الإجَازَةُ الدِّرَاسِيَّةُ وَاثَرُهَا عَلَى الأبْنَاء!!!
بقلم/ محامي/احمد محمد نعمان مرشد
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 16 يوماً
الإثنين 02 يوليو-تموز 2012 05:34 م

فرصة ذهبية ثمينة للأبناء تمتد بين آخر يوم من اختبارات النقل والشهادة العامة في نهاية العام الدراسي وبين اول يوم من ايام التسجيل للدراسة في العام الجديد .وهي في الغالب ثلاثة أشهر تمر على الطلاب والطالبات مر الكرام.فقلما تجد من يهتم بها او يستفيد من ايامها ولياليها فترى وتشاهد الكثير والكثير من الطلاب يقتل الوقت ويضيعه فيما لا فائدة منه كلعب القمار ومجالسة الفاسدين وقتلة الوقت وايضا في التخزين والسمرات والمقايل التي لامصلحة منها ولا ثمرة. ولا علم ولا معرفة !ولا خُلُق حَسَن ولا استقامة!ولا جليس صالح يحفظه من الانحطاط ويعلمه الاستقامة.فأبناؤنا أمانة الله في أعناقنا سيسألنا عنها ويحاسبنا عليها لاسيما وهم زرع قلوبنا, وفلذات أكبادنا ,ومحققوا أحلامنا,وأمل مستقبلنا.فمسئولية الحفاظ عليهم وشغل أوقاتهم فيما يفيدهم في هذه الإجازة تقع على عاتق الآباء والأمهات, وعلى عاتق الدولة في آن واحد . فالدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم والأوقاف والإرشاد والشباب والرياضة والإعلام مسئولة عنهم من خلال اقامة مراكز صيفية ,ودورات تأهيلية, ودروس تعليمية, وانشطة رياضية, وحلقات تحفيظ قرانية, ومعارف دينية وإسلامية.ودور الآباء والأمهات يأتي بالدفع بالأبناء الى هذه الأنشطة وتشجيعهم على حضورها ومتابعتهم منذو خروجهم من منازلهم وحتى العودة اليها . واذا لم تقم الدولة بأداء دورها وتحمل مسئوليتها فلا يُتْرَكُ الأبناء وشأنهم بل يجب على الآباء عمل جدول زمني يومي لهم منذو الصباح الباكر وحتى المساء. هذا بالإضافة الى الدفع بهم الى مراكز تحفيظ القران الكريم والتجويد والتفسير التي تقام في المساجد والمدارس الأهلية والمراكز الخيرية .ومالم يبذل الآباء جهدهم ويهتمون بهم فان النتائج ستكون عكسية وأليمة عليهم جميعا. فان لم يشغلوا اوقاتهم بالخير وطلب العلم فسيتم شغلها بالشر وسوء الاخلاق.وان لم يتم اختيارهم لاصدقاء صالحين خيرين فسيحل محلهم جلساء سوء فاسدون .والصاحب ساحب, وقل لي من تجالس اقل لك من تكون والمرء على دين خليله فل ينظر أحدكم من يخالل !!ولا بد ان يكون الآباء والأمهات قدوة حسنة لابنائهم وبناتهم لاسيما وان الأطفال يقلدونهما فكيفما يكون الأب والام في سلوكهما أياً كان تجد الأطفال يقلدون فيما هما عليه من الخير والصلاح والاستقامة او سوء الأخلاق ومخاطر الانزلاق ولذا قال الشاعر الحكيم:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا .. على ما كان عوده ابوه

فإذا كان الأب ذا خلق حسن مستقيم يصلي ويصوم ويتصدق ولا يكذب ولا يأتي الدنايا والأفعال المخزية ستجد الأبناء يسلكون نفس السلوك.واذا كان الأب منحرفا لا سمح الله ستجد الأبناء مقلدين له بذلك فاذا أمره بالصلاة والصيام و ترك الكذب والدخان فلن يصدقه ولن يعمل بنصحه وسيكون رده عليه كيف تأمرني يا أبي بالصلاة والصدق ومجالسة الصالحين وأنت لا تفعل ذلك ؟ كيف تأمرني بترك الكذب وترك الدخان وترك لعب القمار وانت تكذب وتدخن وتلعب القمار ؟ اذن فلا بد ان يكون الأب قدوة حسنة ومثلاً أعلى أمام أطفاله وهو مسئول عن تربيتهم التربية الحسنة يقول الرسول صلى الله وعليه وسلم (الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم)ففي هذا الحديث إرشاد الى ما ينبغي ان يكون عليهم الاباء من ملازمة أطفالهم ومتابعتهم بحيث يكون تصرفاتهم وحركاتهم وجولاتهم وذهابهم وايآبهم تحت إشراف الاباء ونظرهم.فإذا تصرف احدهم اي تصرف يحتاج الى توجيه كان ذلك التصرف موضع العناية والنظر .والفرق واضح بين أبوين (الاول )اهتم بأبنائه وتابعهم في الإجازة الدراسية وأدخلهم دورات تعليمية وتربوية وثقافية ودينية . و(الثاني) أهمل أبناءه فلا يسأل عنهم اذا غابوا ! ولا يتفقد احوالهم اذا حضروا ! ولا يوجههم وجهة الخير لأنفسهم!فكيف ستكون النتيجة ؟ وماهي الثمرة التي يحصل عليها الطرفان؟فلا شك بان أبناء الأول سيتفوقون في دروسهم ويمتازون في أخلاقهم ومعاملاتهم ويطيعون والديهم وينجحون في امور حياتهم الدنيوية والأخروية وسيسمع الأب عن أبنائه كلاما طيبا وسمعة حسنة ترفع الرأس وتثلج الصدر وتريح القلب فيحمد الله على ذلك.,اما ابناء الثاني فسيخفقون في دروسهم وتسوء أخلاقهم ويعصون والديهم الا من رحم الله. كما ان والدهم سيسمع عنهم كلاما سيئاً وسمعة مشينة غير مشرفة فلربما يسمع أن احد ابنائه قُبِض عليه وهو يشرب الخمر مع اخرين وقد زُجّ به في السجن والثاني أثّر عليه جلساء السوء فاصبح نشالاً والثالث خالط الفاسدين والمجرمين فاصبح عاصٍ لله وعاقاً لوالديه ومؤذيا لجيرانه.فكيف سيكون موقف الاب حينئذٍ؟ وهل سينفعه الندم ؟ فما أجمل ان يتنبه الاب والام لأطفالهما منذو البداية فيقومان بتربيتهم وهم صغار يسمعونهم ويطيعون ولا يخالفون امرهما وهذه مسئوليتهما أمام الله عزوجل قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )ويقول الرسول صلى الله وعليه وسلم (كلكم راع ٍ وكلكم مسئول عن رعيته فالامام راعٍ ومسئول عن راعيته والرجل راعٍ في اهله ومسئول عن رعيته ..الخ) ونحن هذه الأيام في أول الإجازة الصيفية فلا نترك أبناءنا يضيعونها هدراً ولنتنبه لذلك ونستشعر عِظَمَ المسئولية والله حسبنا ونعم الوكيل.