تَنَاهِيْدُ وَطَن
بقلم/ د عادل محمد باحميد
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 5 أيام
الثلاثاء 10 سبتمبر-أيلول 2013 11:04 ص

يآ أيُّها الوطنُ السجينُ بداخـــلي *** أتُراكَ سِجنيَ أَمْ أنا السَّجَّانُ

أتُـــــراكَ مِثـليَ تـــــــائهاً في بَعضِهِ *** فلقد تَتِيهُ ببعضِنا الأوطــــــانُ

أمْ أنَّنا يا مَوطِنَ الأحـــــــــــــرارِ قد *** تُهنا معاً فمصــيرُنا التَّيَهــــانُ

دَعْني أبُثُّ الهمَّ أشجــــــــاناً هُنا *** ولكمْ تؤرِّقُ مِثليَ الأشجـــــــانُ

فلكم أراكَ اليومَ يعصرُكَ الأسى *** قهراً وتكسرُ عودَكَ الأحزانُ

وأرى بعينيكَ السفينةَ أَبْحَرَتْ *** نَحْوَ الغَيَاهِبِ سَاقَها الطُّوفـــــــانُ

تَجْــــري مُشَرّعَةً بغيرِ هِــــــدايةٍ *** ضَلَّ الطريقَ ودَرْبَهُ القُبْطــــــــــانُ

تَجْــــري وأَمواجُ البِحارِ تَسُوقُها *** قسراً، وضاعَ القصدُ والعُنوانُ

وعلى زِمـــــــامِ الدَّفّةِ العَوجَــــاءِ مَن *** بالزّورِ يَهْتِفُ أنّهُ الرُّبَّـــــــــــــانُ

وبأَنَّ كُلَّ الشّعبِ مُلْكُ يمينِهِ *** وهو الشُّجَــــــــــاعُ ومَن سِواهُ جَبَانُ

وبأنّهُ الطُّـــهْرُ الطَّـــــــهُورُ تَفَرُّداً *** أمّا المُخَــــــــــالِفُ مُجْـــــرِمٌ خَـــوّانُ

قَذَفُوا بِها ذَاتَ اليَمِــــــينِ وَتَارَةً *** ذَاتَ الشِّمـــالِ يَجُرُّهـــا القرصانُ

وَهِيَ الـمُسَالِـمَةُ التي قد غَرَّها *** وَهْمٌ وزَيْفٌ حَاكَهُ الشَّيطــــــــانُ

لَمْ تَمتلِكْ يَوماً إرادتَهــــــــــا التي *** سُلِبَتْ بِلَـيْـلٍ لَفَّهُ الخُــــــــــــــــذْلانُ

لَمْ تُطلقِ الصوتَ القويَّ مجلجلاً *** يحمي الحقوقَ فتهرُبُ الجُرذانُ

لَمْ تَسْطِعِ اليومَ الوُقُوفَ لِظالِمٍ *** يَبغيْ خَــــــــرابَ الدّارِ وهو مُـدانُ

كيــــــفَ الوُقوفُ لأمّةٍ قَد هَدّها *** ضَعْفٌ يَـــنوءُ بِحِملِهِ الـمِــــيزانُ

سَــــادَ التّفــــرُّقُ والتَّنَـــــــازعُ بينَها *** ومَآلُ كُلِّ تَفَرُّقٍ خُسْـــــــــــــرانُ

أبنــــــــــــــاؤُها يُعلُونَ رايَةَ غيرِها *** ونصيبُها الخُذْلانُ والنُّكــــرانُ

يا أَيُّها الوطنُ الحَبيبُ سَمَـاحةً *** أَتُراكَ أَزعَجَ سَمعَكَ التِّبْيَــــــــانُ

إنْ بُحْتُ بالمَكنونِ فاْعذُرْ جُرأَتي *** فالقَلبُ أَشْعَلَ نَارَهُ الوِجْدانُ

قَدْ سَــاقَني حُبٌ إِليكَ وَلَوْعَةٌ *** والحُبُّ في عُرْفِ الهَوَى سُلطَــــانُ

أَمَلِيْ حَبِيبيَ أَنْ أَراكَ مُتَوَّجَــاً *** تَــــــاجَ الفَخَـــــــــارِ بعــــــــزّةٍ تـزدانُ

