إلى الشيخ الكريم محمد الحزمي .... تعقيباً على مقال (إلى آل شحرور)
بقلم/ مجيب الحميدي
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 27 يناير-كانون الثاني 2010 06:39 م

شيخنا الكريم لقد سبق لي أن تحاورت مع أكثر مشايخ السلفية غلواً، ومع ما لمسته من محاولة بعضهم تحريف الكلم عن مواضعه،فإن هذا التحريف لا يصل إلى مستوى كرمك الزائد، في التلبيس الخطير والمكشوف، ولا أدري هل تجهل أنني أستطيع أن أطلب من القارئ الكريم،أن يعود ببساطة إلى المقالين المنشورين في العددين(479-480) من صحيفة الناس للفقير إلى الله؛ ليعرف هل نقل الكاتب أقوال أهل العلم من المدرسة السلفية الوهابية،أم نقل أقوال شحرور، فإذا ثبت أنه نقل عن شحرور لا عن الألباني وسلمان العودة والشيخ الغامدي وابن تيمية،فقد صدق الحزمي وكذب كاتب هذه السطور ولا كرامة، وإذا ثبت أنه نقل عن مشايخ الوهابية ولم ينقل عن شحرور،فسيدرك القارئ من يحاول التلبيس على عقله واستغفال الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أقول له زيدا فيسمع خالدا ويكتبها شحروراً ويعلم الله كيف ينطقها في منابر المساجد ومن باب حسن الظن والتماس العذر للشيخ الفاضل الحزمي لماذا لا نتوقع أنه يعتقد أن -الألباني وابن تيمية والعودة والغامدي-،أسماء تنظيمية أو ألقاب تموهية لشحرور، وإلا كيف سيجرؤ خطيب جامع على القول بأن مجيب الحميدي نقل كل أفكاره من شحرور وهو يعلم قوله تعالى{إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون}.ووالله الذي لا إله غيره لو أني نقلت حرفاً واحداً عن شحرور يتفق مع ما أراه حقاً لأعلنت ذلك، ولن أخشى في الله لومة لائم،فأنا مؤمن بحديث الحبيب المصطفى بوجوب أخذ الحق ولو من إبليس وقد ثبت في الصحيح\\\" صدقك وهو كذوب\\\" ولست ولله الحمد مصاب بعقدة رفض أخذ الحق ممن نختلف معهم ولو كانوا يهوداً أو نصارى فضلاً عن شحرور أو غيره و أرجو أن يتأمل الحزمي هذه العبارة للإمام ابن تيمية حتى يعلم فضيلة معرفة الرجال بالحق ورذيلة معرفة الحق بالرجال يقول ابن تيمية\\\"والله قد أمرنا ألا نقول إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني، فضلاً عن الرافضي، قولاً فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق\\\" .

شيخنا الكريم: لقد نقل كاتب هذه السطور في العدد(480) من صحيفة الناس مفهوم الحنيفية السمحة من كتاب الله وسنة رسوله في صحيح مسلم وفتاوى ابن تيمية وأنت تصر أني نقلت ذلك عن شحرور،بالله عليك كيف يمكن أن نتحاور وأنت تمارس التدليس بهذه الطريقة المفضوحة؟! {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} سامحك الله .. أما سخريتك بمفهوم الحنيفية السمحة، فها أنا أذكرك بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وأرجو أن تحفظ الاسم هذه المرة: ابن تيمية وليس شحرور و للتوضيح نكتب الاسم بالحروف الأبجدية-اب ن ت ي م ي ة- يقول ابن تيمية رحمه الله:- \\\"\\\"والله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بأفضل الشرائع وهي الحنيفية السمحة، كما قال‏:‏ ‏(‏أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة‏)‏\\\"\\\" فأرجو أن تدرك أن السخرية من مفهوم الحنيفية السمحة أخطر بكثير من السخرية من الحجاب، لأنها تتضمن السخرية من الدين بكليته، {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} نذكرك بالآية للتحذير لا للتكفير،فقد عافنا من هذا الداء ،والحرص على تصيد الأخطاء،ورفع الدعاوى القضائية.

شيخنا الكريم: لقد حاولت الإيحاء أني أقول بجواز كشف الشعر،وهذا تلبيس واضح، فخلاصة ما جاء في مقالي هو أن كشف المرأة لشعرها من الصغائر وليس من الكبائر و هذا رأي كثير من مشايخ الوهابية ونقلنا عن الشيخ العودة إجماع العلماء على ذلك ولم ننقل ذلك عن شحرور -حسب أمانتك في النقل عن الآخرين- وبالمناسبة فقد دفعني الحزمي للبحث عن رأي شحرور في هذه المسألة فوجدته يختلف اختلافاً كلياً عن هذا الرأي،شتان بين مشرق ومغرب ولكن ماذا نقول لمن يصر على تقويلنا ما لم نقل،رغبة في تضليل القارئ وتشويه الكاتب، حسبنا الله ونعم الوكيل.

