و الثعلب صار واعظا..
بقلم/ أحمد مصطفى الأغبري
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر
الأربعاء 08 فبراير-شباط 2012 05:10 م

حين تنبثق أشعة الحقيقة من كبد الظلمة الحالكة , و حين ينقطع حبل المكر و الخداع القصير , و حين يسبل اللثام عن وجه الطغيان القبيح و تتبدى عوراته و فضائحه المدثرة بزينة الإفتراء و الكذب , و حين يفضح زيف الظلم للعيان و العالم , و حين تتهاوى ركائز و دعامات الظلم و الجبروت بفعل ضربات العدل القاصمة و المتتالية , حين تتعملق قامات الحرية أمام أقزام و أذناب الديكتاتورية , و حين ينتصر نبل القيم و رفعتها على دناءة القيم و انحسارها , حين يظهر الحق و يزهق الباطل و أتباعه , حينها نلاحظ ألد أعداء الحقيقة و أشد خصومها يصطفون ضمن صفوفها و يتظاهرون جهدهم لإبانة الحقيقة التي كشفت بعد أن كانوا دثارا و غطاءا يحجبها عن عيون الناس , نسمع أبواقا للكذب و الافتراء تتشدق بالحق و الحق منهم بريء , نرى ثعالب ماكرة بعد أن قضت سنوات طوال تحيك دسائسها و ترمي سهامها صوب الحقيقة و أتباعها تعتلي المنابر- و لكن في الوقت المبدد - مدافعة عن الحقيقة و داعية لها و لكن دون طائل , نرى أقزاما - لطالما تطاولوا في بنيان الظلم و الفساد - يتسلقون سلم النصر و كأنهم أخلص من أقاموه و أصدق من وضعوا قواعده , و نرى تلك الألسن البذيئة الفاحشة - التي سفهتنا وقذفتنا بكلمات حادة لاذعة نازية - تتحلى بالألفاظ الحسنة و العبارات الجميلة و تدعوا و تحث الناس للتحلي بالأخلاق الحميدة و تدعوا للتسامح بعد أن كانت الحطب الذي تشتعل بلهبها معظم تداعيات الفرقة و التشرذم و الثعلب صار واعظا , و بعيدا عن المألوف نرى اللون الأسود يميل للبياض و لكن الأبيض الشاحب الفاقد صفاءه و بريقه و رونقه , و نرى أنفسا تتلون حيث تجد مصلحتها فقط ( كالحرباء ) , لكننا نقول لهؤلاء تساقطتم كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف , و كشفت صورتكم الباهتة و الملتوية , أفصح عنها و بلغتكم التي اعتدتم عليها و ألفتوها- كنتم أتباعا للظلمة و المفسدين فلطخوكم بأوساخهم و قبلتم بأن تكونوا أذناباً يمحون بها بقايا قذارتهم - ( فاتكم القطار ) قطار العدل و الحقيقة لا يقبل المتلونين و لا يتسع للحرباوات و الوطن يبنيه الصادقين المخلصين.