كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي 3 صدامات عربية… مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
كنا وما زلنا نقول بأن الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري هما عينان في رأس , وينبغي بل ويجب أن يكونا كذلك تحت مختلف الظروف وأياً كانت الأسباب , وفي اعتقادي أن الأشهر الماضية وتحديداً من بداية الأزمة اليمنية وحتى الآن هي أخطر فترة تمر على هذه الوحدات المميزة في الجيش اليمني , كونها كانت تحت الأضواء ويخضع كل منها لضغط هائل في سبيل الدفع إلى مواجهة لا تبقي ولا تذر . ونستطيع القول أنهما ( الفرقة والحرس ) قد اجتازتا تلك الفترة بنجاح كبير رغم كل شيء , فلم يلوث أحد الأطراف يده بدم الطرف الآخر كما كانت تسعى بعض القوى . فإذا كانت مواجهات ( الحصبة ) قد خلفت دماراً هائلاً في تلك المنطقة بمساكنها ومبانيها ومؤسساتها العامة والخاصة , وقبل ذلك كله ما نتج عنها من إزهاق للأنفس وتشريد للسكان , وتضرر منها سكان العاصمة بالكامل بنسب مختلفة رغم انحسارها في منطقة جغرافية معينة . فماذا لو حصلت مواجهة شاملة بين الفرقة والحرس وكلاهما يمتلك قوة ضاربة وأسلحة مدمرة داخل العاصمة ؟؟؟ فتصوروا معي كيف ستكون النتيجة وكيف سيكون المشهد ؟ . من المؤكد أن شوارع العاصمة ومساكنها كانت ستتحول إلى أطلال تنعق فيها الغربان , ويندفن تحتها المئات بل الآلاف من أبناء اليمن , وكانت ستشبه تماماً مدينة ( سرت ) الليبية التي شاهدها الجميع عبر شاشات التليفزيون وقد أصبحت بقايا مدينة بعد المواجهات التي دارت هناك . لقد مرت لحظات على سكان العاصمة بلغت فيها القلوب الحناجر , فبعد حادثة النهدين المشئومة التي استهدفت رئيس الجمهورية وكبار قادة الدولة يوم 3 يونيو 2011م , اعتقد الكثير من الناس أن تلك الليلة ستكون جحيماً على العاصمة وسُكَّانها دون الانتظار إلى معرفة من يقف خلف هذه الحادثة الشنيعة , لكن الأمور مرت بسلام , وكان هناك أعلى درجات الانضباط والبعد عن التهور من قبل الحرس الجمهوري , وفي إحدى الليالي سمع الناس من بعض وسائل الإعلام الداخلية والخارجية بأن مقر الفرقة الأولى مدرع يتعرض لقصف عنيف بمختلف أنواع لأسلحة من قبل قوات الحرس الجمهوري , فعاشوا في ليلة مرعبة خوفاً من القادم , إلا أنهم عند الاستيقاظ اكتشفوا بأن كلام الليل يمحوه النهار , وقد تكرر هذا أكثر من مرة . عندما كان مقر الفرقة ومحيطها يتعرضان في بعض الأحيان لسقوط بعض القذائف من هذا المكان أو ذاك , ونتج عنها ضحايا , كان الناس يشعرون بالقلق من ردود الفعل بغض النظر عن مصادر تلك القذائف , إلا أن الصبر ثم الصبر والانضباط عند قيادة الفرقة الأولى وضُبَّاطها كانا يبددان دائماً تلك المخاوف . ذات ليلة أعلنت إحدى المحطات التليفزيونية العربية الشهيرة في خبر عاجل لها بأن الفرقة الأولى مدرع تقوم في تلك الساعة بقصف دار الرئاسة بالأسلحة الصاروخية , فعاش الجميع في العاصمة وخارجها ليلة ليلاء , وعندما أرسلت الشمس خيوطها الذهبية صبيحة اليوم التالي اكتشف الناس بأن ما قالته تلك المحطة هو عبارة عن أضغاث أحلام ( أو هو ما تتمناه ). باختصار شديد لقد كان ضبط النفس هو سيد الموقف انطلاقاً من الشعور بالمسئولية والخوف من الله ثم من التاريخ لدى قيادتي الفرقة والحرس بالرغم من التحريض الإعلامي الهائل والمكثف من بعض ( فاعلين الخير ) في الداخل والخارج والذين كانوا يريدون أن يشهدوا حرب البسوس أو داحس والغبراء هنا في اليمن . لقد رفضت هذه الوحدات الانزلاق إلى ذاك المصير . ولا شك أن قيادتي الفرقة والحرس كانتا تستعرضان في مخيلتيهما وتقرآن ما كتبه التاريخ عن أطراف صراع أحداث أغسطس في صنعاء 1968م وأحداث يناير في عدن 1986م وكيف أن الجميع قد خسر في تلك الأحداث مهما بدا للبعض أنه حقق انتصاراً فإنه انتصار لحظي بلا شك . ولعل من تبقى من أطراف تلك المواجهات يشعر بالحسرة والندم على ما حدث , وأنه لم يكن ضرورياً