مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية
مع وصول الاسلاميين للسلطه في تونس بدأت قيادة الحركة الاسلامية في تونس تبشر بعهد جديد ، عهد الحرية والتعددية وعهد الرأي والرأي الآخر .
فلماذا بدأ الاسلاميون يبشرون بالحرية قبل أحكام الشريعة وهل هو مجرد تكتيك أم هي قناعة داخلية لدى منظري الحركات الاسلامية في العالم العربي وفق مفهوم الدين الاسلامي الحنيف .
منذ بدأت رسالة الاسلام تتنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدأت تحث على القراءة التي هي باب العلم الذي يعد ركيزة هامة في بناء المجتمع ، ثم تحدثت عن العقيدة طوال فترة العصر المكي .
فأولى معطيات عقيدة الوحدانية هي تحرير لنفس الانسان وواقعه من كل أنواع التسلط والظلم والتعسف والغاء السلطان والطواغيت والآلهة بكل أشكالها ، هي تحرير للإنسان واسترداد لإنسانيته وأساس لحريته ، وخلاص لعقله من الخرافات والأساطير والخوارق ، واعادة الاعتبار لوظيفته ومكانته وخلاص لضمير الانسان من الذل والخنوع والعبودية لأحد غير الخالق الذي يعني القوة المطلقة بكل خصائصها وصفاتها .
فعقيدة التوحيد في الحقيقة عقيدة التحرير والانعتاق ، وسبيل الخلاص من الظلم والفساد والاستبداد وتسلط الانسان على الانسان تحت شعارات متنوعة وبأساليب ووسائل شتى ذلك ان تاريخ البشرية كان ولا يزال مثقلا بالظلم والقهر والاستعباد والاستبداد والطغيان .
ولا شك أن الايمان بعقيدة التوحيد والوحدانية ، الايمان بالله الواحد لمن يتأمل أبعاده هي أعلى أنواع الحرية ، ذلك أن من شعارات الاسلام التي أكدتها قيمه في الكتاب والسنة وشعائره التي تجلت في مجتمعاته بشكل عام ، قوله تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) وقوله تعالى (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ( ،وقوله تعالى (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) ،وقوله تعالى ( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد) .
ومن المعلوم أن أحد مصادر التشريع الاجتهاد وبما أن الاسلام فتح باب الاجتهاد فهو بدون أدنى شك يقر الاختلاف .
والتنوع والاختلاف سنه ماضيه في الخلق ، يقول تعالى (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) حتى أن العلماء يقولون أن ايمان المقلد لا يجوز لأنه محاكاه ولأن الاكراه زراية بكرامة الانسان ، واسقاط لإنسانيته ، والغاء لما فضله الله به من ملكة الاختيار ، فكيف والحالة هذه يجوز اكراه الناس على الدخول في الإسلام ؟!
فلقد كانت عقيدة التوحيد منطلقا للحرية والتحرير ، تحرير الانسان من الطغيان والكهانة ، واعلان المساواة بين الناس ، بعيدا عن الألقاب والأجناس والكيانات الموهومة الكذبة والمزيفة .
لقد أصبح ميزان التفاضل والكرامة اختياريا ، فالأكرم هو الأتقى ، وبذلك أعيد بناء الانسان والمجتمع ، وتم الغاء الطبقية والعنصرية والطائفية وكل ملحقاتها واستحقاقاتها .
لذلك يرى الاسلام أن أهم مشروعيات الجهاد رفع الظلم وإيقاف الاكراه ،والحيلولة دون الفتنة،وهي إجبار الناس على مالايختارون ،ويقول تعالى (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل)،لأن سلب الحرية أوانتقاصها قتل للشخصية ،ولأستمرت الحياة كسائر الحيوانات،وقد تجلى ذلك واضحا في قوله تعالى،في رواية قصة سرية عبدالله بن جحش،رضي الله عنه، عندما وقع القتال خطأ من المسلمين في الأشهر الحرام وعاب المشركون على المسلمين ذلك،يقول تعالى(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( ،إن قوله تعالى(قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)،اعتراف المسلمين أن اختراق حرمة الشهر الحرام والقتال فيه كبيرة من الكبائر،لكن هذا القتال الكبير هو دون الكثير من الكبائر التي يفعلها الكفار،ذالك أن الكفر بالله والصد عن المسجد الحرام أكبر،والفتنة،بمنع الناس من الإيمان وحرية الاختيار ،أكبر من القتل.
ففتنة الناس وايذاؤهم والحيلولة دون حرية اختيارهم والتعدي عليهم وسلبهم انسانيتهم وكرامتهم واختيارهم أكبر عند الله من قتلهم ، وأخطر وأبعد أثرا من ازهاق أرواحهم ، فالفتنة أكبر من القتل .
لذلك قرر العلماء أن مشروعية الجهاد القتال حتى لا تكون فتنة يقول تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) وأكثر من ذلك فلقد رأى الكثير من الفقهاء أن الجهاد والقتال ليس بسبب الكفر وانما لرد الظلم ورفع الفتنة وتحقيق حرية الاختيار .
ان تحقيق قيمة الحرية واسترداد انسانية الانسان وايقاف التسلط والظلم هو بالنسبة للمسلم دين وعقيدة ومسؤولية وتكليف شرعي ، والعمل على اشاعتها ونشرها في الحياة بعد تحقيقه في ذاته هو رسالته في هذه الحياة واحدى عباداته الكبرى .
من هنا يتبين أن الحرية عند الإسلاميين قناعة.......فهل يحسنون تطبيقها