الثورة المضادة أشكال وأساليب مختلفة
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 10 أيام
الجمعة 07 سبتمبر-أيلول 2012 03:16 م

بدأت الثورة المضادة في اليمن منذ وقت مبكر , لكنها كانت على استحيا , وبعد قانون الحصانة بدأت تظهر ملامحها وتبرز إلى العلن بشكل واضح , واتخذت أشكال وأساليب مختلفة منها ما يمارس باسم ثورة الشعب وما ينادى لإنقاذها وهم الأخطر على ثورة الشعب لأنهم تجمعوا مع بقايا النظام والطابور الخامس والتقوا بالمصالح والأهداف , وبدأوا يوجهون سهام النقد , والتخوين , والتشكيك بالمكونات الثورية التي قدمت قوافل من الشهداء والجرحى , وقدمت الكثير من التضحيات في سبيل الوطن , وفي سبيل إنجاح ثورة كاملة الأهداف , والنيل منها بمختلف الأساليب , والوسائل , والأدوات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية إضافة إلى بعض الصحف الصفراء التي تخلط بين السمن والعسل .

وأصبح للثورة المضادة التي يقودها المخلوع وزبانيته وبعض القيادات في المؤتمر الشعبي العام في مختلف الأجهزة الرسمية للدولة رعاية إعلامية غير مسبوقة , وهم لا يزالون يمسكون بكل مفاصل الدولة حتى اللحظة ويمارسون شتى أنواع الفساد المالي والإداري , ويستفزون المواطن بأساليب فاشية من حيث المبالغ الخيالية التي تطلب منهم لتسهيل معاملاتهم في تلك المكاتب والأجهزة الحكومية, أو من خلال المماطلة فيها حتى ( يطفش) المواطن ويصل إلى قناعة بأن عهد المخلوع أفضل من هذه الثورة , وقد سمعتها كثيرا من بعض مدراء وموظفي بعض المكاتب الحكومية بمنطق واضح لا يحتمل اللبس فيه "قد كنا على علي قلتم تشتوا ثورة ".

أضف إلى ذلك الضعف الشديد في أداء حكومة الوفاق الوطني المشكلة من الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وشعور شباب الثورة بعد أداء تسعة شهور من عمرها بعدم إنجاز أي شيء يذكر من الأهداف الكبيرة التي انطلقت من أجلها الثورة ولد الكثير من الإحباط واليأس وعدم التفاؤل الأمر الذي خلقا جوا ملائما وأرضية خصبة لعمل الثورة المضادة ودقها على أوتار معاناة الناس التي كان نظام المخلوع سببا رئيسيا فيها طيلة " 33 " عاما وأصبح اليوم يتباكى عليها ويتهم الحكومة بالفشل بإيجاد الحلول لتلك المعانات وينطبق عليه المثل القائل " صدقك وهو كذوب ".

لكن وبكل ثقة نستطيع أن نقول اليوم أن الثورة اليمنية بكل تأكيد تأتي ثمارها ، او بالأحرى تضع أقدامها على شبه الطريق الصحيح , فالثورة المضادة دليل تأكيد على نجاح ثورة الشعب وصوابية أهداف الثورة , وأن قادة الثورة المضادة منزعجون بل مهووسون من هذه الثورة التي تسير بطريق طويل مليء بالمطبات والعقبات والأشواك , ومخطئ بل وساذج من يتصور ان طريق الثورة سيكون سهلا ومعبدا بالورود والرياحين أمام الثوار وأمام تحقيق أهداف الثورة وبدون ثورة مضادة , أو منغصات وأعمال إجرامية , وتخريبية تطال كل مناحي الحياة وبدون ثمن أو تضحيات.

لكن ومهما فعلوا , أو مارسوا من أساليب في محاربة الناس في الخدمات الأساسية , فلن ينجحوا في هذه الثورة المضادة , وستنتصر الثورة حتما , وستحقق أهدافها لان العشب أصبح واعيا وفاهما بكل ما يدور لم يعد ذلك الشعب الذي عمل المخلوع وزبانيته على تجهيلهم "33"عاما , وإن غدا لناظرة قريب وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.

مشاهدة المزيد