على الإطلاق وكان بالإمكان تجنب تلك المآسي بطرق عديدة , فحرب الأخوة وأبناء البلد الواحد ليس فيها منتصر ومهزوم . ولعل ما جنَّب الفرقة والحرس المواجهات عوضاً على ما سبق هو تركيبة الجيش اليمني نفسه الخالي من الطائفية والمناطقية , فالأسرة الواحدة قد يتوزع أبناءها ما بين هذه الوحدة العسكرية وتلك , ولذلك لو حصلت مواجهات لا قدر الله فإنها كانت ستكون بين الأخ وأخيه , أو بين أبناء العم , وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى المواجهة بين الابن وأبيه وداخل الأسرة اليمنية الواحدة , ولسان حالهم جميعاً يقول (( إذا احتربت يوماً وسالت دماؤها .. تذكرت القربى ففاضت دموعها )) . ولذلك لا غرابة أن يكون أفراد الفرقة والحرس مكلفون بحماية وتأمين الانتخابات الرئاسية القادمة إلى جانب زملائهم من الوحدات العسكرية الأخرى وقوات الأمن . نعم سوف يجتمع الجميع في هذه اللجنة أو تلك , وحول هذا الصندوق أو ذاك وفي كل الأماكن اللازمة . ولولا الزي الذي يرتديه الأفراد حسب وحداتهم ما استطعنا أن نفرق بينهم . مرة أخرى نقول أننا عندما نتكلم عن الفرقة والحرس فلا يعني ذلك أننا ننتقص من دور بقية الوحدات العسكرية وقوات الأمن الذين نحمل لهم كل الاحترام والتقدير , ونفخر بهم كما نفخر بالفرقة والحرس . وما حديثنا عن هاتين الوحدتين إلا لكونهما تحت المجهر وهدف لكل الحملات والتحريض , عوضاً عن تواجدها بقوة داخل العاصمة نفسها . تحية إجلال وإكبار لهاتين الوحدتين أفراداً وضباطاً وقادة , وهي كذلك لجميع أفراد قواتنا المسلحة والأمن على امتداد وطننا اليمني الكبير , ونقول لهم جميعاً .. أنتم سُورنا الواقي ودرعنا الحصين , ولنا فيما حصل في بعض البلدان العظة والعبرة , فيوم انهارت جيوشها فُعل بشعوبها الأفاعيل , وتم سحلهم في الشوارع , وتحكمت بهم المليشيات , وداس عليهم الأعداء , ومن لم يعتبر من غيره .. جعله الله عبرة لغيره .
رسائل ساخنة :
1- رحم الله المناضل ( عبد السلام صبرة ) الأب الروحي لثورة سبتمبر الخالدة , وأتمنى من كل قلبي أن لا يكون قد سمع أو اطلع على عدد صحيفة الثورة الذي صدر قبل وفاته بيوم واحد وهو خالٍ من الأهداف الستة للثورة , والتي ظلت تزين الصفحة الأولى لصحيفة الثورة على مدى ما يقرب من خمسين عاماً .
2- عندما نشاهد الآن ما يحدث في مصر وليبيا وسوريا لا يسعنا إلا أن نكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفنا بأننا أهل الإيمان والحكمة. فلنحافظ جميعاً على هذا الوسام النبوي الشريف .
3- الطريق إلى 21 فبراير 2012م ينبغي أن يكون مفروشاً بالحب ونسيان الماضي والابتعاد عن التجريح والوعد والوعيد , ويكفي أننا قد ارتضينا أن يكون انتقال السلطة في بلادنا عن طريق صناديق الانتخابات , فينبغي أن نحافظ على هذا النهج في التغيير ونذلل له جميع الصعاب , مالم فسيكون مصير الجميع كمصير الأصدقاء الذين كانوا يستقلون سيارة فانقلبت بهم فأصيبوا بخدوش بسيطة ونجوا من موت محقق , ولكنهم لم يحمدوا الله على ذ لك , وبدلاً من أن يفكروا في القادم ويتجنبوا أخطاء الماضي , صعدوا إلى الطريق العام ليُغنُّوا ويرقصوا فرحاً بنجاتهم , فجاءت إحدى القاطرات المُسرعة فداستهم جميعاً .
4- لقد كان الأسبوع الماضي هو أسبوع الشائعات بامتياز , من حذاء الرئيس في نيويورك إلى إصابة اللواء علي محسن بجلطة ثم تحولت إلى محاولة اغتيال , وكلها إسرائيليات لا أساس لها من الصحة . ويبدو أنها ناتجة عن حُمى 21 فبراير القادم .
5- من الأشياء المضحكة والمبكية في نفس الوقت أن عبد الملك الحوثي وأتباعه قد احتفلوا قبل أيام بالمولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام , وكان احتفالهم بإشعال النيران في كل مكان , ولو قرأوا سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام لعرفوا بـأن نار فارس التي كانت تُعبد من دون الله قد انطفأت لحظة مولده . فكيف يجعل هؤلاء إشعالها في اليمن رمزاً لمولده !؟؟؟