أفقنا على لعبة جديدة وفلم صباحي من أفلام هوليود الأمريكية بإخراج يمني ، وهي محاولة اقتحام دار الرئاسة والإنقلاب على الرئيس هادي ، ويقع ذلك استكمالاً للعبة اختطاف بن مبارك ، وهذا يجعلنا نصل إلى يقين باستمرار إعطاء المبررات الكثيرة والموضوعية ليتم التوصل الى إقناع الإقليم وعلى وجه الخصوص السعودية أن الرئيس هادي ليس له من الأمر شيء ، وأن ما يحدث من أعمال فوضوية تصنعها العصابة الحوثية المقيتة ، ومن ذلك الدفع للحرب مع مأرب هو خارج سيطرة هادي ( الخط الأحمر السعودي) ليخرج من التهديد السعــــــودي – كما يظن – ..
قد يقول قائل : هل سيصل الأمر بالرئيس هادي أن يتآمر مع الحوثيين على مثل هذه اللعبة ؟! نقول وبكل وضوح أن الذي تآمر على إسقاط صعدة وعمران وصنعاء والقوات المسلحة وكل البلاد دون أن يبالي ، يمكن له أن يعمل مثل ذلك .. لكن يظل هناك احتمال آخر ، وهو أن تمنّع هادي في استمرار أعمال التواطؤ وبالذات فيما يخص الأقاليم الستة ( لأنها جاءت بطلب أمريكي خالص ومشروع تقسيم اليمن ) ، واستمراره في تمريرها ، ثم خوفه من التواطؤ العسكري في تجييش الألوية للتعاون مع الحوثيين لإسقاط مأرب خوفًا من السعودية ، هو الذي دفعهم إلى أن يقوموا بتأديبه بهكذا موقف ، يؤكده طلب الحوثيين من الرئيس هادي استخدام الطيران لضرب القبائل في مأرب ، لعدم مقدرتهم إسقاطها بالطرق القذرة التي استخدموها في إسقاط المحافظات عبر الخيانات وشراء القيادات العسكرية بالمال ، ولذلك فهم الآن يضعون هادي أمام خيارين لا ثالث لهما : إما أن يقف إلى جانبهم في إسقاط مأرب وتجييش الجيش لمساعدتهم ، أو يتم إسقاطه بإنقلاب أبيض ، وقد عملوا البروفة لهذا الفلم اليوم ، لوضعه في هذا المخنق والمأزق ، ومن خلال الإنقلاب يستطيعون أن يستخدموا الجيش والطيران وغيرها ، ويسيرون في التوسع الميداني باستخدام وحدات الجيش ..
يًنظر إلى هادي الآن من قبل فئات الشعب المطحون والأحزاب السياسية وغيرها بأنه يستحق ما حصل ويحصل له ، باعتباره الآن يتجرع السم الذي جرّعه من كانوا سببًا في صعوده على كرسي السلطة ، وقد نال بسوء ثورة 11 فبراير ، ووصفها بأنها كانت سببًا في بلاء وتمزّق البلاد .
الآن مأرب التأريخ والحضارة تمر بأصعب لحظاتها ، وتتوسع أمامها دائرة التآمر ، ومن خلفها اليمن ، فهل يقبل هادي بعد ذلك أن يدخل البلاد في معارك طاحنة ليشعل فتيلها بحجة عدم مقدرته على منع الحوثيين من التقدم ، أو يصبح الشعب والسعودية أعداء له ، أو يقع في مخنق الحوثيين باعتباره لم ينفذ ما طلبوا منه ، ليجني حصاد ما زرعه من أشواك في طريق أبناء اليمن الذي وثق به ، واختاره ليكون رئيسًا عليهم ، ويتحقق فيه قول الله تبارك وتعالى : " ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " ..