ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
مأرب برس - خاص
طالعنا موقع ( مأرب برس ) في التاسع من ديسمبر 2006م ، بنداء استيغاثي للكاتبة فائزة البريكي تحت عنوان (( سفاراتنا في الخارج ، إنقــــاذ ما يمكن إنقاذه )) ، يوحي للوهلة الأولى أن الطامة الكبرى قد حلت بسفارات بلادنــا جميعهــا ، وما علينــا إلاَّ أن نشمــر عـــن سواعدنـــــا ونركض " لإنقاذ ما يمكن إنقاذه " وإلاَّ فعلى الدنيا السلام .
ويخرج القارئ بانطباع أولي مفاده أن الكاتبة قد أناطت بنفسها مهمة إنقاذية عاجلة للوضع الذي أضحى على شفا الانهيار ولم يعد بمقدور أحد الفكاك منه ، فعقدت العزم على أن تكون نصيراً للمستضعفين و " عونا لكل صاحب حق " وليس لـ " صاحب منصب أو سلطة أو مال " جازمة بأنهــا لن تكون " كغيرها ممن إمتلئت ( كروشهم ) وانتفخت من مال الشعب المسكين " وفي غمرة حماسها تنصب نفسها جسراً لــ " تواصل بين الشعب والدولة " ، يا للمهمة العسيرة ! التي كبلت نفسها بها ، وفقها الله في ذلك .
إن النقد الموضوعي المبني على الحقائق والهادف إلى تقويم الأخطاء والكشف عن الثغرات ومواطن الخلل أمرَُ ضروري وهام ، فالعمل يتطور ويبدع في مناخ النقد البناء الجريء فهما صنوان متلازمان وما أحوجنا إلى هذا التلازم .
ومن نافلة القول أن الأخطاء والهنات التي تظهر في سياق العمل ، سيما المرتبط منه بمصالح شريحة واسعة من الناس لا يمكن إخفاءها ، فمن الصعوبة بمكان حجب أشعة الشمس الساطعة بغربال مليء بالثقوب . ولنتفق بأنه لا يوجد عمل " كامل الأوصاف " منزهاً لا تشوبه شائبة ، والموضوعي هو ذلك الذي يحكم على الأخطاء بحجم جسامتها ومقدار ضررها على المصلحة العامة ، وإن رغبنا التنزه من الأخطاء فما علينا إلاَّ الركون إلى الراحة والتأمل لما يدور حولنا ، بل ويمكننا التمادي في ممارسـة ( النقد ) مجازاً وإطلاق الكلام على عواهنه ، وما أيسر ذلك .
والمسألة الجوهرية ، كيف يُستوعب هذا النقد ويُستخلص منه العبر في معالجة الأخطاء والعمل الجاد على إعادة الأمور إلى نصابها وعدم تكرر ما وقع ، وهنا مربط الفرس كما يقول العرب .
ولعل الكاتبة استمعت إلى شكوى بعض الطلاب والمغتربين في مكان إقامتها ، وتأثرت لذلك تأثراً بالغاً ، وهي السيدة التي وقعت أسيرة ظلم فادح ألم بها – كما كتبت - " سُرقت أموالها في وضح النهار " ، و " أصبحت منفية ولاجئة " و " لا ترغب بتلطيخ يداها بما حرام " ، فحرك ذلك نوازعها الإنسانية وهي الخارجة من صخب تجربة ذاتية زادتها تعلقاً بقضايا المظلومين ، ولكنها غفلت في غمرة عواطفها أن تقرع أبواب السفارة ، سيما وأنها " وكالات بدون بواب وسايبة " ، أي يسهل الولوج إليها للاستماع إلى الرأي الأخر ، لتكتمل الصورة لديها ، فلعلها تُسدي نفعاً كبيراً لأبناء جلدتها بنقل همومهم ، ولكنها ترددت كثيراً أمام هذه المهمة النبيلة " فالسفير اليمني مشغول بجمع أكبر قدر من الدولارات الخضراء " ، أي لا هم له إلاّ أن يوصد الأبواب ويقبع خلفها يحصي الأموال التي جباها !! ضارباَ عرض الحائط بالمهام الجسيمة التي ينبغي القيام بها . لست أدري كيف أدركت ذلك ؟ لعلها قارئة فنجان ضليعة ومكشوف الحجاب عنها ، وهذه إحدى المواهب التي تنطوي عليها مقالتها . الاَّ ترين يا سيدتي أن إحدى بديهيات الحقيقة عدم إطلاق الأحكام القطعية ؟ . الاَّ يفقدك ذلك صدقية التناول ؟ أم لعلك لا ترغبين في إرهاق ذاتك المرهفة في البحث عن الحقيقة ، فأطلقت العنان لأحكامك – أعاننا الله عليها – التي لا يأتيها السهو أو الخطاء ، فتلاشى احترامك للخارجية " الوكالة من غير بواب " كيف تأتى لك معرفة ذلك وأنت العائشة في مدينة الضباب .. ما هذه القدرة الأسطورية الخارقة في معرفة ما يدور في كل " سفارات بلادنا " لعلها عيني زرقاء اليمامة!!
