تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب الحوثيون مذعورون من عودة ترامب إلى البيت الأبيض وسط تقارير حول عملية عسكرية قريبة.. وهذه أبرز تصريحات قادة الجماعة مقتل وإصابة 5 جنود سعوديين بحضرموت وأجهزة الأمن تخصص 30 مليون مكافئة للقبض على الفاعل بالأسماء والتفاصيل.. إليك المرشحون للمشاركة بإدارة ترامب فضيحة ثالثة تنفجر في مكتب نتنياهو.. ماذا تعرف عنها ؟ توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز
تعد القضية الجنوبية احد محاور مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده قريباً بل وأهم القضايا المطروحة للنقاش والتي أصبحت جميع القوى السياسية على الساحة اليمنية توليها جل اهتمامها بغض النظر عن خلافاتها السياسية وذلك انطلاقا من المسؤولية الوطنية التي تحتم على الجميع العمل الجاد لحل هذه القضية الهامة وبما يرضي إخواننا في المحافظات الجنوبية . وفي سبيل الإعداد والتشاور حول تمثيل الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني انعقد مؤخراً اجتماعا في القاهرة ضم عددا من القيادات الجنوبية بحضور المندوب الأممي جمال بن عمر.
إلا أن بعض الإخوة الحراكيين تقدموا خلال المؤتمر بأطروحات ومطالب تعجيزية محاولين وضع العربة أمام الحصان مطالبين بداية بالإعتراف الصريح حسب زعمهم بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره والقبول بمبدأ الحوار الجنوبي الشمالي ممثلاً بالقوى الوطنية مناصفةً شمالاً وجنوباً ! فإذا كانت هذه إستراتيجيتهم من أول وهلة ونحن على أعتاب الدخول في مؤتمر الحوار الوطني فما الداعي للتحاور ومطلبهم هذا بتقرير مصير الجنوب يعد بداية نكراناً إذ لم يذكروا هوية هذا الجنوب! بل وتصويره وكأنه واقع تحت استعمار حقيقي . معتبرين أنفسهم القوى الوطنية التي تمثل الجنوب في حين أن مؤتمر الحوار الوطني سيعمل على حل هذه القضية بما يحتمه المنطق ويرضي إخواننا أبناء المحافظات الجنوبية لكن أسلوب الجدل الإستباقي بهذه الطريقة وقبل الدخول في مؤتمر الحوار ووضع الشروط المجحفة بالوطن برمته من خلال هذه الأطروحات هو من باب حوار (حبتي وإلا الديك) .
نقول لإخواننا أصحاب نظرية فك الارتباط أن يتجاوزا عقدة حرب 94م بالعمل على حل وتصحيح كل ما أنتجته تلك الحرب التي كانت نتاج صراعات سياسية على السلطة وليست من اجل عيون أبناء الشعب اليمني في جنوب الوطن أو شماله وليعملوا إلى جانب كل القوى الوطنية من خلال مؤتمر الحوار على حل هذه القضية وغيرها وإرضاء إخواننا الجنوبيون بما يرفع عنهم كل المظالم التي أساءت أيضا إلى الوحدة منذ1994م والتي أصبحت شماعة تعلق عليها كل أخطاء السياسيين وقوى النفوذ. ولتتضافر الجهود في سبيل الخروج برؤية وطنية مجمع عليها تحقق أحلام شباب الثورة السلمية في إيجاد الدولة المدنية دولة النظام والقانون التي ينشدها الجميع وفق عقد اجتماعي جديد يحدد أنموذج شكل الدولة ونظام الحكم.
وإذا كان بعض الإخوة في الحراك يتذرعون بإستحالة التحاور أو البقاء والتعايش مع القوى التقليدية والقبيلة المسلحة في الشمال فإنهم يدركون أن القبيلة جزء من النسيج الإجتماعي اليمني في الشمال والجنوب ولايمكن تجاوزها في حين ان القبيلة لم تعد قبيلة المغارة والبندق فمكوناتها تذوب تدريجيا ضمن مجتمع التمدن وصار الكثير من رجالات القبائل ومتنفذيها يحترفون التجارة ويبتعثون أبنائهم للدراسة في الجامعات العربية والأجنبية وصارت لهم مصالح يرعونها ويخشون عليها وأصبح يهمهم الأمن والإستقرار أكثر من غيرهم . بل إن غالبية النخب السياسية هي آتية أصلاً من رحم القبيلة واعتقد أن رأس الأمر في وجود دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية في مثل بلدنا هو القيادة السياسية فإذا صلح الرأس صلح الجسد فعند وجود القيادة السياسية الوطنية المؤهلة والمتمكنة فإن الناس على دين ملوكهم وحسبنا الإنتعاش الإقتصادي والرخاء والعدل الإجتماعي الذي شهده الوطن إبان حكم الزعيم الراحل إبراهيم الحمدي والذي أصبح القبيلي المتقلد سلاحه ينال جم الازدراء من الشارع اليمني . كما أن القبيلة تلاشت في مجتمعات كثيرة كانت عشائرية أكثر من واقعنا اليمني ودول الجوار خير مثال على ذلك.
