أخر مقابلات الشيخ الأحمر الصحفية " هاجم أمريكا والقاعدة "
بقلم/ الخليج
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 02 يناير-كانون الثاني 2008 04:58 م

هذا الحوار أجري قبل وفاة رئيس البرلمان اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وهو يعكس طابعاً من العفوية التي يتمتع بها الرجل والبساطة التي تتسم بها المقابلات التي كان يجريها مع وسائل الإعلام، لكنها مقابلات لم تكن عادية، فقد كان يضع فيها عصارة خبراته وحكمته التي ورثها من مراحل الصراعات السياسية التي عاشتها اليمن.أجري الحوار في مقيله الواسع في منطقة الحصبة في العاصمة اليمنية صنعاء، عندما كان يستقبل شخصيات سياسية من كافة قبائل اليمن، كل يأتي لعر ض مشكلته أو لإلقاء قصيدة تنال استحسانه، فقد كان الشيخ الأحمر يعتقد أن أفضل الأوقات لحل المشكلات هي جلسات القات، ويعتبره عاملا مهما في توطيد الرابط الاجتماعية بين الناس.يصف البعض الشيخ الأحمر بأنه أبو اليمنيين لكثرة اختلاطه بمشكلات الناس اليومية حتى من خارج قبيلته التي تمتد لمحافظات عديدة في الجمهورية، يتحدث بأسلوبه العفوي القبلي، وعندما كانت تهزمه السياسة يعود إلى قبيلته فتمنحه بريقا ونفوذا أكثر. لا يخالج اليمنيين شك حول ضخامة الدور الذي لعبه الشيخ عبدالله الأحمر طوال حياته التي امتدت لأربع وسبعين سنة، ورغم أنه كان رئيس حزب معارض لم يحظ بالأغلبية في البرلمان اليمني لفترتين إلا انه اختير بالأغلبية لرئاسة البرلمان، والأكثر من ذلك انه شيخ للرئيس علي عبدالله صالح، فهو شيخ مشائخ قبيلة حاشد التي ينتمي إليها الرئيس.عاش الأحمر عصرين من تاريخ اليمن، الأول تكبد فيه عناء فقدان والده وأخوه حميد، وتشرده مطاردا ومسجونا من قبل الحكم الإمامي قبل قيام الثورة في شهر سبتمبر/ أيلول من العام ،1962 والثاني شارك في صنعه لحظة بلحظة.تعلم القرآن في الكتاتيب التي كانت الطريقة الوحيدة للتعليم في اليمن قبل قيام الثورة اليمنية ،1962 أما السياسة فيقول إنه بدأ يلوكها منذ كان عمره لا يتجاوز 16 سنة، حينما سجن والده الشيخ حسين عبدالله الأحمر وأخوه الأكبر حميد، وقد أدار قبيلته من السجن ليخرج وزيرا للداخلية في اليمن الشمالي قبل الوحدة.وكانت “الخليج” قد التقت الشيخ عبدالله للحوار قبل مغادرته للعلاج في الخارج حول عدد من القضايا الخاصة والعامة، وهنا نص الحوار:

ما الذي يتذكره الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من مرحلة الطفولة؟

الأحداث اليومية والسنوية ومجمل الأحداث التي عشتها خلال سبعين سنة أنستنا الماضي ومرحلة الطفولة، ولم أعد أذكر منها إلا الشيء اليسير ولست من الذين يدونون.

ما أحلامك أيام الطفولة أن تكون زعيم القبيلة مثلاً، طبيباً، طياراً؟

الطموح كان أن أكون ذا شأن في قبيلتي، لم يكن هناك أي طموح أكثر من هذا في ذلك العصر “أيام حكم الأئمة”.

فارقت والدك ومازلت شابا، هل يمكن أن تصف لنا كيف كانت معاملة والديك لك؟

كانت معاملة الآباء للأبناء قاسية وشديدة، تربية على الرجولة والتقشف والالتزام بالخلق والصلاة والسلوك الطيب.

من تتذكر من مرحلة الطفولة من الأصدقاء؟

كما في طفولتنا في حصن منفرد، أنا وأولاد عمومتي.

لم تحتك كثيراً بالآخرين؟

لا، حتى الدراسة، كنا ندرس داخل حصن، حيث يأتي المدرس إلى الحصن لتدريسنا.

