تعذيب 3 مواطنين على يد حوثيين
بقلم/ مأرب برس - خاص
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 12 يوماً
السبت 04 أغسطس-آب 2012 11:47 م
  
 

دعا الناشط الحقوقي العامل في منظمة «هيومن رايتس ووتش» عبدالرشيد الفقيه إلى «تشكيل لجنة تحقيق مستقلة تحقق في شكاوى المواطنين» الذين تعرضوا لانتهاكات في محافظة صعدة؛ تكون «توصياتها ملزمة للجميع».

وتوالت ردود كثيرة في سياق انتقاد تعذيب 4 شباب من محافظة صعدة, ينتمون لحزب الإصلاح, على يد من يعتقد أنهم عناصر الحوثيين, ففي مقال له, انتقد الصحفي نبيل سبيع تعذيب المواطنين وطلب من «الحوثيين أن يكونوا في صدارة الرافضين لهذه الممارسات غير المشروعة واللاأخلاقية», غير أن الأخيرين نفوا في رد لهم صلتهم بما حدث, وطالبوا «بتحقيق في الموضوع إن كان هناك حقًا طرف محايد».

وكتب الفقيه على حائطه في «فيسبوك» أمس الاثنين «للتو عُدنا أنا وزميلتي ‘رضية المتوكل’ من زيارة لثلاثة أشخاص يرقدون في أحد مستشفيات صنعاء بعد أن اُعتقلوا من قبل عناصر جماعة الحوثي وتعرضوا للتعذيب الشنيع كما هو واضح على أجسادهم»، وأوضح أن «الثلاثة اعتقلوا من منازلهم في جمعة بني بحر بمديرية ساقين في محافظة صعدة قبيل مغرب الخميس, 26/7/2012, من قبل مجموعة من المسلحين التابعين لجماعة الحوثي، واًحتجزوا في زنازين انفرادية في أحد سجون الجماعة وتم تعذيبهم ثم أُفرج عنهم مساء السبت 28 يوليو بعد يومين من الاعتقال، وبعد تقديم أهاليهم لضمانات بعدم ممارستهم لأي نشاط ثقافي أو سياسي أو اجتماعي».

وقال «تصلنا الكثير من الشكاوى من مواطنين في صعدة يشكون من انتهاكات يتعرضون لها من قبل عناصر جماعة الحوثي، وثقنا أكثر من حالة، بعضها وقائع اعتقال تعسفي وبعضها وقائع إعدام خارج إطار القانون، وبعضها وقائع تعذيب وسوء معاملة».

وفي مقال له على حائطه في فيسبوك «لا أسوأ من الجلاد سوى الضحية التي تتحول إلى جلاد», قال الكتاب الصحفي نبيل سبيع إن «سبب اعتقال الناشطين الإصلاحيين غير واضح على وجه التحديد والدقة», وأشار إلى أن «وسائل الإعلام الإصلاحية أو المدعومة من الإصلاح تحدثت عن أن السبب يتمثل في ممارسة هؤلاء النشطاء لصلاة التراويح», غير أن النشطاء أخبروا عبدالرشيد الفقيه, كما يورد سبيع «أن الحوثيين لم يتطرقوا إلى "صلاة التراويح" من قريب ولا من بعيد كما قال لي اليوم في لقاء خاص», وينقل عن الفقيه قوله «أن السبب يتعلق على الأرجح بممارستهم أنشطة مختلفة تمت الإشارة إليها في صيغة الضمانات التي قدمها الأهالي للحوثيين».

غير أن المهم هنا, وفقًا للكاتب «ليس الأسباب التي وقفت وراء اعتقال النشطاء الإصلاحيين والاعتداء عليهم، بل الحادثة نفسها», فـ«ليس من حق جماعة الحوثي ولا أية جماعة أو قوة أخرى في البلد أن تمارس اعتقالات وأعمال تعذيب لمواطنين يمنيين تحت أي مبرر أو سبب كان. وعلى الحوثيين أن يكونوا في صدارة الرافضين لهذه الممارسات غير المشروعة واللاأخلاقية».

وأشار سبيع إلى عشرات الحالات المشابهة التي غطّاها أثناء عمله الصحفي منذ اندلاع حرب صعدة الأولى عام 2004, حد تعبيره, وحينها «كان ضحايا تلك الحالات جميعا من أبناء المذهب الزيدي الذين كان نظام علي عبدالله صالح يعتقلهم ويزج بهم في السجون حيث يتعرضون للانتهاكات الواسعة التي تتضمن أعمال تعذيب مختلفة على ممارستهم حقوقهم الدينية», فـ«هل صادف أن كان أحد الشبان الزيود - الذين غطيت أنا قصة اعتقاله وانتهاك حقوقه على أيدي أجهزة نظام صالح - بين العناصر الحوثية التي اعتقلت النشطاء الإصلاحيين الأربعة ومارست الاعتداء الجسدي عليهم في المحتجز قبل أيام بسبب ممارستهم أنشطة ما، دينية أو سياسية أو اجتماعية أو أيا كانت طبيعتها؟», وهو «تساؤل مخيف ومظلم جدًا بالنسبة إلي شخصيًا» كما يقول.