إن المشاركة الإيجابية الفاعلة من قبل إخواننا حراكيي فك الإرتباط في مؤتمر الحوار الوطني هو الأسلوب الأمثل لتحقيق جميع مطالب إخواننا في الجنوب وإصلاح كل عطل أصاب مسيرة الوحدة وحلحلة جميع مشاكل اليمن.أما غير ذلك من الدعوات الإنفصالية في الجنوب أو المذهبية في الشمال فذلك بداية الدرب الذي سيقود الوطن برمته إلى نفق مظلم وعودة للصراعات التي لن تستثني احداً .واليمن في غنى عنها وعن مهيآتها. فقد عاش مراراتها منذ قيام الثورة وحتى أواخر الستينات وكذا صراعات الشطرين حتى بداية التسعينات .
فلماذا بعض القيادات الحراكية مازالت تصر على المطالبة بفك الإرتباط وهي تدرك أنها لن تعود لحكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وان السلاطين أصبحوا يرتبون أوضاعهم من جديد يتهيئون لرفع أعلام سلطناتهم من جديد وهم ينالون تقدير واحترام العامة في محلاتهم أكثر من احترام الرفاق! ولسان حالهم يقول (من يجرب المجرب عقله مخرب) .
وإذا كانوا يدركون حقيقة ذلك فهم إنما يسعون حالياً من خلال أطروحاتهم موافقة هوى التمزق والشتات والسعي إلى فكفكة اليمن برمته وليس فك ارتباط شطرين . فهم يدركون أن مستقبل فك الارتباط ليس عودة براميل التشطير الراسخة في أذهانهم إلى الشريجة او كرش بل ستكون هناك براميل تشطيرية متعددة وسنرى عواصم الماضي السلاطيني تنبعث من جديد كالحوطة وشقرة ونصاب واحور وبيحان والقارة وبير احمد والمكلا وسيئون وحديبو . . وهلم جرا .
عودة إلى تلك المهزلة الإستعمارية السلاطينية التي لايملك الإنسان حيالها إلا أن يضحك ثم يعتبر!
حتى أن من يحلمون بدولة حضرمية فإنها لن تكون أيضاً إلا حضرمية كثيرية حضرمية قعيطية. كما أن البعض سيتحلل حتى من هويته وأحياء الهوية السلاطينية المناطقية التي حباها الإستعمار برعايته ومزعوم حمايته.
على أن ذلك التمزق سيمتد أثره ومفعوله إلى الشمال الذي يعيش مخاضاً مناطقياً ومذهبياً مبطناً ومتجذراً منذ عدة قرون فيما بين جنوب الشمال وتهامة وبين شمال الشمال سكان الهضبة .والذي بدأت بوادره في الآونة الأخيرة تطفو إلى السطح.
ولذلك فإن الوحدة اليمنية ستظل المرسى الآمن لكل أجيال الوطن التي يراد لسفينة العودة إلى لجة البحر وأمواج الصراعات. ونذكر تلك القيادات بان عليها أن ترقى إلى مستوى المسؤولية تجاه هذا الشعب الطيب الذي مل من الصراعات والمكايدات والأنانيات الضيقة فالتأريخ لم يشد أو يمجد من يقومون بتمزيق الأوطان والشعوب بل يكون ذلك سبة الأجيال القادمة عليهم لاسيما ونحن نعيش متغيرات دولية تمجد التوحد وتسعى إليه وحققت الكثير من الشعوب توحدات فيما بينها بأشكال الدولة المتعددة رغم ما يعتري تلك الشعوب من اختلافات من حيث اللغة أو العرق...
نتمنى عليهم أن يدركوا حقيقة مستقبل مايسعون إليه وان يتركوا المصالح الشخصية التي يحلمون بها والمكابرة المقيتة التي ينطلقون منها للتحاور مع الآخرين فالوطن هو الباقي والأشخاص زائلون والوحدة ليست ملكا لجيل معين بل قدر ومصير كل الأجيال اليمنية وعلى من يسعى إلى تجزئة الوطن الواحد أن يحتفظ بأفكاره المريضة كي تزول بزواله ولا يورثها واقعا وغصة للأجيال من بعده.