ما طبيعة الأكلات التي كنتم تأكلونها في تلك الفترة؟

الأكل السائد مثل غيرنا في المنطقة، اللبن والسمن واللحم، أما الفواكه، فكانت تأتي نادراً أيام الخريف، إضافة إلى الزبيب والتمر.

ما الأكلة التي ما زلت تفضلها حتى الوقت الراهن.

اللحم من الأكلات المفضلة، إضافة إلى الخبز والحليب والسمن.

ماذا عن برنامجك اليومي؟

لا يوجد برنامج يومي ملتزم، تفرض علينا مستجدات العمل.

أهملت أسرتي

ما شعورك وأنت تتقلد مسؤولية أكبر قبائل اليمن (حاشد) وما زلت حينها شابا؟

شعوري إنني أؤدي واجباً سواء للقبيلة أو للشعب (الأعمال الحكومية)، انه واجب.

هل تشعر أنك أعطيت أسرتك حقها مقابل ما بذلته للقبيلة والشعب؟

لا، بالنسبة لأسرتي أهملتهم، وأعمالي اليومية في القبيلة والدولة أخذت مني الوقت كله، وجعلتني أهمل أسرتي وأولادي وأقاربي.

بعد هذا العمر النضالي، ما الذي كان الشيخ عبدالله يتمنى تحقيقه ولم يتحقق؟

الأمنية الرئيسية كانت قيام الثورة، وترسيخ النظام الجمهوري الذي ناضلنا من أجله وتحقق. والأمنية الثانية هي قيام الوحدة وقد تحققت هي الأخرى.

كنت أحب أن أسأل عن طريقة تنصيب الشيخ في النظام القبلي؟

بعد أن يموت الأب تجتمع القبيلة وتختار الشيخ بحيث يوقع أعيان القبيلة ووجهاؤها على ذلك، كما يجري في الانتخابات، وان كان الابن غير مرغوب فيه من أعيان القبيلة اختاروا غيره.

ألا تعتقد وجود تعارض بين القبيلة والقانون؟

لا يوجد أي تعارض ومشائخ القبائل متعاونون مع الدولة.

واقع مأساوي

كيف تنظرون إلى واقع الأمة العربية والإسلامية في المرحلة الراهنة؟

واقع الأمة العربية والإسلامية واقع مرير ومأساوي، الأمة العربية تعيش في انحطاط شديد، والمسؤول عن هذا الواقع الذي وصلت إليه الأمة العربية والإسلامية هم الحكام.

هل تعتقد أن الحكام وحدهم يتحملون مسؤولية هذا الواقع؟

نعم لأنهم رضخوا للولايات المتحدة الأمريكية، رضوخاً طوعياً.

كيف يمكن أن تخرج الأمة العربية والإسلامية من هذا الوضع المتردي؟

برجوعهم إلى الله سبحانه وتعالى واعتزازهم بعقيدتهم وتماسكهم فيما بينهم.

وجهت انتقادات شديدة للولايات المتحدة الأمريكية قبل غزو العراق وبعده، هل مازلت عند موقفك؟

لا يزال كما هو، والآن هاهي أمريكا تتآمر على سوريا، وتطلق التهديدات تلو الأخرى والحكام العرب للأسف صامتون مثل ما حدث عندما أطلقت التهديدات على العراق قبل الغزو، ووجدت أن الأمة العربية صامته ومتخاذلة ومستسلمة، ولذلك أقدمت على فعلتها الإجرامية ضد العراق، والآن التهديدات الموجهة إلى سوريا هي شبيهة بتلك ولا يجوز السكون والخنوع والاستسلام العربي الذي نعيشه. أمريكا إذا وجدت أصواتاً كالسيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، قائد المقاومة اللبنانية سوف تراجع حساباتها وتعيد النظر وتتوقف عن استهتارها بالأمة العربية وغطرستها.

هل تتوقع أن تتمادى الولايات المتحدة الأمريكية في التهديد ضد دول أخرى كما فعلت مع العراق وسوريا؟

إذا وجدت الاستسلام من قبل الأمة العربية وحكامها ستفعل أكثر من التهديد.

