رهانكم الخاسر، وأحلامنا
بقلم/ محمد الظاهري
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر
الخميس 17 مارس - آذار 2011 05:48 م

لا نريد بعد اليوم أن نكون كما يصر النظام وأتباعه أننا عليه منذ عقود، لم نعد نريد أن نكون متخلفين وقبائل همجية، وإرهابيين، وحوثيين، وانفصاليين، وبراغله، ودحابشة، ومشاريع قتلة. نريد أن نكون كما نحن، نريد أن نكون يمنيون.

حرص كثيرا ، وأكثر من أي شيء آخر على تقديمنا كمجموعة من الغوغاء والإرهابيين، والمتخلفين. تسول بذلك في كل مكان.

لم نكن نستحق صفة الشعب إلا في احتفالاته ومواسم انتخاباته المزورة. حتى وهو يدافع عن دكتاتوريته الديمقراطية وصفنا بالثعابين. كم حرص وحرصتم معه يا من تدعمونه اليوم على ذلك حتى كدنا نصدق!...

على ماذا تراهنون أنتم ونظامك هذا أكثر، فحتى الحوثيون لم يعد لديهم سلاح أيها الحمقى، ولا حتى جنبية.. عادوا إلينا، ويحلمون معنا...

القاعدة، التي لا تتحرك إلا عندما تريد أنظمتنا ذلك، غدت مجرد كذبة، بات الأمر اليوم أكثر وضوحا مثل كل أكاذيبكم.

أي تنظيم هذا يستطيع البقاء فيما العالم بأكمله، العالم بكل مؤسساته وفئاته، وأدواته يطارده؟..

القبيلة، والقبيلي الذي تتحدثون عنه وكأنه تم استيراد حضراتكم من باريس ليس سوى نحن. ظلم كما ظلم هذا الشعب وأكثر، حرم كما حرم هذا الشعب من حقوقه وأكثر. اقصي واستغل صدقه ووفاءه من قبلكم، والآن تقدمونه وكأنه مصيبة، وكارثة...

مازالوا حتى اليوم، يحلمون بطريق، مشروع مياه، مدرسة، كهرباء، فما الذي قدمتموه له لتطالبوه اليوم بحمايتكم تارة، وتحاولون استخدامه كحجة ضد المدنية تارة أخرى.

أليس من تسمونهم اليوم "قبائل" أكثر بؤسا من غيرهم في هذا الوطن؟ وتحالون اليوم استغلاله مجددا واستخدامه حتى كفزاعة تخيفون به أخوته وأهله وأصهاره وأبناء عمومته..

هؤلاء هم القبائل في ميادين الحرية، أو بالأحرى هؤلاء هم اليمنيون القادمون من الريف، فكلنا أبناء قبائل، كل يمني له قبيلة، لكنه بات اليوم يفضل أن يكون له وطن.

أنظروا إلى القادمين إلى ميادين الحرية من الريف والحضر، من كل مكان، انظروا ملئ أعينكم، لا شيء يجعلهم مختلفين عن بعضهم، يحلمون جميعا بوطن الأمن والإيمان، وطن القانون والنظام والعدل والمساواة.

ماذا لديكم أيضا.. الجهل، أم اعتبارنا أغبياء.. خطابكم الإعلامي يقول ذلك، كل هذا التزوير والكذب والتزييف للحقائق يقيس مدى احتقاركم لليمنيين وتقليلكم من شأنهم..

اليمنيون ليسوا أغبياء. ربما خائفون قليلا، من أجل وطنهم وليس من أجلكم. ربما مترددون قليلا من أجل اليمن وليس من أجلكم، لكنهم اليوم، أو غدا سيعلمون من هو الكذاب الأشر..

واليمنيون ليسوا فقط في المدرسة، أو المستشفى، أو المزرعة، ليسوا فقط في الريف أو المدينة، إنهم في الجيش، والأمن وفي كل مكان، وكلهم لن يقفوا في وجه أن يكون اليمن أفضل. مهما زرعتم من دسائس، ومهما صنعتم من مآسي ومجازر..

هذه رهاناتكم، وتلك أحلامنا. هذا اليمن في عيونكم واليمن في عيوننا.. هكذا هو بالنسبة لكم مجرد رتل من المشاكل والتخلف والغباء ومشاريع قتله وخونه، ونراه وعدٌ بالعدل والحب والسلام.

ومن يطلب منا قتل بعضنا البعض، لا يقدر فينا شيئا، ولا يرجوا لنا بعد جحيمه في الدنيا إلا مشاركته سقر الآخرة..