ولم تدخر الكاتبة جهداً في إمتشاق قلمها – السيف ، والتلويح به في الفضاء بطريقة دون كشوتيه في الدفاع عن " الشعب المنبوذ المجرد من أبسط حقوقه" ، " الشعب اليمني الذي يعيش مشرداً داخل وطنه " وكأنه يحيى في أعتى الدكتاتوريات ، أو إحدى جمهوريات الموز ، وتسترسل في ترحمها على الشعوب العربي فـ " الحيوانات في الدول الأوروبية تعامل أحسن منها " ، وتتضخم لديها حالة التحسُر على " اليمن – وطنها – والسودان وبعض الدول العربية التي لا تجيد إلاَّ الفتك بشعبها ". و " الشعب اليمني الذي وصلت به الفاقة والجوع أن يأكل من القمامة " . ولست أعلم حقاً إن كانت عايشت أهلها في اليمن وعاصرت أحوالهم ، أم هي معلومات مستقاه من مجالس النميمة اللندنية ، وهي التي كما يوحي لم تتضور جوعاً قط .
أما " وزيـر الخارجيـة " فتضيق ذرعاً بزياراته التي اعتبرتها لسذاجتها ومحدودية معارفها ومن وحي تجاربها الذاتية رحلات استجمام شتوية وصيفية ، وتبتهل – في مقالتها – إلى الله أن يزيد الوزير من إهماله وفساد وزارته حتى يتأتى لها الاقتيات من هذا " الإهمـال والفساد " لإشباع رغبتيها الدفينة في السطوع ، ولم تفقه أن التحرك السياسي الخارجي هو امتداد حيوي لنشاط الدولة الداخلي ، حيث تحرص الدولة على تعزيز صلاتها الخارجية وتواصلها مع العالم ليعود ذلك بالنفع والخير على الشعب ولتوطيد مكانة الدولة بين الأمم .
وحشدت في مقالها البانورامي كل ما جال في خاطرها في افتقاد واضح لمنهجية التناول وموضوعيته بالتنقل بين موضوع وآخر بدءاً من وزارة التربية والتعليم " التي تنهب حقوق الطلاب " حتى الدول النفطية الفاحشة الثراء " . المهم كيف تنفس عن روحها المثقلة بهموم " الشعب المسكين الذي يحتضر ولا تجد ثمناً لكفنه " . لا قيمة لديها إن كان النقد موضوعياً أم لا. الأكثر أهمية محاربة طواحين الهواء .
ولكم تمنيت أن تُسخر " قلمها وعلمها ومالها " للتطرق إلى وقائع محددة تسلط الأضواء عليها وتقومها بالنقد والتحليل وتسهم كوطنية غيـــــورة " لا مؤتمريه ولا معارضة " و " لا تخشى با جمال ولا الرئيس " في الكشف عن الأخطاء بعد أن تكون قد ألمت بالموضوع إلماماً صحيحاً ودرسته من كافة جوانبه ، بدلاً عن التخبط العشوائي الذي ساد موضوعها ، وفقدان الاتجاه الصائب في تناولها . فإدعاء احتكار الحقيقة مرض مستشري في أوساطنا علينا مكافحة مدعيها .
ومع ترحيبي الحار ورغبتي الجامحة في رؤية تنوع إعلامي سيما في المجال المرئي ، ففي ذلك إثراء لحركة الفكر والثقافة في بلادنا وتطوير للأداء الإعلامي ، إلاَّ إنني على يقين أن المال وحده على أهميته لا يصنع إعلاماً ناجحاً فالصدق ثم الصدق ثم الصدق والالتصاق بقضايا الشعب وهمومه والتعبير الصادق عنها هو المقياس الأساسي في النجاح . أم البهرجة والبحث عن موطن قدم تحت الأضواء البراقة فيذهب هباء .