دبي من مدينة الأحلام إلى مدينة المفلسين
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 8 أيام
الخميس 09 إبريل-نيسان 2009 08:06 م

تزداد اعداد المتعثرين في سداد ديونهم للمصارف في دبي في ظل الازمة المالية العالمية، الامر الذي كان يعد مستحيلاً حتى امس قريب في الامارة التي اشتهرت بسهولة الاقتراض. ومع تسريح آلاف العمال وتراجع مستويات السيولة، باتت الاستدانة اصعب بكثير، لا سيما لشراء المقتنيات الفاخرة كالسيارات الرياضية السريعة، حسبما افاد خبراء ومصرفيون.

وبعد فورة غير مسبوقة استمرت ست سنوات تقريباً، بدات الشركات في دبي بشطب آلاف الوظائف فيما تم تخفيض الرواتب المرتفعة في بعض الشركات.

وفي المقابل، انخفضت اسعار العقار بنسبة 25% مقارنة بمستواها القياسي في الصيف الماضي، وذلك بعد زيادة بنسبة 79% في الاشهر الـ18 السابقة، بحسب بنك مورغن ستانلي.

وقال هيثم عرابي الذي يدير شركة "غولف مينا الترناتيف انفستمنت" ان "عدد المتعثرين في سداد ديونهم يرتفع لان هناك اشخاصاً يفقدون وظائفهم وهم مدينون بشكل كبير".

واشار عرابي الى ان بعض المستثمرين الذين كانوا يأملون بالحصول على ربح سريع قد وقعوا في فخ تراجع اسعار العقارات وتباطؤ السوق العقارية عموما.

وقال عرابي "البعض اشترى عقارين او ثلاثة والآن عليه ان يدفع للمطورين العقاريين".

واكد الخبير الاقتصادي راج مادا من مصرف "اي افج جي هرمس" تزايد اعداد المتعثرين في سداد ديونهم ولكن دون اعطاء ارقام.

وقال في هذا السياق ان "المصارف، وبسبب الازمة، تقوم باختيار عملائها بكثير من العناية مقارنة بالوضع الذي كان سائدا في السابق".

واشار الى ان بعض المصارف "خفضت بشكل جذري السقوف على الاستدانة من البطاقات الائتمانية، وبلغ هذا التخفيض 75% في بعض الحالات".

واضاف الخبير ان "القروض العقارية اصبحت صعبة المنال، وكما انخفض عدد المصارف التي تقدم قروضا عقارية، وتلك التي ما زالت تقدم هذه القروض رفعت كلفتها (فوائد ورسوم) بشكل كبير".

وليس واضحاً العدد المحدد للاماراتيين والوافدين المتأثرين بشكل مباشر بهذه الازمة.

والاكيد ان عدد السيارات التي يتم بيعها في مزادات علنية قد ارتفع مؤخراً في دبي، الامر الذي تؤكده شركة "غولدن بل" التي تنظم مزادات اسبوعية في الامارة.

وقال موظف في الشركة "هناك ارتفاع بين 5% و10% في عدد السيارات التي نبيعها في المزاد".

وقال مصرفي يعمل في دبي ان "غالبية المتعثرين في سداد ديون سياراتهم هم وافدون اضطروا الى مغادرة البلاد".

واشار المصرفي مفضلاً عدم الكشف عن اسمه الى ان "بعض هذه السيارات سيارات فخمة".

من جانبه قال وكيل لبيع السيارات ان المصارف توقفت عن منح القروض على السيارات الفخمة جدا "الا للاشخاص المهمين فعلاً".

وبلغ عدد سكان الامارات في نهاية 2007 حوالى 6.4 مليون نسمة بينهم 14% من المواطنين فقط، فيما كان يقدر عدد سكان دبي بمليوني نسمة.