ابشروا بحرب سابعة
بقلم/ يحيى عسكران
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
السبت 27 مارس - آذار 2010 07:44 م

-تتسع دائرة المشاكل في اليمن يوما بعد آخر وتتفاقم الأزمات في ظل غياب سلطة النظام وتطبيق القانون يقابله إنفلات أمني تشهده بعض مديريات المحافظات الجنوبية مع ظهور تيارات عنصرية متطرفة في هنا وهناك تدعي الوصاية على أرض السعيدة وتحاول زج الوطن في خندق الهلاك والمصير المجهول .

 -تأخر الحوار الوطني الذي طال انتظاره لسنوات عجاف بين فرقاء العمل السياسي والحزبي بدت ملامحه تنتهي دون جدوى من انعقاده لإيجاد مخرج حقيقي لأزمات البلاد وحلحلة قضاياه الجوهرية خاصة مع ظهور عناصر تخريبية تلجأ للعنف والعصيان المسلح ما يشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة والخليج العربي وليس لليمن فحسب، في حين غابت حكمة "الإيمان يمان والحكمة يمانية" التي قالها صلى الله عليه وآله وسلم ووصف بها أهل اليمن عن بال الجميع وأصبحنا ننفخ في قربة مفرومة كما يقولون .

- بوادر الأزمات في اليمن لم تأتِ من فراغ بل جاءت نتيجةً لعدم التخلص من مخلفات الماضي الكهنوتي البغيض والتشطيري المأساوي وإزالة الفوارق والإمتيازات بين طبقات المجتمع والتي بقيت آثارها مخيمة على نفوس البعض، ما جعلهم يتأثرون بمعتقدات خاطئة حتى اليوم الأمر الذي جعل العناصر الإرهابية والمتمردة تستغل مساحة الجهل والأمية في الحنين الى الماضي والعودة بعقارب الساعة الى الوراء .

-استعلاء السلطة وعناد المعارضة في رأي الكثيرين زاد الطين بلة في تبلد الحوار الوطني المرتقب وتأخيره الى جانب عدم وجود نًية حقيقية لفرقاء العمل السياسي لوضع حلول ناجعة لمشاكل الوطن ووضعه فوق الجميع بعيدا عن الرهانات الضيقة التي ينشدها أؤلئك المتحزبين والمتعصبين لحاجة في أنفسهم على حساب مصالح الوطن العليا .

-وبالنظر الى قضية التمرد والتخريب بصعدة، سيناريو تكرر لأكثر من مرة في الجنوح الى السلام والعفو العام ووقف الحرب تماما على من أرهبوا آلالاف المواطنين وشردوا آخرين الى مزارق ومزالق تزيد المعاناة سوء وأعباء تضاف لأوضاع الأطفال والنساء الذين تأثروا نفسيا وحسيا ومعنويا بإشعال فتيل الحرب السادسة منذ اندلاعها في اغسطس آب الماضي .

-سنجتث التمرد والتخريب وسنطهر كل المناطق التي يتواجد بها العناصر الحوثية المتمردة حسب كلام رئيس الجمهورية سقطت تلك الرهانات بتوقيع المتمرد عبدالملك الحوثي وأتباعه على آلية لتنفيذ النقاط الست التي أعلنتها الدولة بغية إنهاء الحرب وإحلال الأمن والسلام .

- أي سلام يتحدث عنه المتاجرون بدماء أبناء الوطن الذين استشهدوا في كل حدب وصوب ضد دحر التمرد والتخريب واستئصال شأفة العابثين بأمن الوطن واستقراره ، وجميعنا يدرك أن أؤلئك المتمردون لا يريدوا سلاما ولا استسلاما طالما وأنهم أعادو الكرة مرة أخرى العام الماضي رغم سماحة القيادة السياسية والحكومة واصدار عفوا عاما بحق مرتكبي جرائم الإرهاب على إخوانهم المواطنين في بعض المناطق .

- أبشروا بحرب سابعة ما دامت بوادر هذه الأزمة لن تنتهي بالتوقيع فقط على الآلية المزعومة لإنهاء التمرد، بل تم خرق الهدنة بعد إعلان وقف الحرب فورا وقتل من قتل من المواطنين والجنود، كون المتمردين اصبح لهم كيان وقوة لا يستهان بها وهم آلو على أنفسهم أن الموت في سبيل الحق كما يزعمون أهون عليهم من العيش في كبوة النظام .

وعلى هذا فإن ترحيب القوى السياسية والمنظمات المدنية لقرار الحرب يظل غامضا حتى اليوم خاصة وأن وقف العمليات العسكرية المعلنة بقرار رئيس الجمهورية اعتبرها الكثيرون خطأ ليس لأننا نحن اليمنيين تواقون للدماء ولا ننشد للسلام ولكن وقف الحرب جاء في وقت غير مناسب ودون ضمانات قوية يقدمها أولئك المتمردون لولي الأمر ، ما يعتبر استفزازا للنظام لإتاحة الفرصة لهم لأخذ نفس من شراسة الحرب السادسة والاستعداد للحروب القادمة .

-إسقاط الرهانات وتوقيف الحرب السادسة ضد الإرهابيين على حساب دماء مئات الجنود والمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة واستشهدوا فيها لن يكون أمرا سهلا توقعه، بل ان تساهل القيادة السياسية مع المتمردين والعابثين أفضى الى التلاعب بهذه القضية يمينا وشمالا وبعث الإحباط في نفوس ملايين الناس بأن مربع الحروب ما تزال قائمة .

-من هنا فإن الحروب الست قد تكون كافية لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بين أبناء الوطن وفرقاء العمل السياسي والحزبي والاتجاه نحو صفحة السلام وحب الوطن وخلق الثقة بين أبناء البلد الواحد للسير تجاه البناء والتنمية الشاملة لينعم الجميع بالأمن والاستقرار .