غير أن «المؤكد أن جماعة الحوثيين التي مارست اليوم دور الجلاد على هؤلاء النشطاء الإصلاحيين تتكون من ضحايا الأمس. فعبدالملك الحوثي نفسه هو ابن قصة مأسوية يعرفها الكثير منا؛ كي لا أقول جميعنا, وهذا الشاب الذي تعرضت أسرته للتنكيل على مدى سنوات أصبح اليوم الممسك بزمام الأمور في صعدة والمناطق الأخرى الخاضعة لسلطة الجماعة التي يتزعمها», ولذلك «فهو المسؤول الأول عن كل ما يجري هناك من ممارسات على أيدي جماعته. وهذا لا يشكل سوى الخبر السيئ فقط», ويضيف سبيع «يبدو أن جماعة الحوثي تشعر اليوم بنشوة الانتصار الذي منحها سلطة شبه كاملة في صعدة وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها، لكن الانتصار المطلوب من هذه الجماعة تحقيقه اليوم هو الانتصار الأكبر والأهم: إنه الانتصار على نشوة النصر هذه».

وخاطب سبيع زعيم الحوثيين «ففي نهاية المطاف، ومهما بدت الأمور جيدة وزمامها كلها في قبضتك، يتعين عليك يا عزيزي عبدالملك الحوثي أن تعرف بأن النصر الذي يحول المرء من ضحية إلى جلاد ليس نصرا على الاطلاق، بل هزيمة نكراء».

وقالت الناشطة أمل الباشا في صفحتها على «فيسبوك» اليوم الثلاثاء «شعورًا منا بالمسئولية المهنية والأخلاقية والقانونية أبلغنا الاخوة الحوثيين بشكوى الاعتقال والتعذيب لأربعة أشخاص والتي بسبب أدائهم صلاة التراويح, وطلبنا منهم الرد الرسمي علينا, فجاءنا هذا الرد بالنفي ومطالبين بتحقيق».

ونفى الحوثيون, كما ورد في صفحة الباشا «ما ورد في هذا ومثله ما ورد في بعض وسائل الإعلام», مؤكدين أن ذلك «غير صحيح, فصلاة التراويح يصلى بها في صعدة في عدة مساجد وفي مختلف المديريات».

وطالبوا «بتحقيق في الموضوع إن كان هناك حقًا طرف محايد», وأوضحوا أن «أي زائر لصعدة يسمع وقت صلاة التراويح عشرات المساجد تصلي التراويح وبأعلى صوت والناس هنا يعرفون ذلك».

وجاء في ردهم أن «الأشخاص المذكورين لم يتم اعتقالهم من قبلنا أصلًا لهذه الأسباب ولا لغيرها ونستغرب تناول مثل هذا التضليل وإن كان هناك أسباب أخرى نتمنى لو يتم ذكرها».

وشددوا على رفض التعذيب «جملةً وتفصيلاً ونحن من عانى منه طوال السنوات الماضية وحتى اليوم فلنا العديد من المعتقلين في مختلف السجون», وأوضحوا أن «خلفيات سياسية» تقف «وراء هذه الأكاذيب».

نص رد الحوثيين كما ورد في صفحة الناشطة «أمل الباشا» على موقع «فيسبوك»

نفي إشاعة تعذيب الأشخاص التي تناقلت وسائل الاعلام أخبار تعذيبهم

أولا: ما ورد في هذا ومثله ما ورد في بعض وسائل الإعلام غير صحيح, فصلاة التراويح يصلى بها في صعدة في عدة مساجد وفي مختلف المديريات.

ونطالب بتحقيق في الموضوع إن كان هناك حقًا طرف محايد وأي زائر لصعدة يسمع وقت صلاة التراويح عشرات المساجد تصلي التراويح وبأعلى صوت والناس هنا يعرفون ذلك.

ثانيًا: الأشخاص المذكورين لم يتم اعتقالهم من قبلنا أصلًا لهذه الأسباب ولا لغيرها ونستغرب تناول مثل هذا التضليل وإن كان هناك أسباب أخرى نتمنى لو يتم ذكرها.

ثالثا: نحن من منطلقاتنا الأخلاقية والدينية نرفض هذا الأسلوب جملةً وتفصيلاً ونحن من عانى منه طوال السنوات الماضية وحتى اليوم فلنا العديد من المعتقلين في مختلف السجون وبهذا نكرر شكرنا لكل المنظمات النزيهة التي كانت تدافع فعلاً عن المظلومين وبدافع إنساني رغم الكثير من المعاناة.

رابعًا: نؤكد أن دوافع ما يقال حاليًا هي دوافع سياسية, فلماذا رمضان العام الماضي لم يتم التطرق إلى صلاة التراويح لا من قريب ولا من بعيد ولم يذكر أحد أننا نمنعها أو نمنع الناس من أدائها فيما هذا الشهر يتم تناول الموضوع بهذا الأسلوب؟ طبعًا؛ لأن وراء هذه الأكاذيب خلفيات سياسية ليس إلا.

خامسًا: من جملة الشحن المذهبي والطائفي يحاول البعض ممن يرون أنها وسيلة مجدية لعزل الآخر وإقصائه وجعل آخرين ممن يتحركون تحت أي دعوى طائفية أو مذهبية يتحركون حتى لقتالنا كما يحدث في كثير من المناطق حاليًا تحت عناوين مذهبية والحديث عن الصراع المذهبي والطائفي بات واضحًا وهذا الحادث المفبرك هو من جملة هذه الأحداث.