المبادرة الخليجية لن توقع ... فما الحل؟
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أسابيع و يوم واحد
الثلاثاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2011 03:20 م

أصبح واضح للجميع وجليا للعيان أن المبادرة الخليجية التي لا تخدم الثورة بل تضرها ضررا كبيرا لن توقع على الإطلاق , وهذه هي القناعة التي توصل إليها الأشقاء في دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية , وسمحوا بنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي أو تغاضوا عن ذلك لعل وعسى أن يتزحزح الرئيس صالح وأركان نظامه عن مواقفهم المتصلبة , ويغلبوا مصلحة بلدهم على مصالحهم الشخصية لكنه لا يلوح بالأفق ما يبشر بخير أو ما يشير إلى ذلك.

إذ لو كان الرئيس صادقا وجادا كما كان الناس يضنوه"33" عاما لكان وقع على المبادرة بعد أخر تعديل للمبادرة من دول الخليج , لكنه ضل يراوغ ويلعب على عامل الوقت عسى الله أن يأتيه بفرصة تساعده على التغلب على شباب الثورة كما تعود طيلة فترة حكمة , لكن عهد الفرض لم يعد في صالحه وتغلبت إرادة الله وإرادة شعب بأكمله.

أما قرار تفويض النائب بالتوقيع على المبادرة فهي آخر لعبة من ألاعيبه لاكتساب المزيد من الوقت والمماطلة إذا أن القرار لا معنى له , وهو مجرد حبر على ورق , وهذه هي الخلاصة التي توصلت إليها دول الخليج والمجتمع الدولي , وإلا لكان النائب وقع على المبادرة وخلص اليمن الكثير من المشاكل والكثير من المتاهات والمآل التي قد تئول إليها اليمن في حال تعقدت الأمور , وهو ما تشير إليه كل المعطيات فالرجل أي عبده ربه منصور هادي اثبت الواقع , وأثبتت الأيام والمعطيات أنه جزء من اللعبة , وجزء من النظام , وجزء من المشكلة , وليس جزء من الحل , وإلا ما لداعي , وما الموانع التي منعت الرجل من التوقيع على المبادرة الخليجية وبموجب القرار الرئاسي في تفويضه بالحوار والتوقيع على المبادرة الخليجية , والكل بات يعلم أن المعارضة تحاورت معه على كل شيء وبحسب التقارير الإخبارية منحته حرية الاختيار بين تنفيذ وتطبيق آلية المبادرة الخليجية , أو وآلية السيد جمال بن عمر , لكنه أضاع الفرصة من بين يديه بعد أن كان الملايين يعقدون عليه الآمال ويعتبرونه رجل المرحلة , لكنه أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أنه غير ذلك وأن لا فرق بينه وبين عمر سليمان.

لقد ضاعت الفرص وضاق هامش المناورة وأصبح مخطئ من يعول على المعارضة في إيجاد أي حل فقد لعبت بكل أوراقها , رفضت المبادرة الخليجية ثم قبلت بها على مضض واستحياء , ورفضت التوقيع عليها إلا بعد توقيع صالح ووقعت ولم يوقع صالح , وقدمت الكثير من التنازلات ولم يقدم الطرف الآخر أي تنازلات تذكر حتى ضاق بها ذرعا حتى وصل الجميع إلى خيارين لا ثالث لهما.

الخيار الأول - الجمود الثوري والمبيت في الساحات وميادين التغيير والتعويل على الخارج حتى يأذن الله له لنا بالفرج والنصر وهو خير الناصريين أو الخيار الثاني - الحسم الثوري وإسقاط بقايا النظام كما يسموهم بشتى الطرق وبمختلف الوسائل والأساليب مهما كانت التضحيات لأن الجميع اليوم أصبحوا يقدمون التضحيات وبمختلف الجوانب وبالتقسيط المريح وبأثمان باهظة ! إذ ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟ وهنا أذكر قول الشاعر: ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.

لقد بات من المسلم به عند الجميع أن المبادرة الخليجية لن توقع إذا ماذا أنتم فاعلون ؟ يا أحزاب المعارضة , ويا شباب الثورة , ويا مجلسنا الوطني هذا المجلس الذي عول عليه الناس كثيرا وصدق فيه المثل القائل" تمخض الجبل فولد فأرا" مع اعتذاري المسبق إذ أصبح وجوده كعدمه بحيث لم نعد نسمع في الفضائيات ووسائل الإعلام سوى تصريحات ناطق المشترك , وحميد الأحمر , وكأنه ليس هناك ثورة , ولم ينبثق عن هذه الثورة مجلس وطني يعبر عن الإرادة الثورية , ويتخذ القرارات المصيرية الحاسمة وإلا ما فائدة المجلس الوطني إذا كان وجودة كعدمه.

الناس اليوم تنتظر قرارات مصيرية تنتظر خطوات عملية حاسمة لإخراج البلد من الوضع المأساوي والانهيار الحقيقي إلى بر الأمان , والمعارضة , والمجلس الوطني يبيعوننا الأماني والأمنيات , وإلا فليقولوا للناس ماذا هم فاعلون ؟ لكي يشترك الجميع في صناعة النصر , أو في صياغة المخرج ووضع الحلول , وما هي الخطوات القادمة التي يمكن اللجوء إليها إذا لم توقع المبادرة الخليجية؟ وما الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها الناس؟ لأن المجتمع الدولي والله لن يفعل لنا شيء إذا لم يكن الحل من الداخل , فالخارج لا يمكن أن يعترف بك إذا لم تفرض نفسك في الداخل وسيضل المشهد على هذا الحال وإلى متى؟