حول الموسوعة والجلبة المثارة
بقلم/ جمال انعم
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أسابيع و 6 أيام
الثلاثاء 13 أكتوبر-تشرين الأول 2020 08:28 ص

اتفق مع الأخ مروان دماج بأن دور وزارة الثقافة ليس منع الكتب او الرقابة عليها ولست مع مسألة "اضطلاع الوزارة بدور رقابي " اطلاقا.

هذه مسالة خطيرة والأخطر. ان يطالب بها احد الكتاب شخصيا أنا ضد الكثير من هذه الجلبة والتى ترى في هذا الجهد تزويرا للتاريخ وتزييفا للوعي وتشويها للذاكرة. فالتاريخ فيما نعرف لم تصنعه كتب الطبقات ولا التراجم عموما.

كما أن مثل هذه التراجم لم تمر. بسلام بل. خضعت للفحص والدرس والنقد والغربلة ونجمت عن هذه الإشتغالات تقاليد وشروط وضوابط معروفة ومعتمدة صعبت تمرير. الأكاذيب وتزوير الحقائق والوقائع. وعند النظر. في هذه المصنفات وماكتب عنها سنجد الكثير من الرؤى والتباينات والاختلافات والانتقادات والتصويبات والاستدراكات.

والشروح والإضافات كما أني لست مع الحديث عن هذا العمل باعتبار انه مشروع مصيري للأجيال اليمنية وعلى اساسه سيشاد وعي اليمنيين بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم. وان ما انطوى عليه. من اغاليط. وضلالات. تمثل تهديدا للذات اليمنية ولوجودها عموما. الخ هذه الكوابيس التى يطرحها هذا وذاك . ثمة موسوعات علمية حيوية طواها النسيان وثمة كتب عفا عليها الدهر. وثمة مؤلفات ماتت واهملت وضاعت وثمة كتب لوحقت وطوردت بالمقت واللعنات هي واصحابها على السواء ؟ لقد تمنيت ان يتم قراءة هذا الجهد جيدا وتقديم رؤى نقدية منصفة و جادة عنه ومحاكمته طبقا للمعايير. العلمية. المعتبرة. وكذا التى اعتمدتها الجهة الجامعة او المؤلف .

وتناول القيمة العلمية والتاريخية لهكذا مشروع وما يمكن أن يضيفه على كل المستويات وتوضيح المغالطات وفضح عمليات التزوير. والتزييف بمنهجية وبروح نقدية متجردة اكثر استيعابا واحاطة لا أدري. الى أي مدى نخدم الحقيقة والتاريخ اليمني بهذا الهجوم المتسرع على العمل قبل قراءته على النحو المطلوب وبهذا التركيز. .فقط على ماجاء فيه عن حسين بدر الدين. وبهذا الاندفاع لمحاكمة مؤلفه وطنيا واحلاقيا ووصمه ورميه بالخيانة وما قرب اليها من النعوت .

الحساسية الوطنية مهمة لكنها تغدو خطرة حين تكون قرينة الجنوح وعدم الرشد ماجاء عن حسين بدر الدين هو مادة ترويجية ابعد ماتكون عن التوثيق والترجمة المتجردة. اذ تقتضي الترجمة المتجردة والتى تحمي الحقيقة وتضمن نزاهة المترجم. أن يورد المترجم الرأي النقيض فيمن يعرض له فمثلا عندما يتحدث مترجم حر نزيه عن حسين بدر الدين وحركته لابد أن يعرض ما اتهمته به الدولة والحكومة من التمرد عليها وحمل السلاح ضدها والعمل لصالح ايران ولابد أن يعرض الجزء الآخر. من الصورة.

اما ماجاء في الموسوعة فهو. محض ترويج وشهادة من طرف باد تحيزه وتشيعه وهذا يجعل مصداقية الموسوعة على المحك ويضع مولفها في موقف ربما يستعصي على التبرير. اذ لم يلتزم صاحبنا المؤلف حتى بما الزم اصحاب التراجم القدامى انفسهم به من التحوط والحرص على المصداقية والنزاهة في كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك. يذكر. البهاء الحندي. انه ترجم لمحمد بن سبأ من اخر حكام ال زريع. الذين اقطعهم على محمد الصليحي مناطق الجنوب فقسمها بينهم منذ البدء مناطق الساحل ومناطق الداخل محمد بن سبأ مات في منتصف القرن السادس بعد وفاة السيدة بنت احمد. بخمسة عشر عام ع الأرجح وكان قد اشترى حصون اب ومناطقها من منصور بن الفضل. ابن ابي البركات وزير السيدة التى اوكلت اليه ميراثها بعد موتها البهاء الجندي جاء في عهد الدولة الرسولية بالطبع. وهو مؤرخ فذ ترجم لمحمد بن سبأ وذكر. انه لولاء ما اشتهر. به من الفضل والعلم واكرام العلماء لما ترجم له. . ويفصح بالطبع عن مانع مذهبي باعتبار المترجم له "سمعلة " اي اسماعيلي هذا الإستثناء يوضح المدى الذي يمكن أن يبلغه التحيز المذهبي في عمليات التوثيق والترجمة ومما يلفت ان البهاء الجندي. فيما اورده عن القرامطة والإسماعيلية لم ينس ان يستدرك ان هذا الذي ذكره عنهم هو مما تناقله خصومهم لا ما وقف عليه بنفسه. لكنه يضرب صفحا عن الترجمة لأي منهم علماء وفقهاء وحكاما متغلبين بداعي التعصب الديني والنظر اليهم كطائفة مارقة كان في وسع الموسوعة أن تترجم للرجل. بحياديقيها وصاحبها الغمز واللمز والريبة والإتهام. يبدو واضحا. السير على أثار المترجمين الأوائل اعتماد.تصورات القرون الغابرة عن الحاكم والحكم وعرض . صفات الإمام او الأمير. وذكر مزاياه وشمائله الخاصة وطبيعة تعامله مع رعاياه ولقد صدمت بالصورة التى رسمت للإمام أحمد. واستدعاء كلام البيحاني. الواعظ عنه وحديثه عن صفاته على ذلك النحو المستغرب في حين. لاتجد عرضا لرؤية لأحرار لذلك الطاغية الذي اذاق اليمن الويلات والجميع يعرف عن عنفه وتخلفه وجبروته وبطشه وقهره ما يكفي لدحض كل هذا الهراء اقول هناك مطاعن عديدة في الموسوعة. .

وبدلا من التعليقات الاستهلاكية العابرة. من المهم الاشتغال عليها بصورة جادة ونقدها من حيث المنهج والرؤية والركاكة والقصور وعدم الاحاطة والابتسار وتقديم معلومات مشوشة ناقصة مجتزأة سيما عن شخصيات معروفة لدى القاصي والداني. مازال هناك احياء من مجايليها. والكتابات عنها تغني. عن الخبط هنا او هناك هل يمكن أن تكون شهادة الفقيه كفيف البصر. المقيم في عدن عن احمد ياجناه. في قوة شهادة الموشكي او المحلوي او العزي السيندار. او غيرهم ممن كانوا من حاشية. الإمام و اكثر. قربا اليه من سواهم ؟؟؟ وهل يصلح استدعاء المصادر. الأكثر. بعدا والإحالة على شهادة . المجهول والمغفل ؟