قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟
كفل الدين الإسلامي حرية تداول الرأي والتعبير عنه ، وذلك قبل -- بكثير -- قيام الأمم المتحدة عبر إعلانها العالمي لحقوق الإنسان بتخصيص المادة رقم 19 لرعاية وحماية عملية إبداء رأي وتعبير الإنسان في الكرة الأرضية.
وعندما نتكلم عن حرية التعبير وإبداء الرأي ، فنحن لا نعني تلك الحرية المفرطة التي تفقد المجتمع توازنه وتزرع الفتنة فيه ، الفوضى وتخلق ، بل الحرية المسئولة والبناءة ، وإن تباينت الآراء وتعددت في حدود ما يحفظ أمن واستقرار المجتمع. ولأجل ذلك ، جعل الدين الإسلامي لعملية التعبير عن الرأي بعضا من المحاذير والحدود ، والهدف من ذلك قطع الطريق على شواذ المجتمعات ومرضى النفوس -- الذين يتواجدون في أي مجتمع كان -- كي لا يقوموا باستغلال هذا المبدأ استغلالا سيئا.
بالنسبة للدول الغربية ، فهي تعي جيدا مقدار التأثير السلبي للآراء المتطرفة والمنحرفة وتتعامل معها بحزم. وفي حين قيامها بانتقادنا نحن العرب إذا ما قمنا بتطبيق بعض الإجراءات على بعض أصحاب الآراء المسيئة والمنحرفة والمثيرة للأزمات ؛ يسنون هم في قوانينهم ودساتيرهم محددات واضحة وحازمة تجعل للحرية سقفا لا يمكن بأي شكل من الأشكال تجاوزه ، وليس حرية سقفها السماء كما يريدونها لنا ويطالب بها البعض منا. بل إن عملية إسكات الآراء التي قد تسهم في تعكير أمن المجتمعات الغربية ، قد لا تستند على مسوغات قانونية ، وحول هذا يقول الكاتب البريطاني "جورج أورويل" منتقدا هذا الأسلوب في بلده : (الآراء التي ليس لها شعبية والحقائق التي لا يروق للبعض سماعها ، يتم إسكاتها دون الحاجة إلى أي قرار رسمي يحظر التعبير عنها). ولمن يريد أن يستزيد في هذا الجانب ، سيجد في الشبكة العنكبوتية ، الكثير من الوقائع المثبتة بالأرقام والتواريخ والتي تدل على عدم وجود حرية تعبير سقفها السماء (مطلقة) في كثير من الدول الغربية المنادية بالحرية مثل فرنسا وبريطانيا وكندا والنمسا وسويسرا حتى في الولايات المتحدة التي قال عنها الفيلسوف الفرنسي "الكسيس دوتوكفيل" : (لا أعرف مكانا فيه استقلال العقل وحرية النقاش أقل من أمريكا(..!
يتساءل بعض الحقوقيين والإعلاميين : لماذا الخوف من الرأي المنحرف؟ أليس انتشاره أولا وأخيرا يعتمد على مدى قبول الناس؟ وإذا قبل الناس رأيا منحرفا ، فلماذا لا رغبتهم نحترم؟ لماذا تريدون خيانة الحقيقة بعدم عرضها للناس؟
وللإجابة على هذه التساؤلات يجب أن نؤمن أولا بأن مصلحة الوطن وأمنه واستقراره فوق أي اعتبار وأي نظرية وضعية ، ثانيا : يجب أن نعرف بأن لكل ساقطة لاقطة كما تقول العرب ، أي أن لكل يقال قول ، من يتبناه ويصدقه ويشيعه بين الناس لاسيما في مجتمعنا الذي يفتقر للوعي بغض النظر إن كان هذا القول صدقا أم كذبا خيرا أم شرا.. أي أن الرأي السلبي قابل للانتشار مثله مثل الفيروس الضار الذي لا يطرق الأبواب قبل دخوله ، والذي يحتاج منا عادة إلى مضاد للحد من انتشاره.
اليوم هناك من يجعل من مبدأ حرية التعبير ومن "الحقيقة الملوثة" وسائل للتحريض ، وزرع العنصرية والكراهية بين الناس وإيقاد الفتنة بين الأخ وأخيه ، هناك من يتطاول على القرآن الكريم والسنة النبوية.. هناك من يفتي وينظر ويحلل في أمور الناس وينصب نفسه مرشدا لهم وقائدا عليهم وهو لا يفقه "كوعه من بوعه".. هناك من يمتهن كتابة ونشر التحليلات الارتجالية والتخمينية عبر وسائل الإعلام بمختلف أشكالها.. هناك من يقدح ويسيء.. وكل هؤلاء يتمترسون خلف مبدأ حرية التعبير..!
بحق.. عندما أتابع بعض تصرفات وخطابات وكتابات هؤلاء ، يزداد يقيني بأن مبدأ حرية التعبير اليوم ، هو الراعي الرسمي لرويبضة العصر.
Hamdan_alaly@hotmail.com