ولكي يدافع الحزمي عن رأيه البدعي بأن ما فعلته الأخت بلقيس اللهبي حين كشفت شعرها في ندوة خاصة كفر وسخرية، اعترف بنفسه أنها فعلت ذلك تحدياً للحاضرين وهذا يعني أنها فعلت ذلك في لحظة استفزاز،ومن مقتضيات التزكية الحقيقية أن يبحث المسلم لأخيه المسلم عن سبعين عذر ليدفع عنه شبهة الكفر لا أن يحاول أن يدفعه إلى الكفر دفعا على طريقة الحزمي في الدعوة هدانا الله وإياه.

يا شيخنا الجليل: رأي الجمهور الذي أرفضه هو الرأي الذي يجيز للإماء المؤمنات أن يكشفن شعرهن في الطرقات،وأنا أرفضه اعتماداً عمومية كلمة نساء المؤمنين في كتاب الله وكتاب الله لا يخصص بأقوال الرجال{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}، فما الذي يزعجك في ذلك، سبحان الله!!،أما سخريتك من الكاتب وتساؤلاتك هل هو عالم أو مفكر فأود إخبارك بأني لا أزاحم أحداً على أي لقب ولا أفخر بغير لقب الفقير إلى الله وأرجو أن تعتبرني حجراً أو شجراً وتتعامل مع ما أقول، لا مع شخص القائل، فمن مقتضيات الحنيفية السمحة التي تحتقرها والعياذ بالله، التأكيد على رفض معرفة الحق بالرجال.

شيخنا الكريم: اذهب شرقاً أو غرباً، شمالاً أو جنوباً،براً أو بحراً، فلن تجد عالماً معتبراً يعتبر كشف المرأة لشعرها من الكبائر حتى أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. فلم يذهب أحد من أهل العلم إلى أن ارتكاب أي أمر محرم يعتبر من الكبائر مالم يرتبط بوعيد أو جاء نص يشير إلى أنه من كبائر ما نهينا عنه، فمن أين تأخذ ثقافتك الدينية؟اتق الله في شباب الصحوة الإسلامية ولا تتجاوز غلو أكثر المدارس الدينية في تاريخ المسلمين،تحت تأثير هوس التعصب في مواجهة دعاة التغريب.

أخيراً:إذا كنت تصر على أن تسألني من أنت حتى تقول هذا ، وحتى تتحدث في هذه الأمور؟ أجبتك بما سبق أن أجبت به على الشيخ أبي الحسن المصري في حواري معه في صحيفة الأهالي –وكان أكثر اعتدالاً و إنصافا منك-، أني أحد الفقراء إلى الله الذين يمشون في الأسواق،حاسر الرأس عارياً من أي لقب أتطاول به عباد الله ولست رجلاً من القريتين عظيم ،ومع تتلمذي لدي مشايخ المدرسة السلفية وتخرجي من إحدى كليات التعليم الشرعي الجامعي،وحصولي على دبلوم دراسات عليا في الدراسات الإسلامية وعملي أستاذاَ للتفسير في معهد الشوكاني العالي لإعداد المعلمين،فإنني أعتقد أني لا استحق أن أكون طويلب علم ولكني سمعت حديث رسول الله الذي رواه أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمراً لله فيه مقال ألا يقوم به فيلقى الله تعالى فيقول ما منعك أن تقول يوم كذا وكذا\\\" فاستجبت لنداء الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووضعت تحت قدمي تحذيرات الأوصياء وتحقير المستكبرين بالألقاب.

يا شيخنا الكريم: نشرت صحيفة الأهالي في عددها قبل الماضي دراسة موسعة للشيخ الوهابي أحمد الغامدي مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية في تنفيد شبهة تحريم الاختلاط وخصوصية الحجاب بنساء النبي وقد ذهب الشيخ إلى أبعد مما ذهبت إليه،أرجو أن تستفيد من هذه الدراسة ولا أزال انتظر منك اعتذاراً عن تلبيسك لنقلي عن مشايخ الوهابية ونسبة هذا النقل إلى شحرور وأنت تدرك أن هذا النقل من الكذب والبهتان. نسأل الله أن يهدينا وإياك و نسأله أن يرزقنا فضيلة التواضع للحق و يجنبنا رذيلة المكابرة على الباطل وأن يهدينا إلى ما نختلف فيه من الحق إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.