أيها الرئيس ... افعلها وخلصنا ..!
بقلم/ احمد رناح
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 26 يوماً
الخميس 22 مارس - آذار 2012 04:56 م

ما من شك أن المرض الخبيث اذا انتشر في الجسد يهلكه ويدمره ، واذا كان ثمت علاج فإنه على أقل تقدير يأخذ وقتا كثيرا ليتماثل الجسد للشفاء ، وحتى لا يتوه معي القارئ كثيرا ، فإن هناك شبه كبير بين مرض السرطان الخبيث ، والرئيس المخلوع ونظامه . فكلاهما أداة هدم ودمار للجسم سواء البشري أو الوطني . أيه الرئيس الهادي لقد أصبح من الضروريات اليوم سرعة استئصال هذا الورم الخبيث من الجسم اليمني مادام يعيش أضعف مراحله ، قبل أن يستقوي ويدمر كل شيء .لقد أصبح وجود هذا المخلوع عبء ثقيل يضر ولا ينفع .

وبفضل الله ثم بفضل ثورة الشباب السلمية ، والتي استطاعت أن تدمر كثيرا من الخلايا التي كان يعشعش فيها هذا المرض ، واستطاعوا محاصرته ومطاردته حتى أصبح يعيش في مساحة ضيقة خارج الجسد اليمني ، غير أن آثاره وسمومه لا زالت تعمل عملها وتوشك بعودة المرض ، إلا ان يتداركه الأطباء والخبراء بجرعة نهائية تزيل جميع مخلفاته ..

أيها الرئيس : أنت العدو الأول والخصم اللدود لهذا المخلوع ، فهو يرى أنك قد سلبته ملكه ، فلا تأمن مكره وحيله ، فهو يريد أن يفشلك سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، حتى يثور الشعب ضدك كما ثاروا ضده . يريدك أن تمشي على خطاه ، لتشرب من نفس الكأس التي شرب منها . ولقد بدأ ينشر زبانيته وبلاطجته لتعطيل الحياة العامة ، واشاعة الفوضى ، وقطع الطرقات ، وتخريب خطوط نقل الطاقة ، كل هذا بشكل علني وسافر .

أيها الرئيس... افعلها وخلصنا ..! من هذا المجرم المخلوع ، ليس بتصفيته جسديا كما يعمل هو مع معارضيه ، فهذه ليست من سياستنا ولا ثقافتنا ، فقد طالبنا برحيله من السلطة ، وليس برحيله من الحياة . وإنما خلصنا من سياساته الفاشلة المدمرة .. صحيح أنه أصبح جزءاً من الماضي لا يلتفت اليه ، ولكن العقرب تلدغ بذيلها ، والأفاعي وأن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب . افعلها وخلصنا .. بالخطوات التالية فهي جديرة باقتلاعه وتخليص الشعب من أذاه وشروره .

اولا : هيكلة الجيش والأمن : أيها الرئيس أبعد أبناءه ومقربيه عن المناصب القيادية للجيش والأمن ، واجعل بدلا عنهم ذوي الكفاءات والأقدمية وذوي الولاء الوطني العالي ، وبهذا تكون قد عطلت سلاحه ، وانتزعت قوته ، وأربكت حساباته ، وقلبت الطاولة عليه . كل هذا بإمكانك فعله وبكل سهولة ، فالقرارات الجمهورية بيدك ، والاعلام بيدك ، والحكومة والشعب تحت تصرفك . افعلها وبهذا ستكون قد حشرتهم في زاوية التمرد ان رفضوا ، أو زاوية العزلة ان وافقوا ، فامض على بركة الله أيها الرئيس والشعب وراءك .

ثانيا : أبطل مفعول كروته التي يستخدمها وينتشر عن طريقها ، وذلك بتجفيف موارده المالية ، وتشديد الرقابة عليه ، ومن هذه الكروت ، كرت الحراك المخرب والمدسوس داخل الحراك الجنوبي السلمي ، وذلك بوضع حلول سريعة واستراتيجية للقضية الجنوبية في اطار حوار وطني شامل ، تنتج عنه حلول ملموسة ومدروسة على المدى القريب والبعيد .

كرت الحاجة والفقر لدى ضعاف النفوس والذين يستطيع أن يغريهم بأمواله المنهوبة من خزينة الدولة ، وذلك بوضع خطة اقتصادية تنموية شاملة توفر الاحتياجات الأساسية للناس ، وتخفض الأسعار ، وتنشر الأمن على أوسع نطاق ، وتخفف من البطالة بشكل سريع وعاجل . ليشعر المواطن بالفرق ويدرك أن هناك تغيير فعلي يحدث على أرض الواقع .

كرت العناصر المسلحة من ( القاعدة والحوثيين ) وذلك بدمجهم ضمن الحوار الوطني الشامل المزمع اقامته على المدى القريب ، وتعويض المواطنين في كل من أبين وصعده ، وبناء ما دمرته الحرب الظالمة . ومن خلاله سيعرف الشعب اليمني مدى حب هؤلاء وولاءهم للوطن من خلال قبولهم بالحوار وترك السلاح وارهاب الناس ، فإن وافقوا وامتثلوا لأمر الدولة ، وقبلوا بالتعايش السلمي داخل وطن يتسع للجميع فذاك ما تريد ونريد ، وان أبوا فالشعب وحكومته وجيشه كفلاء بوضع حدا لهم .

ثالثا : التركيز على نشر ثقافة الولاء للوطن وليس للأشخاص والأحزاب أو الطوائف ، وتغليب المصلحة الوطنية العامة على الشخصية والحزبية ، وخصوصا داخل السلك العسكري والحكومي .

رابعا : استخدام ورقة الضغوط الدولية والاقليمية بتجميد أرصدة المخلوع وعائلته ، ان لم يغادر اليمن ويكف اذاه عن اليمن واليمنيين ، وأيضا بإلغاء الحصانة الممنوحة له ولأذنابه .

أخيرا : أيها الرئيس بما سبق ستكون قد عملت الكثير من الجرع الناجعة لا جتثاث هذا الخبيث من الأرض الطيبة المباركة التي قال الله عنها ( بلدة طيبة ورب غفور ) وبالفعل ستكون قد فعلتها وخلصتنا ..