|
كان واضحاً للعيان مقدار الارتياح الشعبي الواسع ، الذي عمَّ أرجاء الحالمة تعز ، بعد خبر قرار تعيين رجل الأعمال المعروف الأستاذ/ شوقي أحمد هائل سعيد محافظاً لمحافظة تعز ، وهو الخبر الذي لطالما تمناه أبناه المحافظة منذ زمن بعيد ، وذلك لعدة أسباب أهمها سمعة الرجُل الطيبة ، وكذلك الكاريزما والحضور اللافت الذَيْنِ يتمتع بهما الرجُل على المستوى الشخصي ، ثم لخبراته الإدارية الطويلة في إدارة كبرى البيوت التجارية المشهود لها بالنجاح داخل اليمن وخارجه ، وكذا علاقاته الواسعة مع مختلف قطاعات المال والأعمال في مختلف دول العالم ، الأمر الذي يجعل منه كفاءة إدارية هامة ورجل اقتصاد ناجح ، يُمكن للمواطن البسيط داخل المحافظة وخارجها أن يعتمد عليه ، وأن يثق - بعد قرار تعيينه محافظاً - بأن هناك إنجازات إدارية واقتصادية فعلية يمكن أن تتحقق وبشكل ملموس في هذه المحافظة المنهوبة منذ عقود.
إننا لا نقول ذلك من باب النفاق أو المجاملات بطبيعة الحال – حتى ولو اتهمنا البعض بذلك - ، فكل أبناء المحافظة خصوصاً ، وجميع أبناء اليمن عموماً ، يدركون جيداً تلك المكانة الاجتماعية المرموقة ، التي يتمتع بها ذاك البيت التجاري العريق ، الذي ينحدر منه هذا المحافظ الجديد ، والذي كان – ولا يزال - له إسهاماته الكثيرة في بناء نهضة هذه المحافظة على وجه الخصوص ، واليمن بأكمله على وجه العموم ، والتي لا يستطيع إنكارها إلا جاحد للمعروف أو ناكر للجميل ، فكم من المشاريع الصحية والتعليمية والاجتماعية والخدماتية ، تم إنشاؤها في الحضر وفي الأرياف على نفقة هذه المجموعة الرائدة ، في الوقت الذي كان يجب أن تقوم الدولة نفسها بتلك المشاريع ، كجزء من مسئولياتها تجاه مواطنيها كما تفعل كل بلاد الله ، هذا ناهيك عن حجم الابتزاز المادي الذي كانت – وربما لا تزال – تمارسه قيادات عليا في النظام السابق على هذا البيت التجاري وغيره من مؤسسات القطاع الخاص ، كجزء من سياسة البلطجة التي كانت تدار بها مؤسسات البلد في العهد السابق ، والتي ظلت تمارسها تلك العصابة طوال عقود حكمها ، وهو الأمر الذي كان يعلمه القاصي والداني من أبناء اليمن.
إن جملة تلك القرارات – الهامة والجريئة - التي صدرت خلال اليومين الماضيين من قبل رئيس الجمهورية ، والتي شملت إقالات وتعيينات جديدة لقيادات عسكرية ومحافظين جُدد على رأسهم رجل الأعمال / شوقي هائل لقيادة محافظة تعز ، كل ذلك يعني بأن هناك جدية حقيقية وإرادة فعلية في إحداث تحولات جذرية من قبل الرئيس هادي وحكومة باسندوة ، في عديد من القضايا ذات الصلة بمطالب ثورة الشباب السلمية في إقالة الفاسدين ، وتعيين قيادات جديدة تلبي تطلعاتهم في قيادة التغيير المنشود ، كما أن تلك الخطوة "الشجاعة" من قبل الرئيس هادي قد أزالت -بتقديري- الكثير من اللغط والتكهنات التي كانت قد سادت طوال الفترة الماضية ، حول مقدرته وجرأته في إصدار قرارات نوعية تشكل خطوة عملية في الاتجاه الصائب والصحيح الذي يجب أن تتلوه خطوات قادمة أكثر جرأة وبمستويات أعلى .
لا نشكك أبداً بمقدرة المحافظ الجديد على استعادة الوجه الجميل للحالمة ، الذي كان قد شوهه اللصوص والقتلة ، أمثال "قيران والصوفي والعوبلي وضبعان" ، ومن قبلهم شلل الفساد والمنتفعين المتعاقبين في عهد النظام السابق ، داخل أروقة المحافظة وخارجها ، ممن نهبوا خيرات وثروات أبناء هذه المحافظة المسالمة ، لكننا – بالوقت ذاته - نعلم جيداً أن الطريق أمام المحافظ الجديد لن يكون مفروشاً بالورود ، وأنه سيرث تركة مثقلة بالمآسي والنكبات ، ولذلك سيتوجب على كل أبناء المحافظة أن يشمروا عن سواعدهم ، ويكونوا عوناً لمحافظهم الجديد - الذي جاء قرار تعيينه ملبياً لتطلعاتهم ورغباتهم ، بعد عقود من اليأس والإحباط من إمكانية استعادة الوجه المشرق والحضاري لمحافظتهم ، وأن يسهموا معه – كلاً من موقعه - في عملية إعادة البناء والإعمار والتنمية الشاملة ، وإزالة كل مظاهر التشوه في وجه محافظتهم الحبيبة ، ثم عليهم التحلي بالصبر وبالوعي واليقظة الدائمة لإفشال كل مشاريع الهدم التي ستحاول جاهدة إعاقة أي نجاح سيتحقق للمحافظة في عهد هذا العهد الجديد، وليكن معلوماً لدينا بداهة بأن المحافظ الجديد لن يأتي وبيده "عصا موسى السحرية " أو "فانوس علاء الدين" ، بقدر ما سيكون تكاتفنا جميعاً مع جهوده هو الضمان الأكبر والرهان الحقيقي لتحقيق النجاح الذي ننشده جميعاً لمحافظتنا الرائعة .
في الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 08:16:17 م