والذي سبق ان نشر مقالة في "القاهرة" عام 2004 عن ضريح السيدة زينب في دمشق وضريحها في القاهرة، قال " لقد تم تحميل المقالة على غير محملها، واعتبرت أنني تصديت تاريخيا لاثبات وجود السيدة زينب في القاهرة، مع أنني من الناحية الواقعية لم أقم ببحث في هذه القصة.
وأضاف: ليس لي من الناحية التاريخية مصلحة في اثبات شيء ليس يقينيا، وأنا غير مهتم بذلك كثيرا. واصفا المؤرخ حافظ الحديدي صاحب البحث بأنه " رجل مؤرخ أعرفه كرجل محترم ومن حقه أن يتعرض بالبحث لهذه الأمور.
وكان الحديدي، الذي يوصف بأنه "حارة القاهرة" لاهتمامه الواسع بتاريخها، وصدر له كتاب بعنوان "دراسات في مدينة القاهرة" قال إن السيدة زينب ليست مدفونة في مدينة القاهرة، وأن هذا القول بذلك يعود إلى شائعة انتشرت في نهاية عصر المماليك الجراكسة وقام بنشرها طائفة الأدباتية والمداحين الذين كانوا يجوبون الموالد والمقاهي للارتزاق.
وأوضح في دراسته أن ضريح السيدة زينب بمصر لم يذكر مطلقا في المصادر التاريخية، سواء في المصادر العامة وبعضها موسوعي، أو في المصادر المتخصصة في موضوع الخطط والمزارات القاهرية، ولا في كتب الرحالة المسلمين مثل ابن جبير ومحمد العبدري.
وأشار إلى اختلاف الأقوال في موقع دفنها بالقاهرة، منها أنها في قبر قرب قناطر السباع، ومقولة أخرى بأنها مدفونة في جبانة بيت النصر، وأرجع مؤرخ المزارات ابن الناسخ هذه الأقاويل إلى الرؤية "الحلم".
وقال إن أول نص مكتوب عن نسبة هذا الضريح إلى السيدة زينب ورد في حكاية سجلها الشيخ عبد الوهاب الشعراني (المتوفي سنة 973هـ/1565م) في بعض كتبه مثل كتاب المنن الكبري أي بعد نحو تسعة قرون من وفاتها.
وأشار إلى أن علي باشا مبارك تحدث في القرن الـ19 عن مسجد السيدة زينب في الجزء الخامس من الخطط التوقيفية بأنه لم ير في كتب التواريخ أنها جاءت إلي مصر في الحياة أو بعد الممات)، والمقصود بقوله بعد الممات هو نقل رفاتها.