تتهم بأنك تدعم حركة حماس وقد سبق واتهمت أمريكا الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى حزب الإصلاح الذي ترأس أنت هيئته العليا؟

حركة حماس والجهاد الإسلامي والحركات الجهادية وحركات المقاومة للصهيونية والاستعمار أينما كانت، ليست إرهابية، هي مقاومة شرعية وحركات ومنظمات شرعية وأعمالها ومقاومتها مشروعة ويجب أن تتعامل معها الأمة العربية الإسلامية بأكملها حكاما وتنظيمات وشعوباً، ولا ينبغي أن نسلم بما تطلقه أمريكا على هذه المنظمات الشرعية والمنظمات الجهادية التي تدافع عن الأوطان والأعراض والدماء، لا يجوز أن نستسلم ونسلم بما تطلقه الولايات المتحدة من أنها منظمات إرهابية، أمريكا هي الدولة الإرهابية الكبرى، وهي تقوم بإرهاب العالم بأكمله وتشجع الإرهاب الصهيوني.

ألا تخشى أن تتهمك أمريكا بدعم الإرهاب؟

لا أخشى إلا من الله سبحانه وتعالى.

تبنت الولايات المتحدة الأمريكية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول استراتيجية لإصلاح الشرق الأوسط، كيف تنظر إلى هذا التوجه؟

نرفض تدخلها في شؤوننا الداخلية ويجب أن يرفضها كل عربي حكاماً وشعوباً، ليس لها الحق في التدخل في شؤوننا، وكل دولة ستقوم بإصلاح أوضاعها بحسب ظروفها وطبقاً لمعتقداتها وهويتها، ولا نحتاج لتدخل خارجي لإصلاح أوضاعنا. الولايات المتحدة الأمريكية تقول إنها تدعم الحريات وحقوق الإنسان وهي رمت ما تقوله عرض الحائط واستهترت بحقوق الإنسان واستباحت حريته في كل مكان، فلتبدأ بنفسها قبل الآخرين.

تنظيم القاعدة أضر بالإسلام

هل تعتقد أن تنظيم القاعدة خدم الإسلام في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وغيرها من التفجيرات التي تبنتها القاعدة؟

لا، تلك الأعمال والممارسات أضرت بالإسلام، تنظيم القاعدة أضر بالإسلام والمسلمين ضرراً بالغاً.

كيف تنظر إلى التفجيرات التي يقوم بها شباب سواء في الرياض أو الكويت أو غيرها؟

نحن ننكرها ونخطئها، ونعتبرها أعمالاً إجرامية.

لكن القاعدة تقول إنها تستهدف التواجد الأجنبي وتنتقم لمن تقتلهم الولايات المتحدة الأمريكية؟

أعمالهم وتفجيراتهم للأسف تمت ضد الشعب السعودي، ولم تنل من الأمريكيين ولا تضررت أمريكا، بل ألحقت الضرر بالشعب السعودي العربي المسلم.

ما الرسالة التي توجهونها إلى أولئك الشباب؟

ننتقدهم ونخطئهم ونجرمهم وننصحهم بأن يعدلوا عن هذه الممارسات ويعودوا إلى رشدهم.

العلاقة مع الخليج

كيف تقيمون العلاقات اليمنية - السعودية في المرحلة الراهنة؟

العلاقات اليمنية - السعودية علاقات طيبة وقوية وأزلية وراسخة، وهي في الآونة الأخيرة أقوى من الماضي.

لكن هناك بعض الدول في مجلس التعاون الخليجي تعارض انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ويصرح بعض المسؤولين أن اليمن غير مؤهلة اقتصادياً، إضافة إلى اختلاف نظام الحكم فيها عن دول الخليج، ما تعليقك؟

لا ننتقد قناعات أي دولة من دول الخليج ولا يحق لنا ذلك، لكننا نطالبهم بأن يفتحوا لليمن المجال للانضمام إلى هذا التجمع العربي الذي يضم دول الجزيرة العربية ونحن من هذه الدول.

ما الهدف من الانضمام الذي تسعى إليه اليمن؟

لكي نوحد صفناً جميعاً، فالاتحاد قوة لنا ولهم.

كيف تقيم مشاركة المرأة اليمنية في العمل السياسي؟

نحن في اليمن دولة وأحزاباً سياستنا منفتحة تجاه المرأة، ومشاركتها في كل المجالات.

هناك مطالبة بمشاركة أكبر خصوصاً أنه يطرح في الوقت الحالي الأخذ بنظام (الكوتا) وهو تخصيص مقاعد محددة للنساء؟

الدولة والأحزاب فتحت الباب للمرأة كي تنافس، أما أن نخصص لها نسبة محددة فهذا غير منطقي.

الخليج الاماراتية – سبأ