فلديكَ يا وطني جُذورُ حَضَــارةٍ *** شَهِدَتْ لها ببريقِها الأزمــــــــانُ

غُرِسَتْ لها في كُلِّ أَرضٍ بِذرةٌ *** عَمَّ الوُجودَ بنورِها الإيمَـــــــــــانُ

سُقِيَتْ بأخــــلاقِ النَّبِيِّ وهَـدْيِِهِِ *** والجِــذعُ قَـوَّمَ سَـــــــاقَهُ القُــــرآنُ

ثُمَّ استوَى الزَّرعُ النّضـــيرُ بِسُوقِهِ *** فَتَفَرَّعَتْ مِن أَصلِهِ الأغصانُ

فَتَنَهَّدَ الوطنُ الحَبيسُ كأنَّما *** نُكِئَتْ جِراحٌ لفَّها النِّسيـــــــــانُ

أَوّاهُ يا وَلَدي فمـــــــــاليَ حِيــــلةٌ *** فالعقلُ من هَولٍ هُوَ الحيــــــرانُ

أوَ بَعدَ أَن شِدنا بِكُلِّ بسيطةٍ *** مجداً، يُدَكُّ بدارِنــا البُنيــــــــانُ

تُؤْذِي فُؤادَ الحُرِّ رُؤيةُ أَرضِــــهِ *** تَـلقى الهوانَ يَسُوسُها الصِّبيَـانُ

وَحَليبُها يُسْقَى لِغَــيرِ صِغارِها *** من ضرعِها فنصيبُهم حِرمَــــانُ

يَتضَوّرُونَ من الـمَهانَةِ جُوعُهم *** والتِّبرُ في بَطْنِ الــثَّـــرى أَطنـــانُ

لكــــنّني وبرغمِ ظُلـــــمةِ ليلِــــنا *** أَرجُو النَّهـــــــارَ بنُــــــورِهِ يزدانُ

سَيُــنِيرُ فَجْرٌ مِن طَـــــلائِعِ فِتْـــيةٍ *** أَكْرِمْ بِهمْ أَبنـــاؤُنا الفُرسَـانُ

في كُلِّ فَنٍّ أَبدَعُـــــــوا وتَألّقُـــوا *** كَمْ تَشهَدِ الأيَّـــــامُ والـمَيْدانُ

سلكوا دروبَ العلمِ فهو شعارُهم *** سارت بهم نحو العُلا رُكْبانُ

ومَكَـــــارِمُ الأخلاقِ فاحَ أَريجُها *** وبِكُلِّ خَـــيرٍ فِعلُهم إِحســانُ

مُتطوّعونَ بجُهدِهِم وشَبابِهِم *** لا يُرتَجَى شُكرٌ ولا عِرفــــــــــانُ

حفظوا الأخوةَ بينهم واستعصموا *** بعُرى الإلهِ تماسكَ البُنيانُ

لا كُرهَ لا أَحقادَ تَسْرِي بَينهم *** بِصفائِهِم قد أَثْمَرَ البُستَــــــــــانُ

أَوّاهُ يا وَلَـــدي فَهذي ثَـــــروتي *** لا الـمـــــالُ يعدِلُها ولا الـمـُرجانُ

هذي مَعَالمُ نهضةٍ يَبقَى بها *** نَبْضُ الحَياةِ يضخُّه الشِّريَـــــــــانُ

هذي تَبَاشِـــــــيرُ الصَّباحِ تَفَتَّحَتْ *** وتَناثَرَتْ بسمـــــــائِها الألـوانُ

فاعلم بُنيَّ بأنّ مَجدَكَ مَكسَبٌ *** ولــهُ بــــريقٌ لامـــعٌ فَتَّــــــــــــانُ

وبأنَّ أَعْظَمَ ثَروةٍ مَكنُــــــــــــونةٍ *** في أرضِنـا الأخلاقُ والإنسانُ

فبها سَنَخْرُجُ من جَهَـــــالةِ تِـيهِنا *** وبها سَيَعلُو ذِكْرُنا والشَــانُ

عودة إلى تقاسيم
تقاسيم
محمد عبدالله الحريبيهزار الربيع
محمد عبدالله الحريبي
مسعد عكيزانللأمجاد ميلاد
مسعد عكيزان
محمد عبدالله الحريبيكفي دموعك يا أصيلة
محمد عبدالله الحريبي
يحي الصباحينامي بهدوء أسماء
يحي الصباحي
حسن عبدالله الشرفيقصيدة " لام الموسم "
حسن عبدالله الشرفي
مشاهدة المزيد